من رحم هذا الهلع العالمي جراء متابعة اخبار تفشي جائحة كورونا في جهات العالم الأربعة ولدت مرحلة زمنية مصيرية لا تخلو من دروس وعبر ، منذ خمسة سنوات وأنا أراقص المخاطر في اليمن اثناء التغطية الصحفية لحرب استعادت الشعب اليمني لدولته المنهوبة من قبل الأذرع الإيرانية بمباركة اممية مع الأسف ، تعلمت كثيرا من الشعب اليمني وكذلك من الحرب ، ومن اهم القواعد الأخلاقية التي تعلمتها في زمن الحرب ، ان النجاح كما السلم لا تستطيع تسلقه وأنت تضع يديك في جيبك ، كما ان النجاح الدائم خيال لا يجدر بالعاقل تصديقه والفشل الدائم اسطورة لا يجدر بالمؤمن تصديقها ، العمل والاجتهاد والإخلاص والنجاح كلها تأتي بعد توفيق العلي القدير ، لكن علينا أولا ان نتعلم كيف نتعامل مع الفشل والنجاح على انه قدر كتبه الله لنا لنختصر على أنفسنا المرور بشوارع الإحباط الخلفية ومناطق جلد الذات العبثية ، تعلمت من شعب اليمن ان نصف بريق الشجاعة يملكه أهل الكرم والنصف الآخر في حوزة أهل الإيثار فلا شجاعة بلا كرم وإيثار ، كما تعلمت ان الكثير من الناس بحاجة لتأهيل اخلاقي في زمن الحرب ، كنت أقابل الإساء بالصمت والتنهيد قائلا في نفسي لانك يا هذا لا تجيد قراءة الواقع ولا الرجال لذلك لم تستطيع فك رموز التنهيدة التي تمثل بحرا من الكلمات خرجت على شكل أنفاس هاربة لا تعرف الخداع ، وفي زمن الحرب عليك اتباع قاعدة اخلاقية مهمة انه لا اروع من انتصار جديد يقابله شتائم الحمقى وإشاعات المرجفين لذا كنت ارتفع بإنسانيتي وأخلاقي فوق شتائم الأعداء والهابط من القول الذي يطلقه بعض الأصدقاء ، انا انتمي للمترس الاول ، مشكلة خطيرة عندما يطالبك المحيطين بك بالاصطفاف الحزبي هنا أو هناك رغم انني احترف العيش بلا حزبية…
لا تضعف صديقي اليماني المستقل فنحن مع الجميع وللجميع نحن ، علمتني الحياة ان اشرح أفكاري بصوت منخفض لأن ﺍﻟﺼﻮت ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻳﺜﻴﺮ ﺷﮭية الاخرين للعناد ، هنا أعزف سمفونية احرف فاض بها القلب حد الاختناق ، احرف اعتقد ان تلاحمها مع الوقع يجعلها تمتلك صفة الابدية على الاقل في نفس من يؤمن بها ، ابدية في الذاكرة الجمعية الشعبية اليمنية ، علمتني الحياة ان الناس ثلاثة لا رابع لهم بإن هناك من يحتاجهم عقلك وهناك من يحتاجهم قلبك وهناك من تحتاجهم أنت لأنك ببساطة تصبح بدونهم بلا عنوان ، افهمني يا صديقي لا أجيد فنون التصنع لذا أظهر شخصيتي وحياتي على حقيقتها بلا رتوش فأذا لم أروق لك فعليك ان تعلم أنني لم أخلق لأرضيك ، علمتني الحياة والحرب بإن لا امنح المحيطين بي أكبر من احجامهم حتى لا أخسر الكثير من احترامي لنفسي عندما تتكشف نواياهم ، في الحياة هناك رجل بصيغة جبل ، وهناك رجل بصيغة مستنقع ، وهناك رجل لم يختبره الرجال ليتم تصنيفه ، كان جدي يقول الرجل يجب ان يقدم العفو على الانتقام وكان يردد تكمن روعة العفو وسماحته في قدرتك على هزيمة نزعة الانتقام في داخلك وكان يردد دوما ستتعلم بإن للوقاحة ألوان مختلفة وبعض الناس من شدة وقاحتهم يمثلون قوس قزح وهؤلاء يعانون شكلا متطورا من اشكال انفصام الشخصية فهم يقولون أشياء رائعة و يفعلون اشياء مروعة ولتعيش حياة أفضل عليك ان تحترف ترك العواصف المفتعلة تمر بسلام بمحاذاة صمتك المهيب ، ستحتاج احيانا لترجمان لتخبر من حولك ان ابتسامتك لا تعني دوما أننك بخير فبعضها يرتديها وجهك عنادا بالاعداء ، يا شعب اليمن العظيم المتفرد الفريد الاستثنائي سننتصر وارى النصر قريب قريب ويراه غيري بعيد ، فطوبا للواثقين في زمن الحرب و كورونا