لسلبيات تتوالى تباعاً في الوقت الذي نغْفِلُ فيه عن اتخاذ قرارات سريعة تحد من تفاقُمِها قبل الاستفحال في عمقنا وعمق الوقت , لأنهُ لا شيء أسهل من هذا التفاقم ولا أسْرع منه .
إن سلبيةً واحدة كفيلة أن تُحدث مالم نتوقعه , فهي تجاذب متسلسل سرعان ما نَجِدُ لدينا انحِطاطات هائلة ومحبطة من السلبيات المتسلسة , فنحن دوماً نسْتصْغِر ُالثغرات ونهون من أعمالها !
وبالتالي سنتعايش مع طحن ذلك الشعور السيئ, والقلق الغاضب, والتأنيب القاسي وهذا ما يحط من إمكانات الطاقة والحيوية والإندفاع المتوقد في وقتٍ سريعٍ ومفاجئ.
لذا فإن العمل هو الإدْراك السريع لهذا الطارئ المتسلسل وتصحيح الوضع لأننا سنأخذ في اللوم والتأنيب ونعمق فيه ونستمر . و إن هذا اللوم يُسهم في تفاقم هذا الهبوط الحاد.
هل تعرف الآن ماذا حدث ؟
الخاطر الذي لا يتعدى اللحظات القليلة هو شيءٌ عنيفُ جداً, بهذا الخاطر واللوم الحاد جعلتَ كل شيء يصبح أكبرَ حجماً ويأجج من تزايد الأحداث البسيطة إلى أكثر تعقيداً ،فبإمكانه أن يقلبَ كل الخططِ والتفاعل السعيد إلى حالٍ متدنٍ وبالتالي فإن هذه البوابة المواربة التي يدْلفُ منها جام التسلسل السلبيّ هي أولُ ما يجب تصحيحه .
لذا عليك الإدراك أولاً أن هناك طارئ تسبب في بعثرت مزاجك الجيد إلى سيئ والمتسبب في ذلك ثغرة سلبية واحدة وخاطر حاد .
بعد الإدراك .. يأتي التصحيح حالاً لهذا الوضع الذي نحن فيه , أي أن عليك أن تفعل عكس ما يحدث تماماً وتصلح من الأشياء التي فسدت قدر المستطاع لتحصل على شيءٍ من الإعتدال الداخلي والإستقرار الذي هو الآن بحاجة ماسة إلى الترويض , لأن الشيء الجيد يقع في النفس أولاً بشعور يشبهه تماماً.
فالسيطرة هي خطوة كبيرة جداً نحو النجاة أو على أقل التقديرات هي خطوة تحُد من التغلغل العميق في البؤرة السوداوية ” القلق والتأنيب القاسي والغضب المتسارع “.
إن كلاً من الإدراك , التصحيح والسيطرة.. هي عوامل مضادة تنهض من جديد بالقوة والطاقة نحو التصاعد وتبتر تقدم هذه السلسلة العتيدة وهكذا تبدأ جميع القوى الداخلية بالعودة والتنامي والإستقرار .