لن أبدأ بهم لأنهم أساؤوا لبلدنا ومجتمعنا، وسيكونون في آخر أوراقي وعلى هامش كتاباتي.
وحديثي يبدأ بمن يستحق التقدير؛ في مبادرة انطلقت بمباركة ومتابعة دقيقة من سمو أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وتم تشكيل لجان عاملة على مستوى المحافظات والمراكز والقرى والهجر، عمل في هذه اللجان مختلف الأعمار من الجنسين، لا سيما الاجتماعات الدورية، والتخطيط، والدراسات، التي سبقتها لتنفيذ "مبادرة عسير كذا أجمل" على الوجه المطلوب.
أشرف سموه شخصيا وفريق عمله على متابعة أعمال المبادرة من غرفة العمليات، وبث مباشر ومداخلات تحفيزية، وشكر سموه كل القائمين على هذه المبادرة، وقال "أهالي عسير فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم، وفي مبادرة عسير كذا أجمل التي جاءت وغيرها تجسيدا للعمل الجماعي المحقق لأي إنجاز منشود".
المبادرة كانت تهدف إلى علاج مشكلة الكتابة على الجدران، والأماكن العامة، والميادين، وإزالة مظاهر التشوه البصري، والتي انطلقت في تمام الساعة ٧ صباحا من يوم الأحد الموافق ٢٥ من شهر ذي القعدة لعام ١٤٤٠ للهجرة، وحملت المبادرة شعار ٣٦، شارك فيها ٣٦ بلدية، في ٣٦ مدينة، وتعاون ٣٦ جهة، بواقع ٣٦ ساعة، لتحقيق ٣٦ هدف، وبأيدي ٥٧٠٠ طالب وطالبة، لأكثر من ٧ إدارات للتعليم.
أخذت المبادرة مرجعها من لائحة نظام الذّوق العام، الذي كان من ضمنه "لا يجوز الكتابة أو الرسم أو ما في حكمهما على الجدران أو مكان عام ما لم يكن مرخّصاً من الجهة المعنية".
تفاعل خطباء الجوامع والدعاة من على المنابر مع المبادرة، ليؤكدون أن احترام الذوق العام مما دعا إليه الإسلام، ورغّب فيه، ورتّب عليه الأجور العظيمة.
تفاعل المجتمع بكافة شرائحه لتجديد ملامح عسير والقضاء على مظاهر التشوه البصري، كتنفيذ عملي لما ورد بلائحة الذوق العام في مادته الخامسة التي صدرت بأمر ملكي كريم.
من السهل أن نكلف الأمانة والبلديات بطمس مظاهر التشوه الكتابي بعقود صغيرة مع مقاول محلي بكل مدينة، ولكن عسير تأبى هذه السطحية في مبادراتها، وقد آمن كل شيء فيها بأنه على قدر (عهد الحزم) تأتي العزائمُ، هكذا قال قائد وأمير عسير.
قامت اللجنة التنفيذية برعاية سمو أمير منطقة عسير وبرئاسة الدكتور سعد الجوني مدير عام التعليم بعسير، بدعوة المشاركين للاحتفال بهذا الإنجاز بقرية المفتاحة.
في ختام المشوار وبالتحديد في " يوم التقدير"، كان موعد تكريم الجهود في المبادرة كواحدة من مبادرات عسير، وذكر سمو أمير منطقة عسير " أن تكريم وتقدير جهود العاملين المميزين في أي مجال بشكل يليق بهم أمر واجب على الجميع، وأن كلمة شكراً ليست فقط جزء من الأخلاق بل هي جزء من السعودية الجديدة التي يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين".
بعد كل الجهود العظيمة، ليس ممتعاً أن لا يأتي التقدير والاحترام لمن عملوا، وتعود ممارسة هذه العادة من البعض في أقل من ٣ أشهر، مرة أخرى على الجدران وبالأماكن العامة، دليلاً على عدم استشعار المسؤولية، ودون مبالاة لنتائج أفعالهم، بنواتج سيئة منها تأخير لعجلة التنمية، وعوائق كبيرة للاقتصاد، ومخالفة الشرع والقانون، والعبث في الممتلكات، وعكس ثقافة مشوهة للزوار.
أقول لكم لن تُضعفوا من عزيمة الشباب، الذين تطوعوا لها وسيستمرون كذلك لغيرها، وسنحارب فسادكم وإساءتكم ، وستبقى " عسير كذا أجمل".