الجيش المصري ذو التاريخ العربي المُشرف كتبتُ عنه يوما في غير هذا المكان وطالبت بتوطيد العلاقات الشاملة معه مباشرة فهو الركن القوي الذي تستظل بهيبته مصر العربية، وهو موحدها في السلم والمحن وليس غيره، وهو قائد البلاد وصانع جمهوريتها ورؤساءها، وهذه ارادة شعب مصر.
وضابط ايقاع السياسة والاقتصاد والاستقرار والأمن هناك هو الجيش المصري، وهو ضامن الوحدة الوطنية المصرية داخل الجمهورية، وهو حارس شارعها المزدحم بالبشر، وهو حامي مصالحها في محيطها العربي والإفريقي، وهو كمؤسسة حربية أمنية إقتصادية كان وسيبقى قائد مصر الأول وصانع قراراتها وليس غيره من المؤسسات الأخرى، وسيستمر كذلك القوة الوطنية الأُولى، ليشكل مع النيل روح مصر .وهل كان غائباً يوماً عن أي مشهد سياسي منذ مائة عام؟.
ومن هنا لابد من علاقة استراتيجية دائمة وخاصة مع الجيش المصري المحترم بغض النظر عن منهو الرئيس وكيف تم اختياره، لما لذلك من أهمية في ثبات العلاقات لتحقيق استقرار مصر حصراً، نعم أمن مصر.. وليس السعودية التي هي دولة مختلفة كلياً ومستقرة وحكمها ودستورها يختلفان عن مصر، وحقيقةً أن المملكة لم تكن يوماً يوماً منذ توحيدها إلاَّ مدافع وإطفائي ومسعف وداعم ومساند لكل الدول العربية في اسيا وافريقيا.
واستقرار مصر داخلياً هو بذاته هدف استراتيجي بالمنطقة ويقع ضمن مسؤوليات المملكة، العربية والاسلامية والدولية. وقد ثبت وبالدليل أن جيش مصر مسنوداً بالسعودية هو صمام الأمان بعد الله لجمهورية مصر العربية خلال احداث انهيارالدولة المصرية في عهد حسني مبارك وما تلاها من تخريب وتحطيم للدولة برغبة الولايات المتحدة الإمريكية وبتواطؤ اسرائيل، وخبث ودعم ايران، وغدر الإخوان.
والجيش المصري وعلى الإطلاق لن يسمح بضياع البلاد أو زعزعة امنها بين القوى المحلية بإسناد اعداء مصر، فالجيش هناك يشبه ابو الهول ذلك الهرم الفرعوني العظيم الثابت الذي يبدو مسالماً بالجيزة، ويرى كل شيء بمصر، وتبدو كل الأشياء من حوله نقاط صغيره. وقد رأى العالم حين تحرك هذا الهرم -جيش مصر- لضبط الدولة المصرية وإعادة هيبتها والتزامها بعروبتها واسلامها، وحماية حدودها ومؤسساتها من الأعداء خلال فوضى حكم الإخوان وما رافقها من تدخلات ثورية ايرانية، كيف أُسقط في يد الموساد، وصمتت السي أي ايه، معترفين بالأمر الواقع، لتتحول احلامهم الى أوهام، ولتختفي اسراب النقل الجوي الخمينية الإرهابية اليومية من نقل المفسدين والارهابيين حرس الثورة الإيرانية تحت شعارات السياحة الى الأزهر وكنانة عمرو بن العاص، هذه هي الحقيقة، والشمس لا تغطى بغربال.
وخلال كتابة هذه السطور يكون الأمير العربي السعودي محمد بن سلمان ولي العهد في يومه الثالث لزيارة مصر العربية، وهي زيارته الأولى خارج البلاد بعد توليه ولاية العهد، زيارة حقيقتها إسناد مصر ورفع معنويات شعبها وجيشها، وليقول سموه للنيل وللملايين من المصريين وللجيوش المصرية الثلاثة إن السعودية بكل قواها تقف خلف مصر في كل الأحوال ولن تتركها وحيدة لشأنها، ولن تغير مواقفها تجاه مصر في السراء والضراء، في السلم أو في الحرب، وأياً كان شكل حكمها وشخص قائدها..
السعودية وشعبها وكل قواها الوطنية ذهبت ممثلة بشخص سمو ولي عهدها الأمين الى مصر لتقول لهم إن أمنكم يوازي أمن المملكة، وأي محاولة للإخلال بأمن مصر غير مسموح به سعودياً رسمياً وشعبياً، والشعب السعودي وحكومته ومؤسساته وفي مقدمتها القوات المسلحة والإقتصاد والسياسة هي معكم كما كانت في السابق منذ قيام بلادنا السعودية وحتى الان، ولن نغيب عنكم ابدا..
لكم الشكر ايها المصريون على مشاعركم، ومقولة مسافة السكة (مع تقديرنا) لم تعد هي المنطلق وليست الهدف، لكن نطمئنكم أن الفاصل بيننا وبينكم هو فقط بضعة كيلومترات بين البر السعودي والتراب المصري وقد عبرناه اليكم في كافة الحروب التي خاضها جيش مصر فاختلطت دماؤنا معكم. ونطمئنكم بأن أمننا القومي الوطني السعودي بألف خير، وهو بأيدٍ ساهرة وقوية وفتية وأمينة، ونحن معكم عندما تحتاجون الينا كما عهدتمونا منذ قيام دولتنا السعودية الحالية.
وبفضل الله تعالى ثم بسواعد ابناء وبنات المملكة لا نريد من الإشقاء العرب اكثر من نهوض بلدانهم وتنميتها، واستقرارها وانتصارها على العدو والارهاب، ونحن لم نغيب عنهم ليوم واحد، بل تواجدنا برجالنا وسلاحنا في خنادقهم، وخضنا معهم جنباً الى جنب جميع حروبهم، ثم شاركناهم في مشاريع تنميتهم بسخاء وبلا منة، هذه هي السعودية والسعوديون. عاشت بلادنا السعودية حامية وخادمة الحرمين وحارسة المنطقة العربية ومهندسة استقرارها. وحفظ الله مصر وأهلها.
التعليقات 2
2 pings
ابو سعد
06/03/2018 في 7:12 م[3] رابط التعليق
والله لقد ابدعت ابا منصور
حفظ الله البلدين صمام امان الامتين العربية والاسلامية.
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
07/03/2018 في 7:55 ص[3] رابط التعليق
*الاستقبال الرائع لسمو ولي العهد في ارض الكنانة غاض اعداء العروبة
وسيبقى جيش مصــر العظيم وشقيقه الجيش الســعودي الحصن الحصين
للعرب كافة.
*حــان الوقت للبلدين للولوج في المشاريع العملاقة لرفاهية الشعبين بعد ان طويا مخططات الاعداء ولله الحمد.
عاشت مصر وجيشها العظيم..
(0)
(0)