توحدت بلادنا بجهاد طويل وعناء لا يمكن تصويره بالكلمات، وفي سبيل مشروعها الوحدوي بقيادة الملك عبدالعزيز غفر الله له استشهد المخلصون من الرجال. والمملكة هي قلب العالم العربي وروح العالم الاسلامي وقدرها أن تدافع عن قضايا العرب والمسلمين بكل ماتستطيع وأن تضحي برجالها في سبيل رسالتها وقداسة ارضها، والتاريخ سجل لا يمكن اخفاءه حيث يثبت ان السعودية دائماً في الطليعة من حيث التضحيات دون ان تتباهى بذلك فهي عبر تاريخ جهادها الطويل تدفع اعز ما تمتلك وهم رجالها في ميادين التدريب وفي كل معارك العرب لتحرير المسجد الأقصى، والدفاع عن الحرمين، واستقرار شعبها وحماية ثرواتها. وبالأمس القريب ذكَّرنا استشهاد المقدم الطيار الركن مهنا بن سعد البيز رحمه الله خلال تأديته لمهمته القتالية ضد اعداء الله واعداء الوطن والإنسانية باليمن، ذكَّرنا هذا البطل بقوافل الشهداء السعوديين الآخرين ليس في هذه الأحداث وظروفها فحسب بل في جميع معارك الوطن السابقة وما اكثرها.
رحم الله الشهيد مهنا وغفر له، وهنيئاً لعائلته وابناءه ولوالده اللواء سعد البيز، فقد اصبح مهنا ضمن قوائم شهداء الوطن المضحين بأرواحهم فداءً لدينهم وبلادهم. والمقدم مهنا بطبيعة الحال ليس هو الوحيد في سجل الشهداء فهناك الكثير من الأبطال الآخرين الذين سبقوه الى عالم الحياة الدائمة عند ربهم احياء يرزقون بمشيئة الله ورحمته، فهنيئاً لهم ولذويهم، وسيبقون محل فخر قادتنا واعتزاز مواطنينا، وسنرفع دوماً الى الله ايدينا بالدعاء لهم، وكم يتمنى الجُند الذين اقسموا على كتاب الله ان تكون نهاية حياتهم استشهاداً في سبيله تعالى دفاعا عن الحرمين وعن رسالة الاسلام وهو فخر مابعده ارقى منه، ولكن فضل الله يهبه لمن يشاء ويصطفي من عباده الصادقين.
رحم الله جميع شهداءنا الأبرار.