عندما كانت تتوارى إلى مسمعي مقولة(أضحك للحياة تضحك لك) كنت أتجاهلها تماماً أو أوهم من أمامي بأني أدرك هذة الجملة وأقدرها حق التقدير ولكنني في الحقيقة لم أكن أُعيرها أي أهتمام كانت بالنسبة إلي كغيرها من الحكم والمواعظ التي يرددها الناس فيما بينهم مع جهل محتواها الحقيقي ولم أعي ماترمي إليه إلا بعد تجارب عديدة فعلية في حياتي, جعلتني أرى زاوية بعيدة من هذه الحياة لم أكن أراها قبل ذلك, أدركت حينها أن العالم يبادلك تماماً ماتبادله به إذا ضحكت سوف يضحك لك, وإذا حزنت سوف يغضب منك ويغلق أبوابه في وجهك, وإذا عزمت على تحقيق أمر ما سوف يساعدك ويقف إلى جانبك ولكن بطرق مختلفة غير مفهومة بالنسبة إليك حتى يجعل منك شخص أقوى للوصول إلى غايتك.
هكذا يسير الله حياتنا بطريقة غيبية لن نستطيع أبداً أن نتوقع مالذي سوف يحدث فيها ولو فكرنا في ذلك ألف مرة , ومن أكبر نعم الله علينا جهلنا بالمستقبل ومالذي سوف نصبح فيه، ولأجل ذلك خُلق الحاضر للعمل والتعب والأجتهاد للوصول إلى المستقبل مجهول الهوية , ولو كان لدينا علمٌ بالمستقبل لفقدنا لذّة الحاضر , ولتركنا مانحن عليه وبناءً على ذلك سوف يختل جزء كبير من العالم وسوف نفقد أثر ذلك التوازن في السيطرة على حياتنا .
قد يتأخر على الإنسان الرزق من الله وقد لانحصل على مانريد وكذلك قد لايأتيك العمل الذي تتمناه ولايهبك الله الأمور التي طالما حلمت بها وقد ترى الحياة تمضي والسنوات تتسابق في المسير وأنت واقف في مكانك لاحراك لك , ولكن كن على يقين بأن الله قد قدر لك كل ماهو جميل ومتناسب مع حياتك , ولاتدع لليأس ثغرة للتسلل إلى داخلك حاول ان تغلق كل أبواب التشاؤم وأحكم إغلاقها بأيمانك الكامل بالخالق عزوجل .
وحده الإيمان بالله قادر على هدم الجبال المستحيلة وتحطيم العوائق والصعاب , وإذا كنت تؤمن بالله إيماناً مطلقاً نابعاً من القلب سوف تحقق كل ماتريد حتماً .
إلهي تعلمنا حسن الظن بك وشعرنا براحة تستوطن قلوبنا , فشكراً على نعمك التي لاتعد ولا تحصى , وعلى المستقبل المُغيّب عن أنظارنا الذي نرى فية النور والنجاح على الرغم من جهلنا به , شكراً على كل خير وشر وحزن وفرح وعلى كل شي قدمته لنا وأصبح جزءا من حياتنا .
لامفر من القدر ولكننا نستطيع تغيير مابين أيدينا بالتقرب من الله واستشعار حسن الظن به وبالإيمان المطلق بقدرته .
وسوف تثبت لك هذه القصة أن الله عزوجل عند حسن ظن عبده به، ولكننا فقط نحتاج إلى الإيمان الصادق .
بعد أربع سنوات عجاف مرّت على قرية فقيرة نائية , جمع رجل الدين أهل القرية ليأخذهم متثاقلاً في رحلة روحية إلى الجبل لغرض تأدية صلاة استسقاء جماعية ابتهالاً إلى الله كي يهطل المطر, وفي تلك الأثناء لاحظ رجل الدين من بين أهل القرية صبياً يرتدي معطفاً واقياً من المطر , فتعجب من ذلك وسأله عن سبب استعجاله في لبس المعطف فقد لايستجيب الله لدعوتنا خاصة ونحن نقوم بتلك الرحلة للاستسقاء منذ أربع سنوات بلا جدوى؟
فأجاب الصبي: إننا مقبلون ياسيدي على هطول مطر غزير بفضل الدعوات القلبية من قبل أهل القرية وكرم الرب الجليل حيث إنه لايرضى أن تبقى قريتنا كل تلك الفترة في جدب وجفاف, لذا ارتئيت جلب معطفي تحسباً لذلك, فما هي إلا لحظات حتى سمع الناس صوتاً عظيماً قادماً من السماء وبدأت قطرات المطر تنهمر تباعاً ,وكان إيمان صبيّ واحد كافياً لحصول المعجزة في حين أن إيمان ذلك الكاهن وأتباعه الذين كانوا يجتمعون على قمة الجبل للاستسقاء طوال السنين السابقة لم يكن كافياً ليفيض الله عليهم بالمطر.
ملاحظة: القصة مقتبسة من كتاب.
31/03/2018 3:44 م
كيف نحقق مانريد؟
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6395873.htm