تجدد مواضيعنا ما بين المتعة والفائدة والأهم من ذلك هو البحث عن التميز النسائي في عالمنا المتسع لكل ما هو جديد، وقد تم لفت انتباهنا إلى شخصية استحقت بأن تكون شخصية متميزة في عالم التعليم النسائي من تواضع، حب العمل ، رحابة الصدر، و جمال الاخلاق… وغيرها الكثير من الصفات التي قلمّا تستطيع أن تجدها بشخصية واحدة وهي مجتمعة بشخصية د. منى الوهيبي مساعدة وكيلة كلية العلوم للشؤون الاكاديمية بجامعة الملك سعود للطالبات.
س1 / دكتورة منى اعطنا نبذة موجزة عنكِ ليعرف القارئ من هي منى الوهيبي ؟
منى بنت سليمان الوهيبي، استاذ مشارك في قسم النبات والاحياء الدقيقة بكلية العلوم ، أم لأربعة أبناء أسعى لإعدادهم كأعضاء فعّالين للمجتمع الذي يعيشون فيه.
س2 / دكتورة ارجو أن تشرحي لنا عن عمق العلاقة بينكِ وبين بناتكِ الطالبات عندما كنتِ وكيلة لكلية العلوم ؟
طالباتي بناتي، أنا رُزقت إبنه واحدة فقط والطالبات أخواتها بدون مبالغة، أنا مؤمنة بأن المستفيد الأول في العملية التعليمية (الطالبة) لذا تُعامل معاملة خاصة تسودها الوسطية والإعتدال، وتميل للرفق والحنان اتباعا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه ولا نزع من شيء الا شانه) فالطالبات عموما مهما كنَّ مشاغبات أو عنيدات فأنهن في النهاية رقيقات تؤثر فيهن النظرة قبل الكلمة، لذا أتبع معهن أسلوب النقاش والحوار. نضحك أحيانا ونعتب أحيانا اخرى. ولكن تظل الطالبة في نظري ابنتي التي أحبها واقف إلى جانبها في كل الاحوال .
س3 / لقد جذبنا نجاحكِ المهني والأخلاقي وهي محمولة بحب طالباتك لكِ وحصولكِ على جائزة التميز …حدثينا عنه ؟
اشكر لكِ حسن حديثك، واتمنى أن أكون فعلاً كما تفضلتِ ؛ أي تميز تم حصولي عليه فأنا واثقة بأنه بفضل دعوات والدتي الله يحفظها ويرزقني برها، ودعوات الطيبين الذين يحيطون بي فلهم مني كل الحب والتقدير. أما بالنسبة للنجاح المهني فهو ليس من المستحيلات، اذ ان كل مهنة أو وظيفة مؤطرة بمهام معينة وحقوق وواجبات، ومن خلال المهام نتعرف على الجهات التي تؤدي إليها ومنها أيضا نتعرف على الأشخاص الذين سيكونوا معاونين ومفوضين بأدائها ليتم أداء الأعمال اليومية، يصاحب ذلك وضع اهدافا واقعية ضمن خطة زمنية يمكن تحقيقها في على المدى القريب أو البعيد، تطبيق النظام بحذافيره فالنظام يعطي الموظف الراحة والأمان عند اداء العمل، المشاورة مع أصحاب الفكر والهمة العالية والعقل الراجح في وضع مبادرات مختلفة لتحقيق تلك الاهداف و تقسيم العمل بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، الابتعاد عن السلبية والكلام الجانبي والتهكم أو التقليل من شأن الآخرين، تقبل النقد واستيعاب الغضب وسماع العتب أو الشكوى والعمل على حل المشكلات في حينها بمهنية، عندما نقول العمل عمل فأننا نعنيها فعلا ، لا يتدخل في الشؤون العملية أي أراء شخصية وبناء علاقة العمل على هذه الأراء مطلقا ،مراجعة جدول الاعمال وانهاء الاهم فالمهم، السؤال عما يجهل فالانسان يتعلم حتى آخر يوم في عمره.
س4 / كنتِ وكيلة لقسم النبات والاحياء الدقيقة والآن اصبحتِ مساعدة وكيلة كلية العلوم للشؤون الاكاديمية .. أي المنصبين تجدين فيها منى الوهيبي ؟ وهل منصبك الجديد قد ابعدك عن طالباتك ؟
أي موقع سأرشح لأن اشغله سأكون فيه على أهبة الاستعداد، فالمكان الذي سأكون فيه انا سأديره و أهتم بتقديم أفضل ما لدي ولن أقصر، العمل ليس تأدية واجب مفروض.. أو إنجاز مهام مكتوبة في ملف لا … العمل إنجاز وإبداع، خطط واهداف ومبادرات لتحقيق تلك الاهداف. القيام بالأعمال اليومية الروتينية و إلى جانبها القيام بما يستجد من أعمال، تلقي وطرح مقترحات ؛ ليكون مقر العمل مكانا يجمع بين الفائدة والمتعة فسنوات العمر نقضيها بين جنباته، فالاحرى بنا الانتباه لذلك. موقعي الجديد في وكالة الكلية للشؤون الأكاديمية جعل الارتباط بالطالبات أوسع من حيث العد فالارتباط ليس بطالبات قسمي بل بجميع الطالبات في اقسام الكلية.
س5 / هل ما زلتِ على تواصل مع طالباتكِ في مواقع التواصل الاجتماعي وما زلتِ تنجزين لهنَّ أعباء الجدول الدراسي وما إلى ذلك؟
طبعا ، لا زلت وسأكون دائما على تواصل معهن وفي خدمتهن، الجداول والحركات الاكاديمية ينجزنها مع لجان الإرشاد الاكاديمي في القسم الذي ينتمين له، لكن من تحتاج تدخلي أو مساعدتي سأكون بالقرب بالتأكيد.
س6/ لطالما كنتِ متميزة في اخلاقكِ العالية ومهنتيك المتواضعة التي إن وضعتِ كرسيكِ فيه ستزهرينه بالتميز …كيف اصبحتِ متميزة؟
لا أراني متميزة بل أطمح لذلك بالتأكيد.
س7/ ما النصائح الذهبية التي تقدمينها لطالباتك للنجاح والتميز؟
أن تخلص النية في طلب العلم لله تعالى، ومعنى ذلك أن تقصد به وجه الله تعالى والقرب منه عن طريق العمل به. وليس لغرض المباهاة بين الناس. لذا على الطالبة التفرغ للعلم، والإقبـال عليـه، والصبر على المذاكرة والكتابة والبحث عن المعلومة وترك اللهو وتأجيل الخروج للمرح لأوقات الإجازات فإن العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه. التأدب مع الأساتذة وحسن الإصغاء والتلقي، ولباقة النقاش وإتقانه، والبعد عن الجدال العقيم. الاستفادة من التقنية في الحصول على المعلومة وارتياد المكتبة للقراء والاطلاع ، ان تغمر الطالبة عقلها بالمقررات التي تدرسها تكون عالمة فيها وهو المطلوب. المشاركة في الانشطة اللاصفية والنوادي الطلابية لزيادة مساحة التعارف بينها وبين الطالبات من تخصصها أو التخصصات الاخرى، المشاركة ايضا في الاعمال التطوعية وورش العمل وتأهيل نفسها ذاتيا للتخرج وهي استاذة فعلا. ان تكون قدوة صالحة وخير سفير لبلادها وجامعتها .
كل الشكر والامتنان الموشح بالتقدير للدكتورة منى الوهيبي على منحنا جزءً من وقتك للإستفادة من تجربتك في التعليم والحياة .