تتسابق مشاعر السعادة والامل والاعجاب، ونحن نسمع أو نرى قصة نجاح جديدة لأحد أطفالنا من ذوي الإعاقة، حين يستطيع أحدهم أن يتجاوز ظروف اعاقته الحركية أو العقلية،
تتسامى المشاعر وتختلط مظاهر السعادة بدموع الفرح بين الأهالي وفريق العمل بمركز جمعية الأطفال المعوقين بعسير، وهم يرون أحد الأطفال يخطو خطواته الأولى لأول مرة منذ ميلاده قبل عدة سنوات، أو لطفل أخر ينطق كلماته الأولى ويستطيع التواصل مع أقرانه، أو لثالث يتعامل مع الحاسب الالي بمهارة مميزة، أو لرابع يبدأ تلاوة القرآن بفصاحة !!
منذ ست سنوات وهي عمر المركز -الذي يستوعب حوالي مئة طفل وطفلة من ذوي الإعاقة -تتكرر القصص العظيمة التي تتثمل في تطور حالات الأطفال وتحسنها بشكل لافت بل أصبحت وسام فخر للعاملين والعاملات في المركز والجمعية.
الأستاذ عوض الغامدي أمين عام جمعية الأطفال المعوقين قال في هذا الصدد ” إن قصص النجاح المتمثلة في تطور حالات الأطفال من ذوي الإعاقة في الجمعية ومراكزها هو الهدف الرئيس من عمل الجمعية، وإنني لأشعر بالسعادة الحقيقية وأنا اطّلع من حين لآخر على تلك الإنجازات المميزة.
وأضاف الغامدي: في الجمعية ومراكزها الأحد عشر العديد من العاملين والعاملات من أجل هذا الهدف السامي والإنساني، وهم بلا شك يشعرون بالفخر بمثل هذا الإنجاز، ويدفعهم ذلك إلى تحقيق المزيد.
والقصص التالية تروي وقائع حقيقية لتجاوز أحد عشر من أطفال مركز الجمعية بعسير لظروف اعاقتهم،
(فاطمة) تستطيع الآن المشي
ليت فاطمة تخطو لو خطوتين فقط .. هيا يا صغيرتي .. الأمر ليس صعباً كما تتصورين .. سنساعدك على النهوض، لكن عليك أن تقفي لوحدك هذه المرة .. هيا يا – فاطمة -حاولي هذه المرة؛ كان هذا حديث الحلم لوالديّ فاطمة شاهر الشهري
الطفلة ذات السنوات الست التي أصيبت بشلل دماعي نصفي لم تتمكن معه أكثر من الحبو، ثم حدثت المعجزة المنتظرة من الله .. لقد كان الله كريماً كعادته، فخطت الطفلة الصغيرة خطوات لا خطوتين فقط ..!!
كان هذا هو المشهد اليوم في المركز، وأثناء احتفاله بخطوات فاطمة .. كان مثير جداً، وفي الغالب فإنه يصعب وصفه -فاطمة -الطفلة الجميلة التي كانت ترتدي فستاناً أبيضاً خطت أولى خطواتها كعروس خجولة أمام نظرات والديها، ومشرفات وادارة المركز، أكرر لقد كان المشهد مهيب حقاً، ونحن نصفق لها .. ثمة شيء مؤكد ومشترك بين الحاضرين .. فرح بحجم الدنيا.. هذا أقل ما يمكن أن يقال وفاطمة تخطو صوب صورتها على – الكيكة – التي أعدت لها بهذه المناسبة ..
يقول والدها: منذ قدوم فاطمة، وأنا متفائل جداً أن اعاقتها لن تدوم طويلاً، لكن جميع الأطباء الذين رأوها كانوا يرون أنه لا حلول ممكنة، حتى تلك الضئيلة منها.. لقد أصروا على أن فاطمة ستكمل حياتها هكذا دون أن تستخدم قدميها إطلاقاً، وعلى الرغم من كل تلك الصدمات قررت أن استعين بالله مجدداً، ثم ألهمني الله فجأة بمركز جمعية الاطفال المعوقين بعسير -لستُ هنا امتدح المركز، وأشيد به، لكنني حقاً احمد الله إذ دلني عليه – .. هنا بالتحديد كنت مقتنعاً الى حد كبير بأن المكان مختلف تماماً، فقد لمستُ تحسناً جديداً بعد كل جلسة لفاطمة .. الأمر الذي عزز لديّ الأمل بأنه لربما يتحقق لو القليل من الحلم .. هناك مركز آخر كان مهماً، وهو من ساهم بشكل خاص في مساعدة فاطمة على المشي .. المركز الخاص هو -أمها -التي كانت تبذل قصارى الجهد معها، وتتبع كل الوسائل التي كان ينصح بها إخصائيات المركز. الآن بإمكاني أن أقول أن -فاطمة -لم تعد معوقة كما كانت .. الآن فاطمة تنتقل من مكان لآخر دون أن تعتمد على شيء آخر غير قدميها الصغيرين .. هذا شيء مذهل ويشبه المعجزات.
(لمى) من الشلل إلى الوقوف بمفردها
ربما تكون هذه الحالة هي الأكثر تأثيراً لشدة صعوبتها لكنها أضافت مزيداً من التجربة والمعرفة للفريق الذي كان يتابعها.
لمى كانت هزيلة جداً حتى أنها لم تكن تستطيع المشي نهائياً، ولم تستطع مزاولة هوايتها ورغبتها كأي طفل.
شخصً الأطباء حالتها بعد ولادتها مباشرة بأنها تعاني من شد في العضلات والأوتار بالأطراف السفلية نتيجة إصابتها بشلل نصفي ورغم كل محاولات العلاج وأنها لن تتعافى بشكل كامل، وبدأ مشوار الأسرة لرعاية لمى من خلال السفر بها من مدينة لأخرى، حتى استقر بهم الحال في مركز جمعية الأطفال المعوقين بعسير ، وبدأت لمى بتلقي العلاج والتأهيل الطبي، وذلك في بداية عام 2013 من هنا بدأت رحلة الإصرار وتحقيق الأمل، استمرت لثلاثة أعوام حتى تم النجاح بفضل من الله واستطاعت لمى المشي بمفردها دون مساعدة من أحد لتعيش حياتها كالكثيرات من أقرانها .
(عيسى) حبيس الكرسي 10 سنوات
الطفل عيسى في العاشرة من عمره، وكان لا يستطيع المشي ، وظل حبيساً للكرسي المتحرك خلال تلك السنين العشر، أرهق والديه المسنين كثيراً ، ولكنه وعدهم بأنه سيكافئهم على هذا الجهد والاهتمام بأن يخطو خطوات خمس أو أكثر، استمر عيسى على العلاج والتأهيل بالمركز لفترة ليست بالطويلة جداً كنا نرى الإصرار وعدم اليأس في ابتساماته المضيئة وحرص والديه وثقتهم في تحقيق حلمهم الجميل حيث كانوا يأتون من مسافة بعيدة عن المركز نائية وجبلية ويقطعون المسافات الطويلة أيام الجلسات ليتلقى عيسى برنامج التأهيل كل ذلك جعل عيسى أكثر إصراراً للوفاء بوعده لوالديه ويحقق حلمه ، وبالفعل استطاع عيسى أن يتحرر من ذلك وان يمشي بشكل شبه مستقل.
غرق (سيلا) أفقدها الحركة
في هذه القصة نأخذكم برفقة الطفلة سيلا التي كانت تنعم بحالة طبيعية جداً قبل أن يشاء القدر وتتعرض لحادثة غرق في المسبح ، مما أفقدها جميع قدراتها الحركية لتجد نفسها عاجزة عن ممارسة حياتها الطبيعية، وتنقلت سيلا بين عدة مستشفيات ومراكز طبية ، ثم توجهت بعد ذلك لمركز الجمعية بعسير، وبعد الكشف الطبي أوصى الفريق الطبي ضرورة إجراء عملية جراحية لتمدد الأوتار التي كانت تعاني من انكماش حاد، وعادت بعد ذلك لتكمل العلاج التأهيلي بالمركز واستمرت سيلا تحت العلاج قرابة العامين لترى النور في العام 2017م الذي استعادت فيه قدراتها الحركية فأصبحت تعتمد على نفسها وتنقل من مكان لآخر دون مساعدة .
(شهد) من الإعاقة الكاملة إلى الجلوس والحركة والتواصل
شُخصت حالة “شهد ” بإعاقة عقلية وضعف في القدرات الجسمية فهي لم تكن تستطيع التواصل مع من حولها، بالإضافة إلى ضعف شديد في الوظائف الأساسية لليد وعجزها التام عن الوقوف على قدميها أو حتى الجلوس.
وعندما التحقت شهد بالمركز قام الفريق الطبي بإعداد برنامج علاجي وتأهيلي لها تنوع بين العيادات الطبية للعلاج الوظيفي والطبيعي وعيادة النطق والتخاطب وعلل الكلام؛ لتبدأ ” شهد” رحلة علاج مكثفة كما أوصى الفريق الطبي بضرورة التدخل الجراحي وإجراء عملية جراحية بقيادة الدكتور عائض الشهراني في مستشفى عسير المركزي.
لتعود بعد ذلك لإكمال العلاج التأهيلي في الجمعية واستمرت شهد مع الجلسات العلاجية حتى استطاعت بفضل الله الإمساك بالمشاية، والمشي لتخطو خطوات بسيطة كما تمكنت كذلك من اكتساب العديد من المهارات الذهنية والتفاعل مع البيئة المحيطة لها والتواصل بالعين، وذلك كان تقدماً كبيراً للحالة ولكنها لم تتوقف عند ذلك وحسب، بل استطاعت شهد الانتقال من حالة الاستلقاء إلى الجلوس ومن الجلوس إلى الوقوف لتصبح الآن قادرة على تنقل أقدامها الصغيرة والمشي بمفردها دون مساعدة.
أريج من الكرسي المتحرك إلى المشي بمفردها
” أريج ” التي عانت من صعوبة التحكم في كامل قدميها نتيجة إصابتها بشلل نصفي سفلي نتج عنه ضعف شديد في العضلات واختلال في التوازن، هكذا كان حال أريج التي تبلغ من العمر اثنتي عشر عاما قضتها بين أحضان الكرسي المتحرك وأحضان والديها ، أُدرجت أريج ضمن المستفيدين من خدمات مركز الجمعية بداية العام 2015م وتلقت العديد من الجلسات العلاجية ما بين عيادات العلاج الطبيعي والوظيفي بمتابعة من الفريق الطبي بالمركز، واستمرت لمدة عام ونصف حتى بدأت أريج بالتحسن اللافت في نمط المشي و التوازن إلى أن انتهى الحال بتحقيق أمنيتها واستجاب المولى لدعوات والديها ،فها هي الآن تخطوا بشكل مميز وتتسابق أقدامها نحو الأمام معتمدة على نفسها اعتماداً كلياً وبكل حرية .
الأكسجين أعاق (بندر)
أما قصة بندر وحكايته مع شهر أكتوبر فهي مثيرة للشجن، فهذا الطفل الرائع صاحب الستة أعوام والذي يتمتع بروح جميلة وحيوية ونشاط ولكن! نقص الأكسجين حين ولادته وإصابته بالشلل النصفي الذي طال جانبه الأيسر حَدّ من تلك الحيوية والروح البريئة، والذي حرمه من الاستمتاع بحياته الطبيعية وطفولته، مع كل ذلك لم يستسلم والدا بندر لتلك الإعاقة، وبدا أول خطواته نحو الشفاء بالتحاقه بالمركز قبل قرابة العامين، رافق خلالها فريق طبي متخصص في جلسات العلاج الطبيعي حسب الجدول المعد.
أكتوبر بالنسبة لنا شهر عادي كبقية الشهور ولكنه يعتبر شهر مميز بالنسبة للطفل بندر عسيري فقد كان أكتوبر موعدا لبدء حياته وزيارته الأولى للدنيا، وفي هذا الشهر كذلك من العام 2016م كانت انطلاقة بندر نحو الأمل فقد بدأ بأولى خطواته بعد خمسة أعوام منذ ولادته استطاع حينها التحرر نوعاً ما من الإعاقة ليخطو بضع خطوات، واستمر بندر مع العلاج المكثف وخاصة حينما بزغ نور الأمل واستجابته للعلاج، لنكون على موعد جديد من هذا الشهر المميز أكتوبر من عام 2017م ولكن هذه المرة تختلف عما مضى نعم أنها الحقيقة التي أسعدت الجميع ورسمت السعادة على محيي والدي بندر حيث كانت الانطلاقة الحقيقية لبندر الذي استطاع حينها أن يعود لممارسة حياته كأيّ طفل والمشي واللعب مع أصحابه بشكل طبيعي
حادث مروري يعيق (إيلاف)
في يوم قَدَرٍ محتوم تعرضت ” إيلاف ” وعائلتها لحادث مروري عندما كان عمرها عامين فقط وربما أقل ، كان هذا الحادث نقطة تحول في حياتها، حيث فقد الطفلة والدتها وأثنين من إخوتها، ولم يتبق لتلك الطفلة سوى أنفاسها العَطِرَة ونبضات قلبها الصغير التي توحي بأنها لازالت على قيد الحياة، بعد ذلك تم نقل إيلاف إلى أقرب مستشفى وعمل العديد من الفحوصات الطبية ، واتضح أنها تعرضت لإصابات شديدة في الدماغ تضررت على آثرها قدراتها الإدراكية و قدرتها على المشي والحركة فأصبحت لا تستطيع المشي إلا بمساعدة المشاية الطبية وبشكل مترنح وغير متزن كما أصيبت بفقدان التحكم في عضلات اللسان الذي أثر بشكل كبير على النطق، وظلت على هذا الحال أربع سنوات عاشت خلالها ما بين الإعاقة والحرمان، ولكن الله كان رحيماً بها إذ منحها أباً قد لا يشبهه الكثير في صبره وتحمله لتلك المسؤولية التي أُلقيت على عاتقه فكان أباً وأماً وأخاً، فقرر أبو إيلاف أن يبحث في كل مكان ليعيد لابنته الوحيدة قوتها التي قُتلت وابتسامتها التي فُقِدت، ليصل به المطاف إلى مركز جمعية الأطفال المعوقين بعسير، وتلتحق إيلاف بأقرانها الأطفال المعوقين في منتصف العام 2015م وقد بلغت من العمر ستة أعوام، لتنطلق رحلة البحث عن الأمل والغد الجميل، من هنا كانت انطلاقة إيلاف الحقيقية وبداية الرحلة العلاجية التي استمرت قرابة عام ونصف قضتها ما بين عيادة النطق والتخاطب وعيادتي العلاج الوظيفي والطبيعي، حتى رأت بوادر النور الذي بدأ يسطع في حياة إيلاف، حيث أصبحت قادرة على الكلام بشكل أفضل بكثير مما كانت عليه ليس ذلك فحسب وإنما استطاعت كذلك أن تعتمد على نفسها في التحكم بوظائف الجسم سواء في الأكل أو الشرب أو حتى قضاء حاجتها، بالإضافة إلى قدرتها على أن تخطوا بضع خطوات دون أن تنتظر أحداً أو تطلب منه المساعدة، فها هي ابنتنا الصغيرة بفضل الله تتخطى كل العقبات وتسابق الزمن لتعود كما كانت وتحقق حلم والدها الصبور
(أبرار) من فقدان التوازن الى الثبات
تقدمت “أبرار ” لمركز الجمعية بعسير في منتصف العام 2017ميلادي وهي تعاني من شلل دماغي (ترنحي) مما سبب لها فقدان في توازن مما أثر على نمط المشي الذي لا يكاد يستمر لأكثر من بضع ثواني، كما أنها كانت تواجه صعوبة بالغة في الجلوس، ظلت تلك المصاعب والمعوقات مصاحبة لطفلتنا البريئة لمدة عام ونصف فقط منذ التحاقها بالجمعية، حيث وبفضل الله وعنايته ثم بفضل الرعاية الطبية المميزة التي تلقتها بمركز الجمعية بعسير تمكنت أبرار وقبل نهاية العام المنصرم 2018م من أن تشق طريقها نحو الاستقلالية بذاتها، و استطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة أن تخطو و تلعب وتجلس بشكل ثابت وباستقلالية تامة دون طلب العون من أحد.
(ريناد) تتخطى كل الصعوبات
” ريناد ” قصة نجاح أخرى فقد التحقت بمركز الجمعية بعسير في بداية العام 2016م وذلك بسبب اصابتها بشلل دماغي (مزدوج)، رافقها منذ الولادة مما جعلها تعاني من شد في عضلات الجزء السفلي من الجسم، كانت حالت ” ريناد ” صاحبة التسعة أعوام صعبةً للغاية ولكن الأمل بالله دائماً موجود وذلك ما دفع الفريق الطبي بالجمعية الى استقبال حالتها ووضع برنامج علاجي مكثف والذي رأى أن تجري ريناد عملية جراحية (تطويل الاوتار) كمرحلة أخيرة من العلاج، ورغم تلك الصعوبة الا أنها استطاعت بعد عامين فقط من العلاج والجلسات المستمرة أن تتخطى الكثير من الصعوبات في نهاية العام 2017م حيث كانت على موعد مع الانطلاقة وتتخلى عن رفيقتها (المشاية الطبية) وتعتمد على قدراتها وتخطو خطوات نحو مستقبل مشرق بإذن الله.
(طلال) من اليأس إلى الأمل
تعرض ” طلال ” لدى ولادته لنقص اكسجين حاد مما أدى إلى إصابته بشلل دماغي (نصفي) أفقده القدرة على المشي بل وحتى الحبو ، وعند بلوغه سن الثالثة ، كانا والديه بانتظاره ليتعلم المشي ويخطو خطوات ويتنقل بينهما ، ولكن قدر الله حال دون ذلك، ، ولم يدعوا ابنهم الصغير عاجزاً أمامهم فبحثوا كثيراً عمن يساعد ابنهم على تخطي كل ذلك، وبعد بحث طويل استقر الحال بطلال في مركز الجمعية بعسير ، ليبدأ رحلته العلاجية مطلع العام 2016م خضع خلالها إلى العديد من جلسات العلاج الطبيعي و الوظيفي وعلاج النطق وعلل الكلام، استمر على ذلك الحال لمدة تتجاوز العامين، بعد ذلك قرر الفريق الطبي حاجة طلال إلى تدخل جراحي لتطويل أوتار العضلات، وبعد نجاح العملية عاد ليستكمل العلاج بالمركز ، وبعد كل ذلك وحين وصوله الى سن الخامسة عادت الابتسامة إلى محيا والديّ طلال وتحول اليأس إلى أمل حينما شاهدوا طلال يمشي ويتنقل بينهم دون مساعدة ويمارس حياته الطبيعية.