كلما ذهبت إلى غرفتي مثقلة عيناي بالنوم لا أعلم لماذا يغادر النوم هرباً من مناقشات عقلي؟ وكأنه خٌلق جباناً يخيفه الصوت !
أذهب عند الساعة العاشرة مساءاً الى سريري وتبدأ المناظرات الحادة التي تستند على مواقف الماضي وفلسفة الحياة مابين وعود الأمل وأمنيات الخلود إما لمشاعر أحببت الشعور بها وإما لأشخاص رحلوا دون أن يتسنى لنا وداعهم وكأنهم يقولون لاحاجة لنا بالوداع سنلتقي قريباً ..
من هنا تبدأ المناظرة التي طالما كانت المفضلة لعقلي من بين الألاف من مناظراته يقول فيها :
” ما أتفه هذه الحياة لاشيء فيها يستحق أن يعطى أكبر من حجمه .. حتى أنني لا أرى من تكاثر البشرية فائدة ! ربما خلق البعض لنفتقده وربما كانت الفائدة الوحيدة من البعض هي أن يستمر النبات في أداء وظيفته على أكمل وجه ”
كم أود أن تعود محبتي للحياة كما كانت قبل أعوام قليلة عندما كنت متلهفة أن أنهي دراستي الثانوية وأبدأ بشق طريق الكبار رسمياً منذ تلك الأمنية و أنا أرى أحلامي تؤد وتتلاشى أمامي ، علمت بأن هذا الطريق لارجعة فيه وأنه لايشبه المنزل أو الطفولة بشيء لايشبه عطاء أبي وحنان والدتي وكلمات جدتي اللطيفة ..
كلما كبرت وفقدت جزء من إيماني بقصص جدتي كأنني في كل مرة أفقد معها جزء مني.
لاشيء كما يبدو كل قناعات الماضي إنقرضت وكل الأمنيات أصبحت أسطورة ، هذا مايفسر حقيقة المصباح والمارد.
لا أعلم من أين أتت هذه النقاشات ! أعتقد بأنها ركام الخيبات التي تستيقظ لتلتقي برأسي كل ليلة وتخيف النوم بحديثها ..
الآن الساعة الخامسة فجراً ومازالت تثير النقاشات وتجادلني .
17/03/2018 2:31 م
فلسفة الحياة ..
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6393427.htm