بداية لا يوجد مشكلة كبيرة فهناك “علاقة عمل ممتازة تربطنا بالرئيس”، قالها الأمير ولي العهد محمد بن سلمان.
وقبل أن تراه أمامك رئيساً لأميركا لا يفترض فهم شخصية دونالد ترمب بغير انه رجل الأعمال الذي لا يعترف بأهمية أي شيء في الحياة قبل الإقتصاد، وأنه النجم التلفزيوني الاستعراضي، وعلى انه الممثل الدرامي في أغلب تصرفاته اليومية حتى بالبيت الأبيض، لا تفهمه بغير انه الرجل الذي لا يستطيع أن يصبر ليوم واحد دون إستثارة الأقربين واستفزاز البعيدين ومناكفة الإعلام.
صحيح انه رئيس الولايات المتحدة الاميركية ومدير أكبر اقتصاديات الدنيا، وقائد أضخم جيوش العالم، وبجانبه خبراء لوح الشفرة النووية لإطلاق الصواريخ النووية العابرة، لكن لا تفهمه بغير انه العدو الأول في العالم للإعلام الإمريكي نفسه وليس الإعلام الأجنبي، وأنه الرجل المتجرد من أي لباقة دبلوماسية مقارنة بغيره، وأنه بطبيعته انسان خشن في التعامل مع غيره لأنه هكذا بكيميائه الشخصية وليس باختياره، وهو رجل لا يولي ثقافات الشعوب اهتماماً ولا يرى دول العالم خارج بلاده سوى انها بُقع صغيرة تشغل حيزاً بالفضاء الآمريكي ومصالح واشنطن الكونية بما في ذلك الصين! هذا هو السيد ترمب الرئيس الأمريكي رقم 45.
ومع ذلك فهذا الرجل ذكي جداً وهجومي وشرس بطبيعته التكوينية ولديه جَلَد عظيم في مقاومة الخصوم ومنازلتهم الى النهاية وكل الشواهد نراها يومياً داخل بلاده بل داخل ادارته وحزبه. ولم يوجد رئيس امريكي قبله سفه الاعلام الإمريكي وحقَّره وأعلن الحرب ضده بلا هوادة! لم يفعل ذلك غير ترمب!.
ولكن وبإنصاف فإن كل ماسبق لا ينفي أن السيد ترمب رئيس يحترم من يحترمه، ويقترب ممن يعامله كشخص ذو مكانة بغض النظر عن منصبه كرئيس! والسيد ترمب يفي مع من يعتقد انه ذو مصداقية. وسمو ولي عهدنا الأمين الأمير محمد بن سلمان قال جملته الجامعة ذات الدلالات المتعددة والمتوازيه خلال حديثه لوكالة “بلومبرق” حيث قال”تربطنا بترمب علاقة عمل مميزة”. وهنا مربط الفرس وهو العمل والتكاتف لأجل أن ننجز اهدافنا الاستراتيجية الكبرى مع هذا الرئيس المختلف الذي لم يكن متوقعاً توليه قيادة اميركا والعالم، فنحن في مرحلة صعبة ودقيقة وحاسمة وينتظرنا مع الرئيس ترمب عمل جبّار وكبير ومؤثر ويصب في مصلحة المملكة والعرب والمنطقة والمسلمين والعالم.
سمو ولي العهد في رده على بعض تصريحات دونالد ترمب قال فأجاد وفصل الخطاب، وقد بلغت رسائل الأمير مبلغ الشمس في هذا العالم. ولا أشكُ أبداً ان الرئيس ترمب وادارته هاتفوا قيادتنا واعتذروا لها وبينوا ان الرئيس في موقف داخلي صعب مما جعله يهاجم حتى نفسه وادارته.
لأهلنا في بلادنا، لقد وصلت رسالتنا للسيد ترمب ويبقى الأهم هو ” علاقة العمل المميز” التي قالها الأمير ولي العهد القوي الأمين والتي تجمعنا مع الرئيس الاميركي.
وسفارة اصدقاءنا ذات الرخام الجميل بالرياض جزء كبير من وقتها يذهب لمعرفة الرأي العام السعودي وتوجهاته ومزاجه ونظرته لأميركا وهل يعتبرونها عدو أم صديق ، ونحن بالتأكيد اصدقاء تاريخيين وبيننا “علاقة عمل مع السيد ترمب” وهذا يعني ان امامنا مصالح وتحديات كُبرى وهي الأهم لبلادنا، فلندع الرئيس “يهايط” براحته ونحن نفهمه جيدا. وموقفنا الوطني الرسمي والشعبي وبلسان اميرنا المقدام الواثق محمد بن سلمان تجاوز اثره حدود واشنطن وكان مزلزلا ومفهوما.
سامحوا مستر ترمب فهو لم يكن يتحدث الينا بل الى الناخبين وإلى خصومه الامريكان وما اكثرهم.