ولدت الملكة عفت في عام 1915وتوفيت في عام2000 م وما بين الميلاد والوفاة ازدهاراً وعطاء في حياة هذه المرأة القوية المحملة بالعمل المتواصل للتثقيف والتعليم و الاهتمام بالمرأة اكثر من الرجل .
الأيقونة عفت بنت محمد بن سعود الثنيان آل سعود ولدت في اسطنبول من أم تركية ففي قدومها للمملكة العربية السعودية مع عمتها لأداء فريضة الحج والتعرف على عائلتها استقبلهن الملك فيصل وفي هذه الفترة تزوج منها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والذي كان في هذا الوقت يتقلد منصبين نائباً للملك على الحجاز ووزيراً للخارجية ، فأنجبا خمسة من الأبناء وأربعة من البنات وكل واحداً من الأبناء و البنات أصبح ذو شأن كبير بالمملكة العربية السعودية لما يقدمون من إسهامات للتنمية.
بيد أن الملكة عِفَّت أول زوجة من زوجات ملوك المملكة العربية السعودية تُلقب بالملكة ؛ لأنها امتلكت قلوب الناس من خلال شخصيتها المتواضعة والراقية وما قدمته من إسهامات واجتهادات وأعمالها الخيرية والتربوية والتثقيفية في المملكة .
تميزت الملكة عفت بأعمالها الخيرية والتربوية والانشطة التثقيفية منها الاهتمام الأكبر بالمرأة من خلال تأسيس أول مدرسة في المملكة العربية السعودية للبنات في عام 1955م وهي مدرسة “دار الحنان” ، فقد أدخلت فيها البرامج التعليمية والأنشطة التربوية ،بذلك أصبحت دار الحنان اول مدرسة تهتم بالثقافة والرياضة البدنية والانشطة الاعلامية .
ومن ثم أسست أول كلية للبنات وهي كلية عفت للبنات بجدة حتى توسعت وتحولت إلى جامعة تتوفر فيها جميع التخصصات تهتم لتثقيف البنات ؛ لأن ذلك من أولوياتها .
كما أن التعليم والتثقيف مهم لدى الملكة عفت فإن الحوارات والتقرب من العامة كان أيضأ مهماً لديها فقد اهتمت – رحمها الله — على الحوارات الاجتماعية والثقافية عن طريق التقائها بسيدات المجتمع من كافة الفئات والطبقات ، وقد أسست جمعية خيرية غير ربحية وهي جمعية النهضة .
ومن أعمالها أيضأ الدور الصحي حيث أسست مستشفى الملك فيصل التخصصي ، ومركز الأبحاث والدراسات العلمية الذي ينجذب إليه الباحثين من كل مكان بالعالم .
واللافت في مسيرتها العملية نرى أن كريماتها وابناءها كانوا مساندين لها من بعد الملك فيصل
ومازالوا إلى الأن مستمرين على إكمال حب وشغف والدتهم في العلم و التثقيف في المجتمع .
توفيت الملكة عفت عن عمر ناهز الخامسة والثمانين بعد عملية جراحية في يوم الخميس من عام 2000 م .
أضحت أعمالها الكثيرة محط أنظار العالم ؛ لأنها رائدة التعليم والتثقيف في المملكة العربية السعودية وايقونة النجاح وبذلك تم تأليف كتاب يحكي سيرتها ومسيرتها وهو اول كتاب يصدر لها لمسيرتها الإنسانية و التنموية لتمكين المرأة بالمملكة باسم ( عفت الثنيان الملكة العربية ) الكاتب جوزيف كيشيشيان من 333 صفحة في عام 2015 م (Joseph A. Technician : ALThunayan: An Arabian Queen) .
ولكن الغريب أن الدول العربية والمملكة العربية السعودية بالأخص أصبحت الملكة عفت مغيبة فيها بغير قصد ! بالرغم من أنها رائدة التعليم والتثقيف الاجتماعي والصحي و أيقونة الأعمال الخيرية والتربوية لم يتم الاهتمام بسيرتها بالشكل المطلوب.
27/03/2018 9:13 م
الملكة الأم الغائبة الحاضرة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6395290.htm