عصفت بالمنطقة والعالم حروب ومحن، وكانت المملكة ولا تزال في عمق جميع تلك الأحداث، منذ قيامها كدولة وحتى الكارثة العالمية القائمة “كوفيد19”.
وليس مهماً أن يأتي الجواب على العنوان من السعودية، وليس جديداً ما تقوله قيادة المملكة عن شعبها، فشهادتها مجروحة، لكونها جزء منصهر في عمق كل عائلة سعودية، ولأن المواطن وعائلته في عيون وقلب الملك وولي العهد. والأفعال والتاريخ هي التي تؤكد ذلك وليست الشعارات والتصريحات.
إن جوهر علاقة الملك عبد العزيز وأبناءه وأحفاده وعائلته آل سعود بشعبهم، يصعب على الغرب وكثير من العرب فهمها كعلاقة تأتي ضمن عقيدة ووطنية وتاريخ ومصير، وربما أنهم لا يريدون معرفتها. ولذلك يقع كل هؤلاء أحياناً في الفخ حينما يهاجمون القيادة السعودية محاولين فصلها عن شعبها، فيتصدى لهم المواطن العادي البسيط ابن القرية النائية الذي لم يقابل طيلة حياته ملك أو أمير، ومع ذلك يستميت دفاعاً عنهم لأنه يدافع عن وجوده كفرد، وعن كيان دولته، وعن حياة أسرته وأمنه ووحدة وطنه.
والسعودية منذ قيامها وهي في صراع مختلف مع أعداء وحدتها المعروفين، والمنافقين المتسترين!. ويبقى السؤال هل هذا الشعب وقيادته أقوياء ومتماسكين ومتوحدين في كل الظروف وخاصة الأزمات؟
والجواب، سلوا الأعداء، فقد حاولوا إحباط مشروع الملك عبدالعزيز خلال جهاده لتوحيد شتات الجزيرة وصولاً لإنجاز بناء الدولة، المملكة العربية السعودية، حينها وقفت معه القبائل والعوائل، بإيمانهم وبسيوفهم وعزائمهم، مع أنهم كانوا تحت مستوى خط الفقر.
سلوا الثوريين وثوراتهم، كيف وجدوا الشعب السعودي صامداً خلف ملوكه وأمراءه عندما أراد الطغاة هدم المملكة وملكيتها.
سلوا الأعداء كيف تحطمت آمالهم بفعل يقظة المواطن السعودي ووعيه العميق عندما تصدى لدسائسهم ومخططاتهم التحريضية المغلَّفة بالدين والحقوق والحريات.
سلوا قلة مهزوزة جامحة، باعت وطنيتها ومجتمعها لتعيش ذليلة مُحتقرة في شُقق أوروبا وأمريكا وكندا تحت توجيه المخابرات ورعاية منظمات حقوق الإنسان هناك.
سلوا هؤلاء عن ضياعهم وعن أوضاعهم المُهينة، وكيف لفظتهم عوائلهم ومواطنيهم بالمملكة.
سلوا تيارات الفشل المتخلفة، المتلونة، والمائعة، الذين تجاهلهم الشعب السعودي ووقف مع مؤسساته الوطنية ودستور المملكة العربية السعودية.
سلوا تنظيم الإخوان الغادر الذي أنقذت السعودية رقاب كثير من أتباعه من مشانق الإعدام في بلدانهم.
سلوهم كيف استضافهم الشعب السعودي وأكرمهم لعقود من الزمن، ثم تبرأ منهم، ومن منهجهم السري، بعدما كُشِفت مواقفهم المخزية خلال حرب الخليج الأولى ومن غزو الكويت، ومن مواجهة المملكة للثورة الخمينية الإيرانية ومنظماتها الإرهابية، وحين خانوا المملكة وهي تحارب إرهاب القاعدة وداعش والحوثي.
هل الشعب السعودي قوي ومتماسك؟!؛
سلوا الأعداء والأصدقاء عن الوطن السعودي بإنسانه وصحاريه وحواضره وبواديه، كيف كانت مواقفهم إبّان التحولات التدميرية وثوراتها التخريبية بالوطن العربي بداية من عام 2011م. حينها إلتف هذا الشعب بأكمله حول قيادته وبلاده وتجاهل دعوات الناعقين للتظاهرات والتخريب.
سلوا الحاقدين والمعتدين والأعداء، عن شعب قوي بطل، ثبت وجاهد خلف قادته منذ الإمام محمد بن سعود بن مقرن سنة 1744م، ليبني بقيادة الأئمة والأمراء “آل سعود”، ثلاث دول، يعرفها الفرس والترك والعرب، ويعرفها الشرق والغرب، سلوهم عن كل ذلك، فصمتهم جواب كافٍ.
ثم سلوهم عن قوة وثبات هذا الشعب السعودي مع الملك سلمان قائد مشروع النهضة السعودية الحديثة وباني التحالفات، العربية والإسلامية، والعربية الإفريقية لمحاربة الإرهاب والتخلف.
وسلوهم عن عزم وإرادة وصدق هذا الشعب الذي استجاب سريعاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مرحلة خطيرة ودقيقة وحاسمة، مصطفاً خلف أميره، مدافعاً عن وجوده وبناء مستقبل أجياله، ومواجهة أعداءه، وتحطيم الإرهاب والفساد.
هذا الشعب المؤمن القوي بالله، متوحداً مع قيادته، شعب ناهض، ويزداد قوة ورسوخاً وإيماناً بعقيدته ووطنه وقيادته، شعب صبور منذ خُلق، وعنيد في وجه الطامعين والمخربين والمتلونين والمنافقين، ولا عجب، فمن لا يمتلك ولاء قوياً لأرضه ولا ينتمتي لقيادته العادلة ولا يؤمن بوحدة بلاده، فسيكون مصيره كغيره من الذين إنهارت أوطانهم وضاعت حريتهم، ولم تنقذهم شعارات الديموقراطية المزيفة، ولم تحميهم أحزاب السرقات والإنقلابات والميليشيات، ولم تنفعهم حريات الفجور ووعود الغزاة والمحتلين.
وسلوا عن كل ذلك بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء منذ مجيء ثورة الخميني عام 1979م وحتى اللحظة، ولله في خلقه شؤون.
وإن طالت فستنجلي برحمة الله كارثة “كوفيد19” العالمية وستخرج السعودية من تبعات ذلك قوية بعونه تعالى، منطلقة نحو آفاق أخرى من النمو والتطور والقوة الشاملة.
التعليقات 3
3 pings
محمد الجـــــــابري
25/03/2020 في 11:52 م[3] رابط التعليق
صحيح ماورد في المقال من سرد واثبات ورد لكل مابنيت عليه علاقة هذا الشعب العظيم مع قيادته منذ 300 عام ،ولا يزال على ذلك العهد والبيعة لاسرتنا الحاكمه ولله الحمد. ثم ان هذا الشعب الجبار تعرض لحروب وعوز وغنى واغراءات الا انه بقي على تماسكه وولائه لحاكميه طوعا ومحبة واخلاص فريد، وسيضل كذلك الى ماشاء الله . احتار اعداء الامه في شجاعة هذا الشعب ووفائه لقيادته ولم يستطيع اي عدو ان ينفذ من خلال بعض مارقيه وهم افراد حاصلين على الجنسية السعودية وهم اساسا من دول عربية معروفة ،امثال المعتوه سعد السفيه الزبيري عراقي الاصل وغيره ،منذ30 عاما والاعداء يستخدموه للنباح على المملكة لكن بلا جدوى ولم يستطيع التأثير على فرد واحد من المواطنين ،بل زادهم نباحه الحرص على بلدهم اكثر واكثر .تحيااتي ابا منصور
(0)
(1)
سعد النمري
26/03/2020 في 3:02 م[3] رابط التعليق
الله يديم الامن علينا ويحفظ قادتنا ويعز السعودية بالإسلام ويعز الإسلام بالسعودية وأهلها ♥️♥️🇸🇦🇸🇦♥️♥️
(0)
(0)
صفوت عبيد
26/03/2020 في 4:59 م[3] رابط التعليق
بصرف النظر عن عواطفنا المائلة لبلاد الحرميين نحن نقيم الاداء ونؤرخ بالاحداث والمواقف ونؤكد على ماجاء فى المقال من تسليل منطقى لمسيرة السعوديين والتفافهم حول قيادتهم من تاريخ تحرير ولم شمل المملكة .. تحياتى
(0)
(0)