إن من المهم جداً أن يفهم كل المتابعين والمحللين والمستشارين ومراكز الدراسات المختلفة أن علي عبدالله صالح منذ اول يوم عُين فيه رئيس لليمن وهو برتبة مقدم والسعودية تعرف هذا الرجل وتعلم كل خصائصه الشخصية وطريقة تفكيره واسلوب سياساته وكل مناوراته وتكتيكاته وكل علاقاته وتحالفاته داخل اليمن وخارجه، وحتى الشعب اليمني بشكل عام لا يعرف عنه كل هذه الأشياء بشكل دقيق كما يعرفها عنه جيرانه بالشمال حتى بعد خروجه من السلطة. وكل هذه التوضيحات لكي يتأكد الجميع أن لولا عاصفة الحزم والضغط على الانقلابيين جميعهم لما تغير الرئيس القديم علي عبدالله صالح كما هو الآن ولما اقتنع بعد يأسه أنه لا نجاة له إلا بالعقل والعودة الى الصواب وعدم محاولة استغفال السعودية وشعوب المنطقة، وبكل بساطة فإن كل شيء قد تغير حتى تنظيم قطر لم يعد من السهل أن يذهب وزراءه الى صنعاء عبر اجواء السعودية حاملين ملايين الدولارات كرشاوي نقدية لعلي صالح نفسه وللحوثي لغرض بناء علاقات بينهما وتحالف ثنائي ضد المملكة وتخريب أمن حدودها.
إن عودة من كنَّا نسميه قبل ساعات بالرئيس المخلوع المحروق المجرم الى فضاءه العربي وسعيه عسكرياً الى طرد عملاء ايران من صنعاء (إن صدق) جعل الموقف السياسي والإعلامي العقلاني والمنطقي يقول له أحسنت يا فخامة المشير الرئيس السابق للجمهورية اليمنية! لأنك ادركت أن الغرق هو مصير كل أرعن مثلك وضع يده بيد جمهورية الإرهاب الايرانية واذرعها المجرمة العميلة، ولكنك الآن تراجعت عن هذا الخطأ الكبير وها نحن معك. (وهل امتداح من ضل ثم عاد لصوابه خطأ اذا كان سيخدم اهدافنا ومصالحنا؟).
إن المواقف والمصالح هي اساس علاقات الشعوب والدول والقوى الحزبية وغيرها من التنظيمات، ولذلك فلا غرابة أن يرحب الجميع بعقلانية صالح ويقظته وإن كانت متأخرة من خلال وقوفه بوجه الحوثي مع أن الأمور لا تزال في بدايتها ويجب استمرارها ومنع اطراف خارجية من التدخل القوي كأموال تنظيم قطر واسلحة ايران ودعم ماكر غادر من الأمم المتحدة وبريطانيا واميركا وغيرها سراً لمصلحة عملاء ايران.
صحيح أن علي عبدالله صالح رجل مراوغ وصاحب اسلوب ثعباني نعرفه جيداً، لكن الرجل استوعب الدروس وذاق مرارة تصرفاته السابقة ويعلم أنه ليس كل مرة تسلم الجرة. ومن هنا يجب دعم حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح نفسه وقياداته العسكرية والسياسية، واي امتناع او تباطؤ في هذا الشأن سيكون بمثابة فراغ خطير وفرصة ذهبية ستقتنصها إيران!.
إن الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس هادي وكثير من اعضاء حكومته وخاصة السياسيين هم حالياً في مأزق حيث جاءت انتفاضة صنعاء ومواقف علي صالح الحالية صدمة لهم؛ وهم في حقيقتهم ممتعضين من هذا التحرك لإعتقادهم أنها بداية فقدان الإمتيازات، وسيجعل ذلك التحالف يغير سياسته ورعايته واهتماماته وسيوجهها الى من يأخذ زمام المبادرة من داخل صنعاء ويطرد الحوثي!.
وبكل صراحة فإن كثير من اعضاء حكومة فخامة الرئيس هادي مجرد موظفي فنادق ونوم وسفر، وأنا هنا لا انتقص او اتهجم على اخواننا ولكن اقول ما اعرفه وما رأيته بعيني، وحتى بعد انتفاضة صنعاء في يوم 2 ديسمبر 2017م التقيت مصادفة بعض الناطقين والموظفين التابعين للشرعية، احدهم بعد ان قلت له (وهو لا يعرفني) اذا لم يستمر حراك صنعاء بزخم قوي خلال يوم أو يومين وبدعم من قواتكم وإلاَّ فسيستعيد الحوثي قوته المعنوية والقتالية، فقال انتم لا تعرفون الحقيقة بصنعاء والإعلام يبالغ وتصدقونه! والأمر مجرد مربع واحد يتحرك فيه صالح بصنعاء لا أكثر!، ولكن بعد أن واجهته بالواقع وبالمعلومات المتاحة وبعجزهم في صنعاء وفشلهم في نقيل بن غيلان وغيره وبأنهم مجرد محطة عبور مؤقت الى وضع لن يكون لهم فيه دور من الرئيس الى اصغر موظف وهذا طبيعي، عندها اعترف ومسح مكان شواربه ولسان حاله يقول لا اريد ان اسمع المزيد. وهذا المشهد يتكرر منذ عدة شهور.
إن من البراعة والمرونة السريعة ادخال على صالح في دائرة السيطرة طوعاً من خلال دعمه بكل شيء الآن والإعتراف له بزعامة، فهو يمتلك اقوى سلاح باليمن وهو الولاء القبلي المبني على الدفع المادي لهم (زلط كما يسمونه) وسيارات الدفع الرباعي كذلك! وتمجيدهم وتهديدهم!.
وصحيح إن علي صالح شخص مراوغ لكن أجزم أنه تحول من نمر الى هر يمكن الإعتماد على مخالبه ومراوغته وخبرته في تسلق الجدران والأشجار للهجوم على الفرائس وهم هنا عملاء ايران.
أما حكومة الرئيس هادي وبعض موظفيها فيجب الحذر من اختراقهم من جهات واطراف دولية او تواصلهم بشكل ما مع الحوثي وتسليمه مواقع مؤثرة وربما ترك اسلحة متطورة لميليشياته بغية بقاء الوضع واستبعاد أي دور ناجح للرئيس السابق ثعلب اليمن على عبدالله صالح.
إن كل شيء في اليمن يمكن أن يحدث حتى داخل الشرعية التي بناها وحماها التحالف.
وخارج الصندوق اقول : لماذا لا تعلن أمانة مجلس التعاون الخليجي عبر تصريح أن هناك فرصة مواتية وتفكير لضم اليمن الى مجلس التعاون قريباً بعد طرد الإنقلابيين وعملاء وخبراء ايران وحزب حسن اللبناني من اليمن؟ إن الكلام الموجه للشعب اليمني خاصة بصنعاء مؤثر في هذه اللحظات.
التعليقات 1
1 pings
محمد الاحمري
03/12/2017 في 6:45 ص[3] رابط التعليق
يقول علي عبدالله صالح كيف لهادي ان يكون رئيس وهو قاعد في الرياض… ومانعرفه ان القائد هو المتواجد في ارض المعركة ..
نعم الرئيس الأسبق مع سوء أفعاله وغدره في السابق الإ إنه يتحرك الآن في الطريق الصحيح وهو يحتاج الدعم.
ثم لأهل اليمن الشرفاء الحرية في أن يختاروا من يقود بلادهم الى بر الأمان ويرد اليمن يمنا عربية سعيدة محبة لجيرانها ، مبتعدة عن دسائس الفرس وأذانبهمومخططاتهم الفاسدة.