
تعتبر سلسلة الامداد العصب الرئيسي للتنمية الاقتصادية في أي دولة لما لها أهمية كبيرة في إدارة حركة وتخزين وشراء ونقل البضائع والسلع والمنتجات، وتعرف سلسلة الامداد بأنها إدارة تدفق العمليات لتامين المنتجات او الخدمات باقل التكاليف والوقت المطلوب والجودة المطلوبة، وسلسلة الامداد فن وعلم من العلوم التي لها اسهام عظيم في تطور السوق الصناعية والتجارية والاستثمارية عالمياً لما لها أثر كبير على تكاليف المنتج او الخدمة .
وعن سلسلة الإمداد قال لـ( الرأي) المهندس خالد الغامدي خبير ومدرب سلاسل الامداد وتوطين الصناعة بالشركة السعودية للكهرباء أصبح عنصر التنافسية بين الشركات العالمية الآن هو سلسلة الامداد فكلما كان لديها سلسلة امداد متطورة ومرنة ومستقرة ومتجددة اسهم على التكلفة الكلية للمنتج وتنافسية الأسعار بين الشركات ، ويأتي تخصص سلسلة الامداد من التخصصات الإدارية المعاصرة والتي انطلق اكاديمياً في العالم عام 1990م واصبح من التخصصات الاكاديمية بالجامعات الغربية ويركز على دراسة المعارف والعلوم المتعلقة بالجوانب اللوجستية للمنتجات والخدمات والجوانب المالية لحركة دفق عمليات سلسلة الامداد في المنظمات والعناصر الإدارية لتكاملية إدارة سلسلة الامداد التنظيمية من شراء وتخزين وإدارة مخزون وتوفير الاحتياجات التي تطلب من العميل النهائي .
وتابع الغامدي: مع كل الجهود المبذولة في الجامعات الغربية في تدريس وتطور تخصص سلسلة الامداد في مراحلة الدراسية الثلاث البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ومواصلتهم في خلق تخصصات فرعية لهذا التخصص إلا إنه نجد غياب تام من الجامعات السعودية الحكومية والخاصة لتدريس هذا التخصص الهام والحيوي والذي يتوافق ويتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 وبرامجها الرئيسية فلا نجد المبرر لهذا الغياب.
وعن خدمة التخصص لسوق العمل السوق السعودي قال الغامدي: نحن المختصون ندرك تماما مدى أهمية هذا الأمر لذلك ننادي بالمسارعة لإطلاق هذا التخصص الذي سيخدم سوق العمل السوق السعودي في مجال سلسلة الامداد ، فالمملكة العربية السعودية تهدف لأن تكون محوراً لوجستياً يربط القارات الثلاث بموقعها الاستراتيجي وإمكانيتها الكبيرة.
وعن المبادرات التي اطلقت لخدمة التخصص قال : لو نظرنا للوضع الحالي لتدريس تخصص سلسلة الامداد بالسعودية نجد مبادرة حديثة من بعض الجهات التعليمية لتدريس هذا التخصص لمرحلة البكالوريوس مثل كلية ينبع الجامعية وكلية الجبيل الجامعية وجامعة الاعمال والتكنولوجيا بجده ومرحلة الدبلوم مثل كلية المجتمع بالدمام مع كل الشكر لجهودهم الكبيرة والمستمرة لدعم هذا التخصص ولكن تظل الفجوة كبيرة وليس هناك توازن بين العرض والطلب في ظل ان غالبية من يعمل في قطاع سلاسل الامداد واللوجستية من غير السعوديين ونسبة توطين الوظائف متدنية جداً وهو سوق واعدة وفرصة لتوظيف الشباب السعودي وتدريبه وتطويريه ليقود هذا القطاع الحيوي والمتجدد.
وأنهى حديثه قائلا: تظل المسئولية كبيرة على وزارة التعليم والجامعات السعودية العامة والخاصة في مواكبة احتياجات السوق السعودي من التخصصات الاكاديمية والجامعية الفاعلة بسوق العمل والتي تتماشى من احتياجات الشركات والمؤسسات بالسوق السعودي ان أهمية سلسلة الامداد للاقتصاد الوطني هامة لكوننا من اقوى اقتصاديات العالم بمجموعة العشرين (G20) ولدينا هدف رئيسي برؤية السعودية 2030 لنكون في الترتيب 15 عالمياً عام 2030م بدلا من الترتيب 19 حالياً وهذا الهدف وحده يحتاج لقوة لوجستية وسلاسل امداد تسابق الزمن في العناصر الثلاث الهامة بسلسلة الامداد العمالة والإجراءات والسياسيات والتكنولوجيا ولو ركزنا على عنصر العمالة فمخرجات التعليم والتخصصات المطلوبة لسلسة الامداد غير متوفرة الآن ولا بد من سد هذه الفجوة واحداث فرص تعليمية واعدة امام الشباب السعودي لكلا الجنسين ليكونوا محركاً فاعلا في تطور وتنمية السوق الصناعية والتجارية والاستثمارية من خلال سلاسل الامداد، والامكانيات متوفرة لدى الجامعات والكليات من مباني وخدمات ولم تدخر الدولة ايديها الله في دعم التعليم بشتى اقسامه امامنا فرصة وطينة كبيرة واعدة لخلق فرصة عمل للشباب السعودي وقيادة سوق سلاسل الامداد بالسعودية من خلال المواطن السعودي الذي اثبت جدارته وابداعه وتميزه.