في ظل العمليات الجارية لإنقاذ اليمن من ارهاب الحوثي ومن الحرس الثوري الايراني، ماذا لو تم فصل جنوب اليمن مؤقتاً تحت ادارة محلية مدنية. والهدف من ذلك لكي يصبح الجهد في الجنوب منصب على تثبيت الأمن ضد الإرهاب واعادة ترميم وبناء الهياكل الادارية للمؤسسات المختلفة بالمناطق المحررة بأيدي وعقول الجنوبيين انفسهم، مع الضغط على رجال اعمالهم الكبار في الداخل والخارج وهم كٌثر على المساهمة في بناء المدارس والمستوصفات ومصانع الملابس وجلب مولدات الكهرباء بالمناطق التي يرغبون اختيارها بأنفسهم.
وفي المقابل يتم تشكيل مجلس مقاومة جديد بضوابط دقيقة، ويتكون هذا المجلس من قادة قبائل الشمال والوجهاء والقياديين والسياسيين والعسكريين والمقاومين وكل من يلتحق بهم من اتباع المؤتمر الشماليين الذين لا يزالون خارج الشرعية أو الذين في الشرعية بلا جهد مثمر، والهدف هو مقاومة الحوثي بالسلاح ومنازلته من خلال عمل منظم سري وعلني في صنعاء وتعز وصعدة. على ان يتبع هذا المجلس مباشرة لقيادة التحالف ويكون مقره الرئيس بمأرب والبديل بنجران. وسيكون الجيش الوطني ظهير اً لهم والتحالف معهم.
ليس مجدياً استمرار اسلوب واحد تقليدي ضد الحوثي، وليس مجدياً تجاهل حقائق على الأرض، وليس ناجعاً عدم تحريك قوى محلية قبلية ترغب في أن يكون لها دور قيادي وسمعة شعبية ومناصب شرفية ومكانة اجتماعية بمناطقها التي يجب ان تقف عليها، وهي التي تعرفها اكثر من غيرها، وتحتاج الى عطاء وتقييم لنتائج اعمالهم كما يفعل الحوثي مع من اخضعهم له.
الجميع في التحالف والشرعية عليهم معرفة أن مايدور في الاجتماعات الرسمية والتنسيقات مع المشائخ والقوى الوطنية الأخرى سواء من مناطق الشمال أو الجنوب وبعضهم ربما انه بداخل حكومة بن دغر، ليس بالضرورة انه هو نفس ما يقال خارج تلك الاجتماعات، وتقريباً ليس هو الذي يدور في نفوسهم وعقولهم0 وهذه حقيقة نكرانها مشكلة.
تذكروا أن هناك مناطق يقول رجالها لماذا نرسل ابناءنا للقتال في أقصى الشمال أو اقصى الجنوب ولسنا من اهلها.
وتذكروا أن كثير من قبائل العرب وضمنها اليمن العزيز لا تُقدم الدولة ومصالحها العليا على مصالح القبيلة والمنطقة، وتذكروا أن كثير من رموز تلك القبائل حين توضع مصلحة الدولة ومصلحة القبيلة في كفتي الميزان فإن تلك الرموز والأتباع تضع ايديها وارجلها وسلاحها في كفة القبيلة بكل حماس وبإستماتة.
ومع التقدير والاحترام والإعتزاز بكل قبائل اليمن الغالي ولكن يجب القول لهم في الشمال إن الحوثي يتمنطق بنفس خنجركم، وشبا حد خنجره الغادرة (السَّلَّة) هو نفس مالديكم، وهو ابن منطقتكم، ومع انه الضعيف فيكم تكويناً والأقل عدداً وهو الغريب أصلاً تاريخياً على اليمن وانتم تعرفون ذلك، وتعلمون انه هو من قتل غيلةً زعيم اليمن وزعيمكم السابق صالح، وهو من لايزال يقتل ابناءكم ويخرب دياركم لمصلحة ملالي ايران، لكنه -أي الحوثي- تمكن من اذلال الكثير ويصفع يومياً ضباطكم المحسوبين عليكم المدافعين عنه، بينما البعض مع التقدير والإحترام لا يزال يتغنى بأمجاد وبطولات ليس لها قيمة في مسار تحرير صنعاء. ولنقارن كيف يعمل الحوثي المجرم ومن معه في مقابل البقية على الجانب الآخر!.
قبائل شمال اليمن المحترمين عليهم واجب وطني تاريخي كبير، واليمن كله يطلب منهم نسيان كل شيء عدا هزيمة الحوثي ثأراً لليمن، وهم أكفأ وقادرين على ذلك. ولهم مع الحوثي ثأر شخصي كبير؟! فأين العمل المضاد الحقيقي؟.
هناك حقيقة تغيب عن الكثير وهي ان التحالف لإعادة الشرعية والجيش الشرعي اليمني لن يدخلوا صنعاء بالقوات المسلحة البرية لأن ذلك سيتسبب في مذبحة لمئات الآلاف من السكان، هذا مستحيل مع انه سهل التطبيق لتحرير العاصمة في يومين بلواءين محترفة. وايران ترغب في هذا الإجراء بأي ثمن لتأمر الحوثي بذبح شعب صنعاء لغرض تأليب العالم ضد السعودية والتحالف.
لا تحلمون ايها الشماليون الحكماء المخلصين بوحدة يمنية مفيدة للجميع اذا لم تحرروا انتم كقبائل لا غيركم صنعاء وصعدة وتعز بسواعدكم ودماء رجالكم مدعومين بالتحالف. وتذكروا أن غيركم بمناطق اليمن الأخرى لن يبالوا بصنعاء ولا بمصيركم. وفكرة فصل الجنوب مؤقتاً في هذا المقال ليست هي الهدف وهو مجرد طرح محتمل اذا لم تتحركوا، بل الهدف هو خلق مقاومة شمالية فاعلة ضد الحوثي بآلية عمل وطني متقدم وسريع بعيداً عن المناكفات المحليه.
وبالتأكيد فإن هذا الكلام وماسبقه وما سيأتي سيزعج كالعادة اخواننا الطيبين الذين نقدرهم ونحترمهم ونجلهم ونقف معهم بالكلمة، ولكن من يحترم اليمن ويحب الخير لأهله فليصدقهم القول. والأوطان لا تبنيها المجاملات، ولا تحميها الأمنيات، ولا تحررها العواطف.