في الرابع عشر من شهر مارس ودعنا الفيزيائي الأشهر في هذا العصر ستيفن هوكينغ ، العالِم الذي لم تمنعه إعاقته الجسدية من الحصول على درجة الشرف الأولى من أعرق الجامعات جامعة أكسفورد و توجها بحصوله على الدكتوراه من جامعة كامبردج ،بالإضافة إلى العديد من الدراسات والأبحاث الفيزيائية، ايضاً في بداية الشهر الجاري نظم مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة “المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة و التأهيل” وشارك في التنظيم كلاً من وزارة العمل و وزارة التعليم و وزارة الصحة و العديد من الجهات المعنية بذلك ،تواجد في المؤتمر الدكتور “كريستوفر في داوني” وهو مهندس معماري فقد بصره بسبب عملية جراحية حيث أن مستقبلة المهني كان في خطر بعد ما حدث ولكن الدكتور في غضون شهر عاد إلى العمل و حول إعاقته إلى قوة باستخدام منظورة الفريد لخلق بيئة ديناميكية يمكن للجميع الوصول اليها ورغم فقدانه لحاسة البصر يتم تكليفه بهندسة العديد من المباني المهمة في كاليفورنيا و دائما ما يتم استشارته من قِبل جهات مختصة. بينما ذوي الاحتياجات الخاصة لدينا يتم رفض تعليمهم في غالبية الجامعات والتشكيك في قدراتهم وامكانياتهم واذا حدث وتم القبول فقد يكون لفئات محددة من ذوي الاحتياجات الخاصة و لتخصصات معينة قد لا تناسب ميول الطالب، و يتم تعليل ذلك بأن الجامعات لا تستطيع توفير الخدمات اللازمة لتسهيل عملية انضمام الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة لبعض الجامعات السعودية. على سبيل المثال أثير ال رشة خريجة كفيفة من المرحلة الثانوية بإحدى مدارس مدينة نجران حاصلة على تقدير امتياز، أنهت دراستها بنظام الدمج ، ارادت استكمال مسيرتها الدراسية بالحصول على درجة البكالوريوس في قسم التربية الخاصة وجاء ذلك تزامناً مع قرار وزير التعليم بإغلاق اقسام التربية منها قسم التربية الخاصة، توجهت أثير إلى جامعة نجران للانضمام إلى تخصص بديل وهو قسم إدارة عامة وهنا كانت الصدمة بأن الجامعة لن تستقبلها الا في قسم واحد لا ترغب أثير بدراسته وانها ستكون محرومة من المكافأة الجامعية ولم يوضح المسؤولين لوالد الطالبة أي الاسباب لهذا الإقصاء، مما قد يضطر الطالبة أن تنتقل لأحدى مدن المملكة التي تستقبل الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة لاستكمال مسيرتها الدراسية ، متحملة لجميع التكاليف و عناء الانتقال طوال سنوات الدراسة! لماذا لا يتم بذل الجهد المطلوب و إعطاء هؤلاء الطلبة حقهم البديهي و المشروع في العلم في كافة جامعات المملكة؟ ، لماذا لا يتم تسهيل المباني بما يتناسب مع مرونة تنقل طلاب و طالبات ذوي الاحتياجات الخاصة؟، لماذا لا يتم تدريب أعضاء هيئة التدريس على أساليب التعليم والتقييم المناسبة لهذه الفئة العزيزة؟، لماذا لا يتم تفعيل دور الجمعيات المهتمة بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة و تكثيف جهودهم كوسيط بين عمادة القبول في الجامعات والطلبة المراد التحاقهم في الجامعة؟.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6396958.htm