قام محافظ الهيئة العامة للأوقاف الأستاذ عماد بن صالح الخراشي بزيارة لعدد من المشاريع والمبادرات التي تبنتها الهيئة ورعتها بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي تهدف إلى خدمة ضيوف الرحمن القادمين لأداء الحج والعمرة وفق شروط الواقفين.
حيث قام الخراشي بزيارة لحلقات القرآن الكريم في المسجد الحرام، والتي تعمل على تصحيح التلاوات ومنح الإجازات للحفاظ المتقنين، بالاستعانة بمجموعة من القراء المميزين الذين يقومون بالتدريس في هذه الحلقات، كما جرى زيارة نماذج للحلقات الخاصة بالصم والذين خصصت لهم حلقات خاصة يقوم بالتعليم فيها مجموعة من المعلمين المتخصصين بلغة الإشارة.
الجدير بالذكر أن مشروع حلقات تحفيظ القرآن هو أحد المشاريع التي رعتها الهيئة وتعمل بالتنسيق مع الرئاسة على تطويرها وزيادة المنتفعين منها.
كما استمع محافظ الهيئة إلى شرح مفصل عن مشاريع وخطط كليات ومعاهد الحرمين الشريفين، والتي تضم أكثر من 5 الآف طالب وطالبة وتعنى بتعليم العلوم الشرعية وفق منهجٍ وسطي مؤصل، حيث يمكن للمستفيدين الالتحاق بها والاستفادة من مناهجها منذ المرحلة المتوسطة وحتى الجامعية، وقد تبنت الهيئة تقديم المكافآت لمنسوبيها من الدارسين والدارسات والمعلمين والمعلمات وتأمين الكتب الدراسية والمستلزمات المكتبية لهم، بالإضافة إلى تزويد خريجي الكليات والمعاهد بمنح دراسية للدراسات العليا في مجال العلوم الشرعية.
بعد ذلك اطلع محافظ الهيئة على برنامج إرشاد السائلين في الحرم المكي، والذي يهدف إلى توعية الحجاج والمعتمرين بأحكام الحج والعمرة والزيارة، حيث تبين الإحصائيات استفادة أكثر من 82 ألف زائر فضلاً عن استقبال أكثر من 100 ألف مكالمة واردة عن طريق الهاتف المجاني، ويعمل المشروع على مدار الساعة ويتم استخدام التقنية الحديثة في إرشاد السائلين بأكثر من 30 لغة.
كما اطلع الخراشي على أعمال المتطوعين الذين يعملون في مشروع الإرشاد المكاني، حيث يقومون بإرشاد الحجاج والمعتمرين إلى مواقع الخدمات المقدمة في الحرم المكي، ويبلغ عددهم أكثر من 1000 متطوع يقدمون أكثر من 600 ألف ساعة تطوعية في هذا الشهر الكريم.
كما شملت الزيارة مكتبة الحرم المكي والتي تحتوي على أكثر من 200ألف عنوان، وتتسع لأكثر من 500 زائر في الساعة، ويستفيد منها طلاب العلم القادمين من شتى بقاع العالم، حيث ستعمل الهيئة مع الرئاسة على دعم وتطوير مكتبات الحرمين الشريفين وتزويدها بالإصدارات الحديثة النوعيًة، والعمل على تطوير البنية التقنية فيها للوصول إلى أفضل الممارسات في هذا المجال.
وفي ختام الجولة، صرح محافظ الهيئة العامة للأوقاف الأستاذ عماد بن صالح الخراشي بأن ما شاهده من خدمات ومبادرات أمر يدعو إلى الفخر، شاكراً المولى جل جلاله أن منّ على المملكة حكومة وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين وزائريهما، مؤكدا على أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للعناية بخدمة ضيوف الرحمن تجعلنا نسخّر الأوقاف كأحد القطاعات المساهمة في دعم وتمويل هذه المبادرات المتنوعة وفي مختلف المجالات، وذلك للعمل مع الجهات ذات العلاقة ومع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين لتطوير الخدمات وتحسين تجربة الحاج والمعتمر والقاصد لبيت الله الحرام.
مشيراً إلى أن توقيع الهيئة العامة للأوقاف والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على اتفاقية الشراكة الرامية لخدمات ضيوف الرحمن سوف تنعكس آثارها على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الهادفة لزيادة أعداد زوار بيت الله الحرام إلى 30مليون معتمر، كما أنها ستعزز من مكانة المملكة في نفوس المسلمين، وستسعى لتحقيق الريادة العالمية في مستوى الخدمات النوعية لقاصدي الحرمين الشريفين بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين وولي عهده الأمين.
الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للأوقاف وقعت مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مذكرة تفاهم تهدف إلى التكامل والتنسيق بين الطرفين في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن، ويأتي الدعم لمشاريع ومبادرات الرئاسة بمبلغ 200 مليون ريال كمرحلة أولى في تعزيز الشراكة بين الجهتين لتطوير منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، يأتي على رأسها دعم الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة من أجل تسهيل أدائهم لشعائر الحج والعمرة، كما سيتم العمل على تأهيل العاملين، وتطوير منظومة العمل التطوعي، ودعم التحول التقني لشؤون الحرمين من أجل رفع جودة العمل المقدم، إضافةً إلى عدد من المبادرات التي ستعود بالنفع على زوار الحرمين الشريفين.