كعادة الكثير من الأسر النجدية التنقل والرحيل إلى خارج الجزيرة العربية لطلب الرزق والعلم، فكان الصبي نايف مع اسرته خارج الوطن، فدرس المرحلة الابتدائية بصفوان، ومن لا يتذكر توقيع اتفاقية إنهاء حرب الكويت بخيمة صفوان عام 1991م؟، ثم أنهى دراسة مرحلتي المتوسطة والثانوية بالزبير، والتحق بجامعة البصرة لدراسة الهندسة لعام واحد، لكن العائلة قررت العودة لمسقط رأسها، فقرر الشاب نايف الالتحاق بكلية الملك فيصل الجوية لدراسة علم الطيران. مصادفة التقيته يوم الأربعاء الموافق 15 / 3 / 2017م بالقرب من مزرعته بعنيزة هذه المحافظة المتمردة بصمت على بقية المحافظات، لاحظت تقدير الآخرين له وهذا من ثوابت تربية المجتمع العسكري الذي يحفظ الإحترام والتقدير طوال الحياة لمن كان الأقدم التحاقاً بالجندية. وخلال الحديث الصباحي المبكر بقرية العوشزية الهادئة بضيافة رئيس مركزها الذي قدم للجميع القهوة والترحيب، علمت أنني اتحدث مع طالب الدفعة الأولى بكلية الملك فيصل الجوية، والفائز بالمركز الأول، والمتخرج في العام 1390هـ برعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله. الأمر للوهلة الأولى بدأ لي خارج التصور، والسبب هو تباعد الزمن بين اجيال الكلية، وتراكم عدد الدورات عبر السنين والتي ستصل للرقم {100} خلال أشهر قليلة جداً!، وقد يكون السبب كذلك هو الحيوية العالية واللياقة البدنية -ماشاء الله- التي يتمتع بها فارس الدورة الأولى بكلية الملك فيصل الجوية العميد الطيار الركن نايف بن حمد السعدون. وبصدق لم اكتب هذا تحيزاً لجنرال خدم وطنه ودينه فقد التقيته مصادفة دون سابق معرفة، لكنه بِحق يُمثل وزملاءه جيل كِفَاح وتحدٍ ومعاناة، فقد استطاعوا تجاوز الصدمة الكبرى بفعل التحول من بدائية الحياة إلى تقنية الطيران وعلومه وتحمل برنامجه اليومي الشاق، وبالطبع ليس بلغة الأم وهدوء القرية، ومن حسن الحظ اننا نتحدث عن أحد طلائع خريجي الكلية الأوائل ونحن لانزال نعيش ذكرى مرور خمسين عام على تأسيس هذه الكلية العريقة في 10 / شوال / 1387هـ، ودورته كانت هي الأولى الملتحقة بها، كما التحقت الدورة الثانية كذلك بنفس التوقيت، وهذا له قيمة ومعنىً تاريخي في سجل قواتنا الجوية التي انتمي لها بفخر، إضافة إلى أن الطالب الأقدم حينذاك نايف السعدون تفوق وحصل على المركز لأول بدورته التي هي الأولى ونال سيف الشرف من يد الملك. وبرأيي انه لا يكفي دفن التاريخ وسِير الرجال في أي وطن وبأي قوة وفي أي تخصص مهما كان مستواهم في بطون الذكريات وغياهب الملفات بل يجب ابرازها بتفاصيلها للجمهور وأجيال الوطن من خلال المعاهد والكليات والمدارس والمكتبات العسكرية والعامة وتسمية المراكز والقاعات بأسمائهم، وهذا ما يفعله اصدقاءنا في دول الغرب والشرق إلى درجة انهم يبالغون في تمجيد ماضيهم لتعظيم حاضرهم وإثبات قوته وأصالة تاريخه. ولا بد من الإشارة إلى أن هناك رجال جاهدوا والتحقوا بالطيران العسكري وعلومه قبل إنشاء كلية الملك فيصل الجوية، وبعضهم تخرج قبل أو أثناء أو بعد تأسيس الكلية من خارج المملكة وداخلها ودورهم كان كبير ومشهود، فأعتذر لهم، ولهم التقدير جميعاً، ورحم الله من استشهد منهم أو رحل، والوطن يعتز بهم ولن ينساهم… وإذا كان ما أشرت إليه آنفاً يعتبر نوع من التقدير {شخصي} عبر صحيفة الرأي وزاوية صوت العاصفة، فالعميد السعدون يستحقه بجداره وكل زملاءه النبلاء بجميع التخصصات، فقد بذلوا ارواحهم، وافنوا زهرة اعمارهم خدمة لقواتنا الجوية الملكية السعودية فخر الوطن والمواطن والقوات المسلحة.. لهم التحية.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد الاحمري
04/04/2017 في 9:30 ص[3] رابط التعليق
?للأسف الشديد انه بمجرد ما تتقاعد من وظيفتك ينسونك المقربين منك وخأصة في قطاعك العسكري.
?كثير هم من ذاع صيتهم وخدموا وطنهم ونسيهم التاريخ.
?عزاؤنا هو ان كل يجب ان يخدم وطنه بكل اخلاص وتفان بغض النظر عن شكر الآخرين.
?وما يؤسفنا هو ان الآخرين وخآصة غير المسلمين يحترمون المتقاعدين ويسعون لإستثمار خبراتهم بعد التقاعد كمستشارين او مشغلين لبعض الأعمال بالتعاقد.
?عندنا يمنعون الأكفاء من ابناء الوطن من التعاقد لأنهم قاروا 60 او 65 عاما..بينما يتعاقدون مع أجانب البعض منهم تجاوز 75 عاما وبعض سواقين تريلات يحضرونهم كمستشارين…رؤى معكوسة.
(0)
(2)
عبدالرحمن القرني
04/04/2017 في 9:36 ص[3] رابط التعليق
نعم الحاظر لا يعظم الى بتمجيد الماضي
(0)
(0)
ابو سعود
04/04/2017 في 10:18 ص[3] رابط التعليق
موضوع جميل وابطال يستحقون . المستقبل صورة مشرقة وامتداد لماضي وحاضر مشرف . نحن فخورين بكم صقور الوطن . بارك الله فيكم جميعا.
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
05/04/2017 في 1:02 م[3] رابط التعليق
ومليون نعم بال السعدون وبصقور الجو الاوائل والمتقاعدين والحاليين
وافي يا بن غانم واللي مايعترف ببطولات الاخرين لا خير فيه…….
العزم والحزم والأحداث تعرفنا في البر والبحر والأجواء والقمم .
قوم إذا نطقوا كانوا فلاسفة أما إذا غضبوا فالويل للعجم.
تحياتي
(0)
(1)