
في ليلة من ليالي الوفاء ، تجلت فيها كل معاني ذلك الوفاء حتى عجزت الكلمات عن التعبير عنها ، وتوقف المداد عن كتابة مافيها ، والعدسات عن توثيق كل لحظة فيها ، وأن كان ذلك لم يعد يهم بعد أن تبدد الظلام في تلك الليلة بنور المحبة والآخاء ، وتعطرت أجواء تلك الأمسية بشذى الودي والصفاء عندما اجتمع شمل الاحبة في صورة من صور العطاء والنبل ، وهم يكرمون اخيهم مدير التعليم السابق بمحافظة وادي الدواسر الدكتور سعود بن خلف الدوسري ، بعد ان ترجل من الميدان التربوي ترجل الفرسان الواثقين بأنفسهم، وبعد ان قضى ماقضى من عمره باذلاً الجهد ، وافياً بالعهد ، مثالاً يحتدى به بالتعامل والاخلاق والاخلاص والتفاني دون تفرقة ،كان نتاجها هذا الرصيد من المحبين ، ومنجزات لمحافظته سيسجلها التاريخ بمداد من ذهب .
ليلة وفاء أوقد شمعتها محبوه ، وتبنتها لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالشرافاء ، ليكون الجمع المبارك على موعدٍ ليلة الاربعاء الماضية الأول من مايو 2018 ، أكتضت ليلتها قاعة الاحتفاء بمحبوه الذين قدموا من كل مكان كبار وصغارا ، أتوا كرد عربون ود وتقدير لذلك الانسان الذي أجمع الكل على محبته ، الاحتفاء يبدئ بالقرآن الكريم ، تتابع من بعده الفقرات من كلمات واوبريت وعرض لمسيرة المحتفى به ، التي انصت الجميع لها وهم يستمعون لذلك الانسان وهو يستشرف المستقبل لمحافظته ، ليصعد بعدها للمنبر أحد طلابه يوما ” ما ” العقيد فيصل بن محمد الشرافاء متحدثاً نيابة عن كل من تتلمذ على يدي المحتفى به ، تعقبها قصيدة لعراب الاحتفاء محمد بن عبدالله آل شملان ، فكلمة مرتجلة للمحتفى به صاغها كما يصوغ الاديب موضوعه ، وكما ينظم الشاعر معلقته ، وكما يكتب القاص قصته ، بعثها للحضور كرسائل قصيرة في كلماتها عميقة في معناها ، لتبدأ بعدها مرحلة ختام الاحتفاء في ليلة سعيدة بتقديم الهدايا العينية والتذكارية التي تعبر عن محبة الحضور لذلك الانسان الذي اسمه جاء من السعد .