هناك رجال مواقفهم غير مشرفة مع الوطن ازاء غدر وتآمر حمد بن خليفة ال ثاني ضد المملكة، وسيحاسبهم التاريخ كما حاسب من سبقوهم.
ولا يمكن لأي أحد أن يزاود على نزاهة المملكة وصدق نواياها وفضيلة مقاصدها وشهامة قادتها وشعبها تجاه كافة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية.
وخلال الإستعداد لمعركة تحرير الكويت عام 1990م أرجف البعض مستخدمين تسجيلات اشرطة الكاسيت لغرض إشاعة الشك وبث روح الإنهزام بعد صدور قرار الملك فهد واستجابة العالم لنداء التحرير، وكان عذر اولئك المرجفين أن الاستعانة بقوات غير اسلامية لا يجوز، وأستمروا في محاولاتهم أملاً في احباط قرار المملكة والطعن فيه، ولم يسلم من سخريتهم حتى شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز. وقد تصدى الراحل غازي القصيبي لهؤلاء بقدر تصديه للغزو من خلال زاوية عين العاصفة شبه اليومية بصحيفة الشرق الأوسط.
وما اشبه الليلة بالبارحة، فها نحن اليوم نرى الشيء نفسه يتكرر وإن بلون آخر وفي ظروف مختلفة وبوجود وسائل تواصل متقدمة جدا..
فمنذ 21 عاما وحكومة قطر تحاول تهديد وحدة المملكة العربية السعودية واحداث الفتنة والإقتتال بين شعبها وإستهداف قيادتها! ليس هذا فحسب بل دعمت بالمال والسلاح كل من يعادي المملكة من الصفويين والدواعش والمنشقين واتباع القاعدة وحزب الشيطان حسن نصرالله والحوثيين. وليس هذا فحسب بل استمع العالم تسجيل لمكالمة بصوت قذافي الخليج حمد بن خليفة وأخرى لمساعده حمد بن جاسم وهما يهاتفان العقيد القذافي ويشرحان له خطتهم وأمانيهم لتقسيم المملكة! وشكلوا لذلك خلايا مختلفة مدفوعة الثمن في العالم، ودعموا الارهابيين بطرق سرية في العوامية وغيرها! ويكفي هذا..
يقول الشاعر مقحم الصقري العنزي:
الصبر مفتاح الفرج عند الاذكار…ومن لا صبر تصبح حواله كسيفة..
صبرت المملكة والتزمت الصمت الطويل لكن الصبر كانت نتيجته عكس ماذهب اليه هذا الشاعر، وبكل صراحة الصبر الطويل فهمه الحَمَدَيْن بن خليفة وبن جاسم على انه ضعف سعودي ومؤشر عجز!. وبالمناسبة سمو الشيخ تميم الامير الحالي لقطر ليس بيده من الأمر شيء سوى تنفيذ اوامر والده حمد.
انتهى الصبر في صباح الخامس من يونيه عام 2017م وقُطعت العلاقات وأغلقت الحدود مع قطر كرسالة اخيرة.. وقبل ذلك هبَّت صحافة المملكة الى شرح كل شيء وبينت للجميع حجم المؤامرة وبالتسلسل والدلائل..
وبعد هذا كله وما خفي أعظم يخرج لنا مرة أخرى من مجتمعنا من يشكك من جديد ويختلق الأعذار والحجج الواهية والمخجلة ضد قرار المملكة لمقاطعة حكومة قطر من خلال إجراءات سيادية اتخذها الملك سلمان بحكم مسؤوليته لحماية الحرمين وحماية شعبه وأمن بلاده وأمن المنطقة، وحقاً ان هؤلاء الأشخاص لا يخجلون.
هؤلاء الناس المتعاطفين مع قذافي الخليج ومعهم الصامتين الذين تفضحهم تعابير عيونهم وفلتات السنتهم هم ثلاثة اصناف:
الصنف الأول مثقفين وأصحاب رأي لكنهم متلونين ولهم اجندتهم الخاصة وولاءاتهم المشبوهة ويستخدمون التقية لإخفاء حقيقتهم مع انها مكشوفة، وهؤلاء لا يهمهم أي خطر يداهم بلادهم طالما انه يخدم احلامهم. ولهؤلاء يقول الوطن متمثلاً بأبيات أبي الطيب المتنبي:
واحر قلباه ممن قلبه شمم…
ومن بجسمي وحالي عنده سقم.
مالي اكتم حباً قد برى جسدي…
وتدعي حب سيف الدولة الأمم؟.
يا اعدل الناس إلاَّ في معاملتي…
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.
اعيذها نظرات منك صادقة…
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم.
كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم…
ويكره الله ما تأتون والكرم.
والصنف الثاني لا يفهمون معنى الأمن الوطني ولا خطورة تهديد بلادهم من جار غدر بوالده وطرده ثم سجنه حتى مات، وعلاقته بالصهاينة والصفويين أقوى منها مع المسلمين، وهذا الصنف من الناس لا يعلم ماذا فعلت حكومة قطر طوال 21 عام نظراً لإنشغالهم بمصالحهم الخاصة، وما ظهورهم المفاجىء إلا مجرد فزعة، مع الخيل ياشقراء. ولهذا الصنف يقول الوطن على لسان محمد الأحمد السديري:
لا خاب ظني في الرفيق الموالي… مالي مشاريه على نايد الناس.
لعل قصر مايجيله ظلالي …ينهد من عالي مبانيه للساس.
ويقول لهم مقحم الصقري العنزي:
خطوا الولد فعله على العيب والعار..
صفرٍ على عود تضبه كتيفه.
وخطوا الولد كوبان مايقرب الحار..
لا نافع نفسه ولا منه خيفه.
والصنف الثالث أُناس بسطاء يجهلون معنى الإرهاب ولا يعرفون اين تقع دولة قطر، ولا كم هي المسافة بين الإحساء وسوق واقف بالدوحة، وغالبا يصدقون ويرددون أي شيء يقال لهم. والجاهل معذور. ويصدق فيهم أحد ابيات الصقري:
إن سوهجوا عنها معاميس الأبصار..
حنا نرد اللي يبيها نكيفه.
في جميع الاحوال ليس من السهل أن يقبل الوطن عذر أحد من ابناءه وهو يساند ويتعاطف مع من يعاديه ويكيد لقادته ويسعى لخراب أمنه وتشتيت وحدته، وحتى الصامت وهو قادر على المساندة لا عذر له. وجميعهم ضد الوطن.
إن بشائر النصر السعودي والخليجي على كل الجبهات تلوح في الأفق بفضل الله وعدله ورحمته، فلا نامت أعين المتخاذلين والمتعاطفين والصامتين عن نصرة وطنهم مهما كانت مكانتهم ومستوياتهم ومناصبهم، والتاريخ لن يرحمهم، وقذافي الخليج حمد نفسه يحتقرهم ويكرههم لا اباً له ولهم!.
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو سعد
10/06/2017 في 7:43 ص[3] رابط التعليق
لعلي استشهد لهم …بهذا الشطر فقط ..!
من قصيدة طرفة ابن العبد
( ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … )
واختم بهذا الاقتباس
، فلا نامت أعين المتخاذلين والمتعاطفين والصامتين عن نصرة وطنهم …
سلمت يداك ابا منصور ودام فكرك الناضج و قلمك المبدع
(0)
(0)
ابو مشاري العابسي
10/06/2017 في 1:41 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك على هذا المقال والذي يحكي واقع ..
المواقف والازمات هي من تحدد معدن بعض الناس وصدق نواياهم تجاه وطنهم
انكشف ستر حكام دويلة قطر وانكشف المتواطئين معهم من الداخل والخارج
(0)
(0)
محمد الاحمري
10/06/2017 في 2:19 م[3] رابط التعليق
1. النعمة والأمن ورغد العيش الذي تعيشه البلاد بفضل الله اولا ثم بفضل الإستقرار السياسي انست بعض المواطنين مشاركة الدولة همومها… ولو تأملوا حال المشردين في كثير من الدول لكان الموقف مختلفا..مع اننا لا نشكك في نوايا الناس .لكن احيانا تستشفها من التفاعلات.
2. قد يوافق قول الشاعر الشعبي المحنَّك في امثال هؤلاء :
خويي يا خويي وش مكانك؟
إذا ما جيتني في وقت ضيقي
ترى هَرْج السَّعَة كلن يجيبه
ولا حدن يقدر الفعل الحقيقي
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
10/06/2017 في 10:51 م[3] رابط التعليق
الله يعين من جات علته بين الكلى والطحال
والمتعاطـفون والصامتون والسذج الجهال
سنسمعهم قريبا حال تنويخ الناقه والجمال
وحالهم يقول لم يطلب منا نقد ولا مــقال!
نجاح المملكة واللتفاف العالم العربي والاسلامي والغربي مع المملكه
اعمى بصائر الباشا والاعاجم ولن يحصـدوا الا مـال قـذافي الخـليج.
مشكور ابا منصور
(0)
(0)
سعيد النهاري
11/06/2017 في 1:02 ص[3] رابط التعليق
اشكرك يا ابا غانم وبيض الله وجهك مقال في الصميم ولعل الله يهدي كل ضال عن طريق الحق.
(0)
(0)
فهد الظلافيع
14/06/2017 في 1:44 ص[3] رابط التعليق
شكرا ابو منصور وشكرا صحيفه الرأي
ليس غريبا منك ماكتبت وتحاكي ما يدور في أوساط المجتمع فقد نرى الكثير الاندفاع والتصديق لبعض الاعلام المعارض وتبرير ما تقوم به قطر وما اصبح واضح العيان والذي لا يجعل الشكه مكان فتجد المدافعين وكانهم يتهمون السعوديه بالافتراءات والكذب وجميع موسسات الدوله حول قطر
نتمنى من الجميع التصدي لهم سوى من قريب او بعيد حول أفكار الاخوان الذين يتلبسون بالدِّين ويمرقون منه وقت الأزمات
(0)
(0)
علي بن محمد بن كدم
14/06/2017 في 2:05 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم. .الموضوع بحاجه إلى حل مع ضوابط قويه لأجل الأجيال القادمه أم الآن لابد الحل لأقرب وقت وعلى الدول الساعيه للصلح الإسراع في إنهاء الازمه…
(0)
(0)
علي غانم ال عرفان
14/06/2017 في 7:59 ص[3] رابط التعليق
دمت ابا منصور ودامت هذه الاقلام الصريحه خنجرا في نحور أعداء الوطن والامه الاسلاميه
(0)
(0)