جماعة الاخوان المسلمين لم يعد لها تلك القداسة السابقة في اغلب الدول العربية وخاصة بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي. وهذا العنوان القديم ذو التاريخ المليء بالمشاكسات والاعمال السرية اللاوطنية، والحفر سراً تحت الارض لإطاحة اي حكم طمعاً في اخذ موقعه ومع ذلك فسيظل مسمى الاخوان المسلمين جاذباً للكثير بنشاطات مختلفة. والوعي لدى الدول واجهزتها اصبح يعلم ادق تفاصيل وتوجهات وامكانات هذا التنظيم. والمرحلة الحالية والقادمة في ظل وجود الملالي في ايران وسيطرة اذرعهم خارجها تتطلب وبكل سرعة إنقاذ الإخوان وعدم تركهم يتهاوون فتختطفهم ثورة ايران وتخترقهم اكثر مما هو حاصل. ولكن اخرجوا من جزيرة العرب كل من يثبت ان لديه بيعة لمرشد الإخوان فهؤلاء المبايعين ومرشدهم لا أمان لهم ولا عهد ولا يستحقون أي تقدير. بكل وضوح يجب القول ان الإخوان اصبح إحياءهم من جديد ضرورة قصوى، وتغيير منهجهم من خلال جيل جديد يؤمن بالأوطان ضمن حدود سياسية بحكومات وطنية هو هدف يخدم المصالح الوطنية كذلك. وبكل تأكيد فإن هناك الكثير من اتباع الاخوان وضمن صفوفهم من يطمح للقيادة والبروز بفكر يناقض ادبيات حسن البناء وبقية احفاده السياسيين.
والإخوان إما ان يكونوا اصدقاء لك وتحت عباءتك وعيونك وإما مناوئين لك وفي صف اعداءك بينما هم في محيط منزلك.
اما وقد تدخلت ايران في اليمن وسيطر عملاءها الحوثيين على مناطق شاسعة بشمال وشرق وغرب ووسط البلاد وقاموا بتهجير سكانها المسلمين ويحاولون حالياً إحلال الحوثيين والمستعربين الايرانيين ولبنانيين اخرين يعتنقون دين ايران مكانهم فهذا جرس الإنذار الخطير الذي كان يجب التنبه له قبل حدوثه. ولكن بعد قيام عاصفة الحزم المجيدة فقد طويت تلك الصفحات التي كان التغافل فيها وحسن النوايا هو السائد. والتحول السياسي الذكي القائم حالياً وإن تأخر تجاه جماعة الاصلاح باليمن التي يعتبر عمودها الفقري جماعة الإخوان المسلمين فإن هذا التحول إيجابي ومفيد اذا كان برؤية مختلفة عن السابق. ولا بد من التذكير بأن فكر إخوان مصر كان هو المؤثر على اخوان اليمن (حزب الإصلاح) عبر العمل السري المتواصل طيلة حكم علي عبدالله صالح. وبكل وضوح فإن على الأجهزة المعنية في الدولتين الأهم في تحالف اعادة الشرعية لليمن التفكير بكل روية فيما يلي:
1. العمل على انقاذ الإخوان بالجزيرة العربية من انفسهم والغاء ارتباطهم وتبعيتهم للغاوي المرشد العالمي. وهذا يستوجب ايجاد مرجع شرعي وسياسي لهم في داخل دول المجلس (سيستاني عربي خليجي). اعطوهم في اليمن وغيرها بعض الكراسي والمال فهم سياسيين طامحين على وزن ابو سفيان ولا يهمهم الدين فهو قائم وعزيز وعالمي قبلهم وبدونهم. وسيُضعفون جماعة المرشد العالمي اذا توفرت لهم مكانة سياسية ورعاية محلية.
2. بعد طرد الحوثي من صنعاء والشروع بالحل السياسي القادم فليس لكم والله بد من الإختيار بين يَمَن جديد يعتنق فكر ودين ايران ويقع تحت تأثير الحرس الثوري الإرهابي وحوزات قم بكل الوسائل واغلبها سري، أو يمن عربي دينه الإسلام بمساعدة وفكر ونشاط، ومزاحمة ودعوة وإزعاج حزب الاصلاح اليمني الإخواني بشرط ان يكون دعمهم رسمي وارتباطهم بوزارات الشؤون الاسلامية في بعض دول مجلس التعاون الخليجي بأي شكل. هم يريدون ذلك.
3. يجب احداث انشقاق وشرخ كبير وعميق في صلب وهياكل التنظيم العالمي الحالي ومنافسته بجماعة اخوانية وطنية عبر رؤية جديدة وبرنامج مُحكم بما يخدم المصالح الوطنية والأمنية والسياسية والدينية لمنطقتنا العربية في محيط المملكة، ويحقق الإستقرار للجميع ويُحيد جماعة العنف الإخوانية الأم ويعريها امام الجميع. إن المرحلة وخطورتها تحتاج انشاء جماعة اخوان وطنية حديثة وعاقلة وموالية لأوطانها فقط وغير مسلحة لتمنع أي فراغ يحتله اتباع دين وفكر ايران والمستعربين التابعين للثورة الايرانية.
4. يجب وبلا خجل التعلم من اساليب ايران في تغيير مجرى الأحداث والولاءات والارتباطات لكل الاحزاب السياسية والاسلامية في الدول العربية فهي تُحدث الانشقاقات بما يخدم مصالحها، ولننظر كيف انهت طهران بدهاء حلم كردستان العراق حيث في اقل من اسبوع ضربت بعضهم ببعض واضعفتهم وأنهت سيطرتهم على كركوك وغيرها. ونجحت ايران في شق صف الفلسطينيين من خلال الإخوان (حماس). فلنفعل شيء مشابه. وسيكون اسهل. ونجحت ايران في شق صفوف بعض المنظمات السنية بسوريا خلال الثورة. فلماذا لايتم الشيء نفسه في جسم التنظيم العالمي للإخوان، عبر متطلبات ووسائل مشروعة ومن خلال سياسة اخلاقية في اليمن وفي منطقة الخليج العربي. ارجوكم اعزلوا المرشد وصنفوا قياداته ورموزهم واتباعهم المأزومين بعداوة وكراهية حكومات وشعوب دول مجلس التعاون، واعتبروهم هم الإرهابيين الذين ينطبق عليهم فقط التصنيف السابق كمنظمة ارهابية، واسمحوا عاجلاً بإنشقاق يؤسس لجماعة اخوان جديدة من الوطنيين وبفكر وطني قومي عربي اسلامي وسطي وليكن اليمن هو البداية وهو المغناطيس الذي يسحب البساط من تحت اتباع المرشد وخاصة من العامة المنخدعين.
إن انقاذ الإخوان من انفسهم ومن مكر وتغول ايران هو مطلب، وفي اليمن اصبح ذلك ضرورة قصوى. أو فسيتعاونون اكثر مما سبق مع ايران وسيبيعون الاوطان للملالي كما فعل علي عبدالله صالح. وسيفسحون المجال لنشر الدين الخميني بطرق شتى. وكما حاول عبثاً مرسي رئيس مصر السابق استجابة للملالي فدخل المعتوه احمدي نجاد يرفع علامة النصر في عمق الجامع الأزهر الاسلامي!.
نحتاج اخوان وطنيين برؤية 2030!!. ولنتذكر انه وفي جميع الأحوال لا يوجد ضرر يعادل ثورة الخميني ودينها الكهنوتي واذرعها العسكرية والفكرية.
إن قيام إخوان وطنيين بفكر ووعي سياسي جديد لا بيعة فيه للمرشد سيملأ حواضن شعبية مختلفة تعتبر ايران بارعة في اختطافها وطرد من فيها اذا تركت بلا نشاط اسلامي دعوي، والإخوان هم الأكفأ لسد هذا الفراغ، وليت هناك منهو اكفأ!. ان فعلنا فسنبعدهم من اي عمل له صلة بالارهاب وسنمنع مصافحتهم لملالي قم وطهران وحرسهما الثوري سراً ، وإليكم تنظيم قطر الشاذ كدليل ماثل.
كان ولايزال نجاح الملالي هو فقط هذه الاستراتيجية او التكتيك .. لافرق.
مشروع ايران الكهنوتي الأخطر جاهز وسيبدأ تطبيقه باليمن بعد الحل السياسي! وهذا يحتاج قوة فكرية وشرعية مضادة على الارض.
التعليقات 2
2 pings
ناصر الدريس
26/12/2017 في 2:21 م[3] رابط التعليق
مقال موفق وفي الاتجاه الصحيح،
واذكر كلمة سعود الفيصل الرائعة: مشكلتنا مع من في عنقه بيعة للمرشد،
فالغالبية ممن انضوى تحت لواء الاخوان يريد الدعوة الاسلامية لا غير،
والواجب علينا فعلا، سد هذا الفراغ، وتحقيق هدف نشر الدعوة، والاخذ بيد الجميع الى النهج الصحيح، وعدم ترك الامور مفتوحة،،
محمد الاحمري
27/12/2017 في 9:18 م[3] رابط التعليق
اعتقد أن أهم عمل لإنقاذهم وغيرهم من ذوي الأفكار المنحرفة هو طلب الحوار.
المعالجة بالفكر النير وفق الكتاب والسنة…فالفكر الضال يعالج بفكر نير.
اتمنى أن اسمع مؤتمرات حوارية مع مثل هذه الجماعات لتعود الى صف دولها، وتغليب المصلحة العآمة للأمة على المصالح الخآصة.