منذ زمن ظهور الأجهزة الذكية لم نعد نرى كثيراً أطفالاً يركضون ويلعبون ويكسرون الأطباق ويرسمون على الحائط بالألوان حتى بُكائهم أصبح أمراً غريبا لأننا لم نعد نسمعه كثيرا وكأن الزمن هذا يقول بدأت تتلاشى براءة الاطفال بسبب انخراطهم بالألعاب الإلكترونية أكثر من البالغين ، وهذا الأمر أدى إلى ظهور مخاطر صحية ونفسية على الطفل يا ترى ما هي هذه المخاطر ، وما أسبابها، وطرق علاجها؟
من جانبه قال الأخصائي الأخصائي والمستشار النفسي ، عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية الدكتور عبد العزيز بن سعد الدواس
لا يخفى علينا شيء يدعى الإدمان ، ف الإدمان يكون بأشياء عدة منها الإدمان على شرب القهوة، الشاي ، أو حتى قراءة كتاب ،ولكن الحالات تختلف حسب الاحوال .
يجب أن نفرق أولا بين التعاطي والإدمان ، فالتعاطي : هو أنك عندما تعطي الطفل جهازاً ذكيا ً مثل ال ” آيباد ” وتقول له أعدها بعد ساعة ولم تظهر عليه العوارض بالغصب والصراخ بما تسمى بالانسحابية فإن هذا تعاطي … وأما النوع الثاني وهو الإدمان فمن الطبيعي إن أعطيت الطفل جهاز ذكي كالايباد وطلبت منه إعادته بعد ساعة ولم يعده وعندما تأخذ الجهاز منه وظهرت عليه علامات الإنسحاب وهي الغضب، والصراخ او حتى احيانا الهجوم اللفظي أو الجسدي فإن هذا يسمى إدمان وهو أمر خطير .
والإدمان على الأجهزة الذكية أو الألعاب الإلكترونية تؤدي إلى آثار سلبية نفسية وصحية ، لذلك يجب أولا التركيز على عدم امتلاك الأطفال للأجهزة الإلكترونية أو الألعاب الإلكترونية لما لها من مضار سلبية وخطيرة على الصحة النفسة والجسدية مثلا هذه الأجهزة تحتوي على إنارة عالية تؤثر على شبكية العين فتؤدي على المدى البعيد إلى العمى او اختلال بالخلايا ،وايضا تؤثر على الدماغ لتؤدي إلى النسيان أو الغباء أو تشتت الإنتباه وعليه يقل التركيز ، وأيضا تؤدي إلى الفشل الكلوي بسبب قلة الحركة والتشنجات العضلية وقلة شرب الماء ، ولا بد أن نذكر الارتفاع لضغط الدم المفاجئ لدى الشباب والأطفال بسبب التركيز وبالتالي لن يتغذى الطفل بشكل سليم فيتأثر نموه .
إضافة لذلك قال الدكتور بأن رب العالمين قد خلق الإنسان للعبادة و العلم وعندما يمتلك الطفل الجهاز فإنه سيركز على أمر واحد، صحيح أن هذا الجهاز يحتوي على أمور نافعة لكنها أقل من الامور الضارة ومع ذلك فهي لا تعنيه والغريب أنه يدمن على ذلك الجهاز بدون وعي ، وأيضا يقلد من يتابعهم مثل برنامج ” شباب البومب ” الذين يلبسون ثيابا همجيه غير متناسقة الألوان ولا اللباس ، ويأتي الطفل للمشاهدة فيتقمص منهم طريقة الكلام ولفظ الكلام و اللباس الغير مرتب … لذلك يجب أن يكون للأعلام دور لمحاربة هذه البرامج الغير لائقة للذائقة مثلا أن يلبس الشاب اللباس الوطني أو التقليدي لكل دولة وأن يهتم الملقي بألقاء الكلمات المهذبة .. ولا تنسى أيضأ البرامج الإجرامية التي تساعد الطفل على معرفة كيف يطعن أو يستخدم المسدس للقتل .
تطرق الدكتور عبد العزيز أيضأ عن أسباب لجوء الطفل أو البالغ لإستخدام الألعاب الإلكترونية أو الأجهزة الذكية قال الأسباب كثيرة من أهمها :
1- أطفالنا ليس لديهم قدوة أو رقيب .
2- انفصال الوالدين
3- الفراغ بعدم وجود الأنشطة التي تفيدهم .
مثلا يجب توفير غرفة تحتوي على الكتب لقراءتها ، أو وجود غرفة لتعليم الأعمال اليدوية ونحن كأخصائيين نفسيين نعالج بالعمل أكثر من اعطاء العقاقير الطبية فالرسم مثلا علاج والأعمال اليدوية كذلك التركيب والصلصال وغيرها من الأعمال اليدوية التي تشغل الطفل وتنمي مهاراته .
ولا يخفى علينا أن الرياضة مهمه صحيه بدنيا ونفسيا ولكن للأسف النوادي الرياضية في المملكة أسعارها باهضة تمنع الكثيرين من الأطفال والشباب وغير الموظفين من دفع رسومها الباهظة فيمتنعون عن ممارسة الرياضة فيلجأ البعض لحدائق الأحياء التي تفتقر للطريق المستوية وكثرة التعرجات والحفر وهذا أيضأ مانع ، أو سوء الأحوال الجوية الشديدة .
ولذلك فإن هذه الأمور سبب للجوء الشاب أو الطفل للألعاب الإلكترونية أو الأجهزة الالكترونية هو أنه لا يوجد شيء يشغلهم .
إن الطفل مقلد لأبيه ؛ فإن أمسك الأب كتابا ليقرأ فإن إبنه سيقلده لأنه قدوة له ، وأن أمسك الأب جهاز التلفون او الجوال لمشاهدة برامج التواصل الإجتماعي لفعل الطفل نفس هذا الأمر .
وعليه فأنا أقترح أن ترفع الرسوم عن العاطل والطالب الذي لا يمتلك قيمة الرسوم والطفل .
فلابد من العلاج الصحي لهذه الظاهرة وهي :
1- التوعية ، بمعنى نشر التوعية بين الآباء والبرامج التلفزيونية والمواقع الإلكترونية والاماكن مثل المدارس.
2- إخراج عينات من الأطفال الذين أصيبوا بتشنجات وحدثت لهم مشاكل صحية ونفسية بسبب الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية او الأجهزة الالكترونية مثل تشنجات وأمراض الدماغ والعين والأعصاب الحسية .
3- استخراج العينات عن طريق الإعلام ، ويجب على وزارة الصحة التركيز لهذا الأمر .
4- توعية الآباء والأمهات في اجتماع الآباء المدرسي او أثناء جلوسهم في المجالس او في توعيتهم في وظائفهم .
لما لاستخدام هذه الألعاب الإلكترونية والأجهزة الإلكترونية من مخاطر صحية ونفسية فإننا نرى انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال والمراهقين ويعود ذلك السبب إلى الإدمان على استخدام هذه الأجهزة وهذا يعود للجلوس الطويل وأنهم لا يقومون بأي نشاط يساعد ويحفظ على التركيز الذهني او البدني .للموارد البشرية مؤلف لعدة كتب منها كتاب ” كيفية التغيير للنجاح.
اما الدكتورة مياف رجب التحافي طبيبة اسنان في عيادة بيرلي وايت لطب الاسنان أوضحت عن مخاطر الألعاب الالكترونية على الطفل والبالغ وتأثيراتها على صحة الفم والأسنان قائلةً : أحدثت التكولوجيا الحديثة تغيرا جذريا في حياتنا بشكل عام وعلى حياة أطفالنا بشكل خاص…والتغيرات هذه منها الايجابي ومنها السلبي ويعتمد نوع التأثير على الوقت الذي نقضيه مع هذه التكنلوجية وطريقة تعاطينا معها ونوع التطبيقات والبرامج المستخدمة ولم يعد خافيا بأن التكنلوجيا والأجهزة الذكية قد سهلت الحياة بشكل ملحوظ. حتى على الصعيد التعليمي والتوعوي حيث أنها أصبحت من أُسس الدولة الحديثة.
إلا أنها وعلى الصعيد الآخر ونتيجة للإستخدام المبالغ به أصبح الناس مشغولين في عالمهم الافتراضي مبتعدين عن الواقع وحتى ضمن البيت الواحد وبمن ذلك الأطفال ورغم أنهم أحيانا أكثر براعة منا في التعامل مع هذه الأجهزة إلا أن الحركة والنشاط الحر لا يقل أهمية عن الوقت الذي يستغرقونه في الجلوس منشغلين بأجهزتهم المليئة بالتفاصيل المغيبة أحيانا عن مراقبة الأهل.
تأثيرات الألعاب الالكترونية كثيرة منها النفسي ومنها الجسدي ولكل منه تأثيراته على صحة الفم والاسنان وأُثبت ذلك من خلال دراسات عدة في كبرى الجامعات حول العالم، وسنذكر عدة جوانب منها:
زيادة نسبة التسوس وتأثيرات الشد العصبي.
وزيادة نسبة المدخنين ومضارها على الجسم بشكل عام وعلى صحة الفم بشكل خاص.
لابد لنا ونحن في صدد تأثيرات الألعاب الالكترونية أن نذكر ما قدمته البعض منها على زيادة الوعي وكانت طريقة مثلى في التحفيز للاهتمام بصحة الفم والأسنان من خلال بعض الألعاب والفيديوهات التي ساعدت الطفل في فهم وحب عمل طبيب الاسنان ومعرفة مضار بعض الأغذية التي تزيد من نسبة التسوس.
ففي دراسة مطولة نختصرها هنا اجريت في بريطانيا وتداولتها مواقع wiley online library
حيث كشفت عن زيادة مستوى الوعي لدى الأهل والأطفال بصحة الفم والأسنان وطرق التعلم الصحيحة للتنظيف ، وعن فهم ما هو التسوس وكيفية علاجه ، والوقاية منه من خلال رفع نسبة الزيارات الدورية لطبيب الاسنان عن طريق برامج وتطبيقات ذكية تناسب اهتمام الجيل الجديد بمشاركة أهاليهم. وكلما كان نشر الوعي مبكراً في الأعمار الصغيرة بين 4 إلى عشر سنوات كلما كانت النتائج أفضل .
إن موضوع التسوس هو مشكلة عالمية معتمد على عدة عوامل منها :
نوع الأكل وطرق الاهتمام بالصحة ، وعوامل نفسية وكذلك عوامل علاجية وبيئية كثيرة وأما عن طرق علاج ظاهرة التسوس فتبدأ بنشر الوعي والتحفيز للوصول إلى أفضل العادات الصحية التي تقلل نسبة التسوس.
من خلال نشر المهارات الصحية للاهتمام بنظافة الفم والاسنان وكسر حاجز الخوف من طبيب الأسنان لدى الأطفال وحتى لدى الكبار.
وقد نشرت منظمة صحة الأطفال ضمن قضية العنف في بعض الألعاب الإلكترونية معتمدة عن دراسات ومصادر مثل الأطفال والتكنلوجيا ، وكتاب التدخين في الميديا وغيرها التي نشرت في 2017 إن بعض الألعاب الإلكترونية تدس استخدام التبغ وتعتمد أسلوب المدخنين ضمن اختيار الشخصيات الالكترونية مما تجعلها في مفكرة المراهق والطفل كأسلوب حياتي طبيعي وصحي ومشوق ويتأثر بهذه الافكار المراهقين الذين يقضون ساعات طوال أمام الألعاب الإلكترونية سواء في اجهزة الحاسوب أو الهواتف النقالة ..ومن الجدير بالذكر أنهم لا يذكرون تفاصيل اللعبة بالكامل مما يجعل مراقبة الأهل لإختيار الألعاب مهمه صعبة.
و التدخين من العادات الغير صحية على مستوى الصحة بشكل عام وعلى صحة الفم والأنسجة الرابطة في الفم بشكل خاص خصوصا إذا بدأها الشخص مبكرا في عمر المراهقة ومن هنا يبدأ دور الأهل في مراقبة اختيارات أولادهم من خلال :
1- تحديد وقت معين للألعاب الالكترونية.
2- محاولة مشاركتهم الألعاب.
3- الابتعاد عن الألعاب ذات المحتوى المؤذي .
أما عن تأثيرات الألعاب الالكترونية في زيادة نسبة التسوس فسوف نستعرض دراسة أُجريت في اليابان بشكل مختصر حول أسلوب الحياة ذات الشد النفسي المصاحب للألعاب الإلكترونية وتأثيراته ..حيث تطرقت المنظمة اليابانية لطب الأسنان ضمن أسبوع الأسنان وصحة الفم الذي أجري عام 2017 في الفترة من 4الى 10 من حزيران إلى عوامل البيئة من غذاء ودواء وتعليم ودورها في زيادة أو نقصان نسبة التسوس. فقد وجدت ورغم برامج الفلورايد المنظمة والوقائية المتبعة للأطفال والتي ساهمت بحد نسبة التسوس إلا أنه مازال أسلوب الحياة وبعض العادات الغير صحية تؤثر بشكل سلبي مثل نوع الطعام عادات الحياة اليومية وساعات النوم القليلة وعدم انتظام وجبات الطعام وعدم تناول الفطور التأثير الكبير في ارتفاع نسبة التسوس.
وكانت النتائج فيما يخص نسبة التسوس بأنان هناك زيادة في نسبة التسوس عند الأطفال الذين يقضون من ساعتين إلى أربع ساعات يوميا على الأجهزة الذكية بنسبة 9.8%
أما الأطفال الذين يقضون اكثر من أربع ساعات في اليوم على الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية فترتفع نسبة التسوس لديهم 15%..ويعود السبب الى أن الشد النفسي الذي تولده الألعاب الالكترونية والمعدة الخاوية لساعات طويله, وحتى نقصان ساعات النوم كلها تؤدي إلى نقص في إفراز اللعاب الذي يعد مادة مهمه في الحفاظ على وسط فموي صحي من خلال معادلة حموضة الفم ومن خلال وظيفة اللعاب في عملية الغسل الذاتي للأسنان وازالة بقايا الطعام والتجمعات البكتيرية مما يؤدي الى زيادة نسبة التسوس والنخر وحتى في شدة رائحة الفم الغير مستحبة.
ويعد جفاف الفم احد اهم الأسباب في زيادة امراض الفم. كما من الضروري معرفة ان نسبة افراز اللعاب ترتفع في حالات الاسترخاء .. وأيضا كثير من المنشغلين في أجهزتهم يهملون تنظيف اسنانهم بالفرشاة والمعجون وينسون اهمية استخدام الخيط الطبي…لذلك فتنظيم الوقت والراحة وساعات النوم الكافية والاكل الصحي تعطينا صحة فم مثالية لنا ولأطفالنا ولا ننسى ان اطفالنا يقتدون بنا دوما..
بالإضافة الى كل مما ذكر هناك نقطتان لا تقل اهمية وهي الشد النفسي يؤثر على عضلات الفك ويسبب تشنجات من خلال احتكاك الاسنان بشكل مستمر الذي بدوره يؤدي إلى تحسس الاسنان واحتكاك طبقة المينا وتكسر في حافات الاسنان .. ويؤذي مفصل الفك.
ويؤدي احيانا الى عادات سيئة مثل عض الشفة وعض باطن الخدين وعض اللسان وكل تلك الامور تترك اثرا سيئا على انسجة الفم.
النقطة النفسية الاخرى التي نشرتها جامعة نيو مكسيكو هي الإدمان الذي يؤدي إلى الكآبة والأرق والقلق المتواصل والذي يعالج بالعقاقير الطبية لفترة من الزمن وتلك العقاقير لها نفس التأثير السلبي في جفاف الفم.