النظافة ما هي إلا مجموعة من العادات و الممارسات التي يفعلها الإنسان للحفاظ على صحته، وهي عمود الصحة وعامل مهم في احترام الناس و مبعث للحيوية و النشاط عند الإنسان.
قد يبدو الأمر بديهياً لدى البعض إلا أن كثير من الناس لا يعطون أمر النظافة الشخصية أهمية كافية مما يجعلني أتعجب من كوننا في تقدمنا نحو رؤية 2030 ومازال هناك من لا يهتم بنظافته الشخصية ونظافة المكان المحيط به، فالأمر ليس رفاهية بل إنه ضرورة من ضروريات الحياة الصحية قبل أن يكون اهتمام بالمظهر أو المكان، وأهم من ذلك كله استشعار أن النظافة مدعاة لحب الله لنا قال تعالى: ﴿ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ﴾.سورة البقرة الآية:222 فكيف نفرط في أمر من الأمور التي تستوجب محبة الله لنا.
إن إهمال النظافة الشخصية هو السبب الأساسي الذي يدفع الناس للابتعاد عن بعض الأشخاص هروباً من مظهرهم غير اللائق ورائحتهم الكريهة، بينما تمنحهم النظافة الشخصية شعوراً بالراحة والثقة والاسترخاء ويمتلكون حرية الحركة والاقتراب ممن حولهم على عكس من لا يحافظون على نظافتهم الشخصية. إذاً النظافة الشخصية إحدى أول الانطباعات التي تتشكل عن الفرد وشخصيته ومقوم أساسي للحكم عليه، فتزيد من احترام الأشخاص للفرد ومحبته وتمنح الآخرين الشعور بالراحة أثناء التواجد معه فمن يُعرف عنه الرائحة الطيبة والنظافة ليس فقط مهندم أو أنيق بل أيضاً شخصٌ يتمتع بصحة جيدة.
علينا أن نُدرك أن من ضمن جوانب الحضارة التي نسعى اليها في رؤية 2030 والتي يسعى اليها العالم هو نظافة وطهارة جسد الإنسان وهذا عمود رئيسي في صحته وصورته أمام نفسه وأمام الناس فالنظافة الشخصية تعمل على الوقاية من الأمراض كالتسمم، والإسهال، والالتهاب الرئوي، والتهاب الجلد والعين، والقمل، والكوليرا والجرب وهو ما نعانيه في هذه الأيام والذي أثار ذعر الناس عامةً وطلاب وطالبات المدارس خاصةً والذي تحدث الكثير عن مسبباته وأعراضه وعلاجه وطرق الوقاية منه ثم نجد أن عدم النظافة والإهمال هما أساس ظهوره!!!
لنعلم ونتعلم أن الوقاية من العديد من الأمراض تبدأ بالاهتمام بالنظافة الشخصية، فهي ركن أساسي في العقائد ومناسك أركان الإسلام. والشريعة الإسلامية لم تهتم فقط بنظافة الجسد ولكن جعلته من الإيمانيات ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إن لربك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه ) وتندرج النظافة ضمن تلك الحقوق حتى أنها من ضروريات العبادات فالصلاة مثلا لا تُقبل دون وضوء والوضوء نظافة.
في النهاية النظافة الشخصية ليست أمر أو عادة بإمكانك الاستغناء عنها فهي حق لك ولصحتك وهي حق للآخرين عليك.
08/04/2018 6:13 م
لبدنك عليك حق
بقلم: سميحة يماني
بقلم: سميحة يماني
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6397128.htm