عندما يصبح للتميز عنوان، وللإبداع انفراد، و للأخلاق سُمو ورقي، نجد من فتيات الباحة امل سعيد الغامدي، لديها طموح يفوق الحدود، من بين قريناتها تسعى للتميز دوماً، نراها تتولى مهمات لم يسبقها أحد إليها، اسمٌ لمع في سماء المنطقة، نجدها اول من تقلد منصب نائبة رئيس مجلس شباب الباحة سابقاً، ناشطة لحقوق ذوي الإعاقة، كرست نفسها للدفاع عن حقوقهم، فأصبحت: عضو المجلس الاستشاري لذوي الإعاقة بالمنطقة، وقائدة فريق بسمتهم أمل التطوعي المهتم بذوي الإعاقة، اعلامية متميزة، كاتبة و محررة اخبار بمجلة الباحة، صدر لها مع مجموعة كاتبات كتاب *كيف أحيا حياةً تشبهني*، عضو قرية زايد التراثية، اول مشرفة بالمنطقة لحملة رمضان أمان. عضوة في جمعيات عديدة بالمنطقة وغيرها، أطلقن عليها صديقاتها ( من تعمل بصمت).
“الرأي” أجرت معها الحوار التالي للكشف عن هذا التميز.. وما سر الوصول للهدف.
ـــ كيف كانت بدايتك مع الصحافة؟
افتخر أني قبل سنوات كنت الإعلامية الوحيدة في المنطقة التي تكتب وتحرر ولم اتوقف الى اليوم ولله الحمد، كان هناك أسماء أخرى ولكن للأسف انقطعت واختفت مع الأيام، اما أنا فاستمريت بدون انقطاع، أعترف أن الطريق لم يكن سهل أبداً، كنتُ أخاف أن أكتب خبر ويتم رفضه وعدم قبوله، جربت مرةً تلو الأخرى حتى أثبت نفسي بجدارة. كانت بدايتي الأولى بكتابة مقال وتم نشره وفرحتُ كثيراً، بعد ذلك استمريت بكتابة المواضيع وارسالها لإيميلات الصحف، حتى استقبلتني (صحيفة زهران سابقا) وكانت للأمانة داعمة لي في نشر جميع مواضيعي، حتى اصبحت مديرة صفحة ” سيدة الباحة” التي كانت تهتم بنشر أخبار سيدات المنطقة، بعدها تنقلت في عِدة صحف حتى أصبحت مديرة منطقة الباحة والطائف في صحيفة المواطن سابقاً، كانت تجربة جميلة استمريت فيها لِعدة أشهر اكتسبت خلالها خبرة ومعرفة، كما تم اختياري سابقاً من قِبل إمارة المنطقة ضمن أعضاء اللجنة الإعلامية لمهرجان الجنادرية، وكذلك كنت من ضمن اللجان الإعلامية في عِدة مناسبات تابعة لإدارة تعليم منطقة الباحة.
ـــ ما الذي يشدك في المجال الإعلامي؟
أُحب كتابة المقالات واختار المواضيع التي تلفت انتباهي، فليس كل شيء يشدني أو أكتب فيه، وقد استمر لِعدة أسابيع حتى أُظهر المقال بالشكل الذي أريده ويعجبني، وقد لا أكتب شيء البته. فأنا اختارها بعناية تامة حتى أشعر بالسعادة وأنا أقرأها.
ـــ في إعادة تشكيل المجلس من قِبل سمو الأمير حسام وموافقته على إدراج العنصر النسائي، كنتِ أول من يترأس مسمى نائبة مجلس الشباب، ماذا يعني لك ذلك، وما دور المرأة في تواجدها في المجلس؟
افتخر كوني أول شخصية نسائية في المنطقة تم ترشيحها لهذا المسمى ولله الحمد، بعدها قمت بترشيح عدد من الأسماء النسائية الجديرة بالتواجد معنا. أحدثنا نقلة نوعية مع شباب المنطقة عملنا سوياً واستحدثنا الكثير من الفعاليات والبرامج النوعية والمتنوعة التي كان لها صدى رائع وجميل في منطقة الباحة ولله الحمد، اراها جهود مجتمعة و شاملة وبيد واحدة.
ــ بالنسبة للتطوع، ما الذي دعاك إلى تأسيس فريق تطوعي يهتم بذوي الإعاقة؟
قبل حوالي 3 سنوات كنت مُنظمة لفعالية اقيمت في الباحة لأطفال التوحد، ويجب توفير فريق ترفيهي يقوم بالعمل من أجل الأطفال ويستطيع التعامل معهم، من حينها رتبت لتأسيس فريق تطوعي نسائي يُعتبر الأول في المنطقة المهتم بذوي الإعاقة.
ــ حدثينا عن الفريق ونشاطاته؟
الفريق ولله الحمد له سنة و١٠ اشهر، خلال هذه الفترة عملنا الكثير من الفعاليات، وكنا شركاء نجاح في أغلب فعاليات المنطقة، نشاطاتنا لا أستطيع حصرها جميعها، ولكن أعتبر أهم ٣ فعاليات هي من رتبنا لها ونحن من جهزها وأعدها كفريق، وكانت موجهة لذوي الإعاقة هي ( عالم البهجة، وسعادة، و ابدع بموهبتك ) كما حرصت أن يتم عرضها في فصل الصيف، لأن الفعاليات التي كانت لهم خلال إجازات الصيف شبه معدومة، وقد تكون أفكارنا نسبية ولكن كعمل فريق تعتبر لنا عمل كبير جداً لأنه نحن من ينسق ويعمل ويمول العمل.. وافتخر كوني انا وفريقي اول من اظهر مواهب ذوي الإعاقة في المنطقة على المسرح، ونحن سعيدين بذلك، لأن سعادتهم وفتح المجال لهم للإبداع هي من اهدافنا.
ــ اسم الفريق (بسمتهم أمل) هل هو نسبة لاسمك أمل؟
لا أبداً.. من ضمن سياستي في الفريق ومن بدايته حرصت أن أختار مجموعة كاملة متكاملة من المتطوعات يجمعن ما بين العلم والعمل وشغف التطوع، ومن أول اجتماع طرحنا عدة أسماء بحيث يكون الاسم معبر لحالتهم ومستقبلهم الواعد، وتم الاتفاق على اختيار بسمتهم أمل، أي أن ابتسامتهم هي الأمل لهم والأمل لنا معهم، وكذلك لا أنسى أن شعار الفريق وألوانه تمت بالاتفاق بيننا جميعاً.
ــ ما جديدك الحصري للفريق؟
لديً الكثير والكثير ولكن ينقصنا الدعم المادي، اضافة لتسهيلات كثيرة اتمنى أن أجدها من الدوائر الحكومية والجمعيات وغيرها.
ــ قرأنا لكِ عدة مواضيع تتعلق بالعنصر النسائي في مجلة الباحة ما سر وجودك الدائم بها؟
ولله الحمد عند نزول كل عدد يتم التواصل معي للقيام بإعداد وتحرير نوع معين من المواضيع، فأقوم بتجهيزها وتحريرها، كذلك أنا حريصة جداً عند نزول أي عدد أن أبرز العنصر النسائي في المنطقة بشتى المجالات الفنية والعلمية والاجتماعية وغيرها.
ــ هل نطلق عليك أمل الإعلامية أم المتطوعة أم الكاتبة؟
كلها قريبة لقلبي وأحبها كثيراً، ولكل واحدة منها ميزة رفعتني للأعلى وقدمتني خطوة للأمام، ولكن الكاتبة هي من فتحت بها المجال لنفسي ومن خلالها وصلت وتفوقت، وأنا شديدة الحرص أن يبرز اسمي في عالم الكتابة سواءً من خلال المقالات بحيث يكون لإسمي زاوية خاصة أكتب فيها ما أشاء، وكذلك من خلال إصدار كتب تحمل اسمي.
ــ سمعنا عن صدور كتاب لمجموعة كاتبات يحمل اسم (كيف أحيا حياة تشبهني) واحتوى على نص خاص بإسمك حدثينا عن تجربتك؟
هو كتاب يشمل على نصوص من عِدة كاتبات، كل كاتبة عبرت فيه عن احساسها الخاص، اتفقنا على الاسم وعلى ماذا سيحتوي الكتاب. أما عن كتابتي فيه تُعتبر تجربة جديدة وأراها ناجحة كونها بداية أولى.
ــ ماذا تتمني لذوي الإعاقة كونك تحملين هم المدافعة عنهم ولكِ الكثير من التغريدات والمواضيع؟
أتمنى من كل قلبي أن يتسهل لهم كل شيء، في جميع أمور حياتهم من تعليم وصحة وترفيه وحياة جميلة، فهم فلذات أكبادنا، والدولة حفظها الله لم تقصر أبداً قامت بحفظ حقوقهم في شتى المجالات، ولكن أود من مسؤولي الوزارات، أن يتم وضع دراسات وافية مستوفية لجميع الإعاقات، وبناءً عليها ندرس الحالات في جميع المناطق، بحيث يتم تقديم المتطلبات لهم في كل مكان وفقاً لهذه الدراسة.
_ ماهو دورك في حملة رمضان أمان في منطقة الباحة، وما الهدف من الحملة؟
في شهر رمضان الفائت تم اختياري كأول مشرفة في المنطقة، دوري كان إشرافي وهذا الإختيار اعتبره فخر لي وانجاز في مجال التطوع، حيث كنا نقوم كمتطوعات بتعبئة وتجهيز الوجبات طوال ١٨ يوم، حيث جهزنا أكثر من ٨ آلاف وجبة إفطار للصائمين، بعدها يقوم الشباب بحمل الوجبات وتوزيعها في الشوارع والتقاطعات المرورية على قائدي المركبات، (الهدف من الحملة توعية السائقين للإلتزام بقواعد المرور والحفاظ على ارواح الصائمين عند القيادة قبل موعد الإفطار).
كل الشكر لمتطوعات الباحة ومتطوعيها، لأنهم لم يقصروا وعملوا بكل جهد وتعب.
_ كلمة للوطن؟
وطني يستحق مجلدات للحديث عنه ولا يكفي، كل الحب لوطني الغالي، ولمليكي و ولي عهده، وطن العز والفخر والرفعة، وكل عام و وطني في المقدمة وبأعلى المستويات، و يسابق الأمم في شتى المجالات.
و اهمس في أذن كل شباب وشابات الوطن، همتنا كهمة طويق بكل عزيمة وبلا توقف.
ــ كلمة أخيرة لكل فتاة؟
كل فتاة عليها أن تميز نفسها فلا تقلد أحد، ولا تكون تابعة لأحد، بل تجعل لها خط خاص يميزها عن الأُخريات، وأن تكون واثقة من عملها وجهدها وتعبها، لا تقلل من قدرها أو أي عمل قامت به، فمهما رأوه الآخرين أنه لا يستحق أو ليس مهم، لا تضع ذلك في محيط تفكيرها فهي التي ثابرت وواصلت وسهرت حتى وصلت، ولكل وصول ومجد تضحيات قامت بها، ولكن في النهاية نجحت.