في المنطقة العربية والإسلامية وكثير من دول العالم، يقترن منع التجول بحدوث الإنقلابات وبإعلان حالات الطوارئ والأحكام العرفية وما يرافقها من القتل ونصب المشانق في السجون وتجهيز أماكن أخرى خارجها لتصفية الحسابات بإطلاق الرصاص على الأخصام في خنادق الموت التي حفرت سريعاً.
أرجوك سيدي المواطن السعودي الوفي، وأنت الآن في منزلك مع عائلتك، حاول أن تستخدم أي محرك للبحث الإلكتروني، وسجل اسم أي دولة في الإقليم من حولنا وضمنها دولة قطر، ثم أتبعها بكلمة إنقلاب أو حظر تجوال.. وسترى مرارة الحياة وشقاء الشعوب، وتعسف القيادات وجبروتها ضد شعوبها..
إليك سيدي المواطن، ونحن ننعم بالراحة في بيوتنا، ممتثلين لأمرعاهلنا الكبير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، لدرأ خطر الوباء؛ مستكنين في بيوتنا آمنين فيها ومطمئنين ومحروسين، وغير جائعين، وإلينا تتدفق انهار من المياه المحلاة من البحر الأحمر والخليج ومن باطن الأرض، وننعم بالطاقة الكهربائية اللامحدودة وبلا توقف، بأمر الملك في بيوتنا ماكثين، ومخازن الغذاء في كل مدينة وقرية مملوءة بالأغذية والأدوية والكساء، فلله الحمد والثناء.
علينا سيدتي المواطنة أن نتساءل هذه الأيام، هل تم تقييد حركتنا كمواطنين ومقيمين لأي سبب آخر غير حمايتنا من خطر الفيروس القاتل “كرونا”؟. أليست هذه الأوامر وهذه الإحتياطات الطارئة جاءت لأجل صحتنا وسلامة حياتنا، ولا شيء آخر غير ذلك.
هل حدث يوماً أخي المواطن أن استخدمت حكومتنا السعودية مصطلح “حظر التجوال” حتى ونحن الآن في ظل هذه الظروف العالمية؟. أبداً.. لم يحدث ذلك قط، لكنني تذكرت مشهد تمثيلي كتبه معلم من الشام بمدرسة حنين الإبتدائية بطريب، وكنت أقول؛ بدأ حظر التجول.. ممنوع الخروج!.
أخيراً، ألا نبعث من أعماق بيوتنا الآمنة، بتحايانا ودعاءنا ومودتنا إلى قيادتنا، وإلى حوالي مليوني حارس ومقاتل ومستخبر وباحث، يسهرون ويجاهدون على الأرض والحدود وعلى سطوح البحار وفي الجو، وفي كل شارع وناحية ومدينة، وبجوار كل منشأة ومصنع ومستودع، وعلى طرق تمتد لآلاف الكيلومترات، لأجل أمننا وراحتنا ولحفظ اعراضنا وأنفسنا وممتلكاتنا.. اللهم سددهم ومكنهم وقوي سواعدهم وعزائمهم.