عبدالله غانم القحطاني 

الجواب المنطقي لا!، والمقصود هو قصف خان شيخون بالغازات السامة مما ادى الى قتل العشرات اغلبهم من الاطفال. وهل يمكن لرئيس لا يحكم دولة ولا يسيطر على ما تبقى من قواتها ولا يتحكم في عشرات الآلاف من عصابات المجرمين الوافدين لحمايته أن يشن حرب كيميائية تُعرض صاحبها مهما كانت قوته للمساءلة والعقاب؟ فكيف برئيس مسلوب الإرادة اصلاً لإتخاذ قرار بهذا المستوى؟ وكيف يناقض نفسه بعد أن سلم كل مالديه من الاسلحة الكيماوية والجرثومية؟!. بشار رئيس صوري لا يقوى على اصدار قرار داخلي لتحريك سرية حماية واحدة حول مقره السكني فكيف يمكن أن يتخذ قرار بهذه الخطورة وهو يعلم عواقبها الكارثية عليه شخصياً وعلى بقاء نظامه؟ فهل يجرؤ على فعل ذلك دون توجيه له من أحد حلفاءه؟. بكلام آخر هل يجرؤ بشار الاسد على اصدار أمر لوزير دفاعه يقول فيه حملوا غاز السارين على الطائرات واقصفوا خان شيخون؟ لايمكن ذلك ابداً ولو من زاوية التحليل المنطقي, وكل الحكاية أن الايرانيين أو الروس هم من أمر بذلك ربما كإختبار مهم للرئيس الاميركي دونالد ترمب وكشف كيف سيتصرف ازاءه، ويفسر ذلك استماتة الروس في تبرئة بشار الأسد ومطالبتهم بقيام تحقيق دولي، لكن بعد ان غيروا معالم الجريمة على الأرض، مع أن التحقيق سيستغرق اكثر من عام كامل!. اما الإحتمال الأقرب فهو أن الروس تعلموا من خبث السياسة الايرانية وقذارتها كيف يقتلون القتيل ويمشون خلف جنازته، وهذا مافعلته ايران وبشار وحسن نصر الله حينما قتلوا رفيق الحريري ثم كانوا أول الواصلين للتعزية في بيروت!، من هنا يبدو ان الروس قرروا التخلص التدريجي السريع من الأسد وتغول ايران بسوريا لكن بسلاح غيرهم، فورطوا الحرس الثوري لتوريط الأسد لكنهم أي الروس هم من حدد شكل السيناريو دون كتابته بأيديهم!. بشار سيخرج قريباً من دمشق بحماية الروس. لكن مشكلة سوريا ستطول مع الأسف.
كم نتمنى أن يتم فك حصار تعز والحديدة عاجلاً لمنع أي ربط لمشكلة اليمن ومستقبله بتعقيدات الوضع بسوريا لأن ايران تريد لخبطة جميع الاوراق وربط كافة قضايا المنطقة بسوريا، والوزير سيرجي لافروف ذكر اليمن بالإسم خلال مؤتمره الصحفي الاول بموسكو مع نظيره الأمريكي. مرة أخرى لنحذر من مساومات الروس في اليمن بطلب من حليفهم خامنئي.