في هذه الايام الفضيلة من شهر الحج، والمليئة بالمشاعر الايمانية والروحانية، والتي نرى فيها افواج الحجيج تقْدُم من كل ابقاع الارض لأرض الحرمين تلبية لنداء ربنا – عز وجل – لأداء ركن من اركان الاسلام ليكتمل بها دينهم.
وفي زيارة لكل من الإعلامية صباح الحربي والمصور أحمد باشميل لإحدى جاليات المسلمين من الدول الاسلامية الشقيقة دولة اندونيسيا، والذين رحبوا بنا بكل حفاوة وسرور واخوة اسلامية، خرجوا بهذا التقرير.
صادفنا “افندي اسماعيل” ذلك المعلم ومربي الاجيال الذي حكى لنا عن معاناته لاكثر من 7 سنوات في جمع المال ومع تكالب مصاريف اسرته المعيشية للقدوم الى مكة لتأدية فريضة الحج، واخبرنا عن سعادته الغامرة بالقدوم لمكة وكأنها حلم وتحقق بعد طول انتظار، وعبر عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهم الله – لتسهيل وصولهم الى مكة وحفاوة الترحيب بهم منذ وصولهم لصالات الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي.
واستقبلنا محافظ محافظة “Trenggalek” الاندونيسية ونائب رئيس ولاية جافا الشرقية السيد “Emil Dardak” وزوجته الممثلة السنمائية السابقة السيدة “Arumi Bachsin” بكل حفاوة لتواجدنا في مقر اقامتهم بمكة، وحدثونا عن مشاعرهم الفياضة تجاه المملكة العربية السعودية وحكومتها الرشيدة والعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين، وعبروا عن مدى شكرهم للحكومة الرشيدة على الترحيب الذي عبروا عنه على حد قولهم (بالقوي) والمتزايد عن السنوات السابقة.
وانتقلنا بعدها لزيارة الجالية الروسية حيث استقبلنا الروسي المسلم “علاء الدين” وهو طالب هندسة بروسيا واخذ على عاتقه القدوم للحج كل عام لارشاد حجاج دولته في مكة وتسهيل امورهم والترجمة لهم من العربية للروسية لتحدثه بعدة لغات.
وقمنا بمقابلة السيد “اسرافيل” البالغ من العمر 28 عاماً، حيث اخبرنا عن سهولة قدومه للحج وان عائلته قامت بمساعده لاكمال دينه عن طريق تجارة عائلته بروسيا، وانه سعيد جدا بتواجده لاول مرة في مكة وعبر عن فرحته الغامرة بتواجده في اطهر بقاع الارض.
واثناء قيامنا باجراء مقابلة مع “اسرافيل”، وقفت السيدة “ريزيدا” وعلى محياها علامات السعادة ما جعلنا نقوم بسؤالها عن سبب هذه المشاعر الفياضة، حيث اخبرتنا عن تجربتها في القدوم الى مكة باكية، وكيف انها كانت تجمع المال من وظيفتها بصعوبة ومشقة لتحقيق حلمها بأداء فريضة الحج، وما آلت احلامها بالحدوث حتى قاموا بفصلها من عملها، وبالرغم من كبر سنها لم تقف ساكنة بل اندفعت وبقوة وامام ناظريها تحقيق حلمها بالقدوم لمكة، حتى حصلت على وظيفة جديدة استمرت من خلالها بجمع المال حتى تحقق حلمها وقدمت الى مكة، حتى انها قامت باخذ صور تذكارية لنا معها في هاتفها.
وفي النهاية، ندعوا الله لنا ولهم التوفيق وقبول صالح الاعمال وندعوا الله لهم باتمام فريضتهم على اكمل وجه وان يتقبلهم في ملئه الاعلى من الصالحين وان يتمم عليهم نعمته ويجزيهم خير الجزاء.