شهد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ظهر الثلاثاء في مقر أمارة منطقة عسير مراسم توقيع عقود بدء الأعمال التنفيذية لمشروع تأهيل وتطوير البلدة التراثية برجال ألمع، التي تأتي ضمن مشاريع برنامج “ثمين ” الذي أطلقته الهيئة بالشراكة مع إمارات المناطق و جهات حكومية و أهلية و بالتضامن مع المجتمعات المحلية في مناطق المملكة بهدف تنمية وتأهيل مواقع التراث العمراني وتوظيفها اقتصاديا.
وتشتمل العقود على إنشاء فندق تراثي بتوظيف مجموعة من مباني القرية و فرشها و تزويدها بأرقى التجهيزات الفندقية، إضافة إلى تأهيل مجموعة قصور القرية بين شركة رجال التي أسسها الأهالي، وعقد تشغيل مشروع القرية بين شركة رجال والشركة الوطنية للسياحة، وعقد إدارة مشاريع، وتقديم خدمات استشارية وإشراف هندسي على مشروع مركز الزوار وإعادة تأهيل المباني والنزل التراثية بقرية رجال المع.
حيث وقع سعادة وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم بن سالم الحنيني العقد الإشرافي الأول مع المهندس صالح بن حسين قدح مدير دار صالح للإستشارات الهندسية، والعقد الثاني وقعه المهندس صالح قدح مع رئيس شركة رجال ألمع هادي شريم آل شريم لبناء الفندق وتأهيل القصور، والعقد الثالث وقعه مدير الشركة الوطنية للسياحة والتشغيل المهندس صالح قدح مع مدير شركة رجال هادي آل شريم لإدارة النزل الفندقية.
هذا وقد رحب أمير منطقة عسير بالأمير سلطان بن سلمان وقال سموه : أتمنى أن يرى هذا المشروع الفريد من نوعه والأول على مستوى المملكة النور وأن نراه واقع ملموساً على ارض الواقع.
فيما قدم شكره وتقدير للشركاء من جميع الدوائر الحكومية في منطقة عسير كما قدم شكره الخاص لأهالي رجال المع ومحافظ رجال المع على جهودهم المباركة في المحافظة على آثارهم متمنيا ان يحذوا حذوهم جميع مواطني منطقة عسير.
هذا وقد أعرب الأمير سلطان بن سلمان عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة عسير على ما وجده مشروع قرية رجال المع من دعم واهتمام من سموه ، كما قدر سموه مبادرة وجهود أهالي القرية وإسهامهم في تأسيس المشروع منذ الاجتماع الذي عقد في العام 1422هـ وحتى تأسيس شركة رجال وفي كل مراحل حماية وتطوير وتأهيل قرية رجال ألمع التراثية.
وأكد سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة على أن سمو أمير المنطقة يتابع دائماً تنفيذ المشاريع السياحية في المنطقة، ويشرف من خلال رئاسته لمجلس التنمية السياحية فيها على تنفيذ المشاريع و البرامج السياحية الكفيلة بتهيئة المنطقة لزوارها و ما يحمله ازدهار السياحة من نمو اقتصادي للمنطقة و توفير المزيد من فرص العمل لأبنائها، إلى جانب الفوائد الاجتماعية و الوطنية الناتجة جراء استمتاع المواطن في بلده، و قضاء أوقاته فيها، و هو ما يتطلب من الجميع العمل على تهيئة مناطق المملكة لاستقبال مواطنيها، مبيناً سموه أن أهمية هذه الاتفاقيات تتجلى في أنها بداية فعلية لتنفيذ مشروع تطوير قرية رجال ألمع الذي يأتي ضمن مبادرة ” ثمين” التي أعلنت عنها الهيئة مؤخراً.
وأشار الأمير سلطان إلى أن الهيئة سوف تبدأ العمل في تنفيذ مركز الزوار في القرية خلال الأسبوعين المقبلين و يكون الانطلاقة الحقيقية للمشروع، مذكراً بمبادرة أهالي رجال المع منذ سنوات عدة لحماية قريتهم، و المسارعة في تقديم الدعم سواء قل أو كثر لإثبات صادق رغبتهم في التعاون مع إمارة المنطقة و الهيئة لتطوير قريتهم إثناء الحفل الذي أقيم في وسط القرية عام 1426 هـ بحضور الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة السابق، و ما لحق ذلك من تخصيص عدد من الجهات الحكومية مشاريع تتفق و المخطط و التصور العام الذي وضعته الهيئة للقرية فاقت فيه قيمة المشاريع المخصصة الخمسين مليون ريال، و توج بتوقيع عدد من الاتفاقيات بين الجهات الحكومية و الأهالي و كذلك الأهالي مع المستثمرين الرئيسين و بعض صناديق التمويل الحكومية و على رأسها البنك السعودي للتسليف و الادخار وهي المناسبة التي رعاها الأمير فيصل بن خالد أمير المنطقة عام 1430 هـ، و هذه الجهود لم يكن لها أن تؤتي ثمارها لولا قناعة أهالي رجال بأهمية هذا المشروع الاقتصادية و الوطنية على قريتهم و توفيرها لسبل العيش الكريم لأهالي القرية، و إعادة توطينهم
وأوضح سموه أن مثل هذه القرى العظيمة برجالها وبمقدراتها ومخزنها الثقافي وتاريخها العظيم ستبقى شواهد على تاريخ المواطنين في جميع مناطق المملكة ومساهمتهم في بناء الدولة بقيادة المؤسس رحمة الله وستبقى مصادر فخر و اعتزاز.
وأشاد سموه بالجهود التي بذلت من قبل مجلس التنمية السياحية في المنطقة، وجهاز التنمية السياحية، والأهالي في نزع ملكية المباني والأملاك الواقعة في موقع الفندق، واستلام الملاك مبالغ التعويض من الشركة المنفذة، وفي إنهاء توقيع العقود والبدء بالأعمال التنفيذية بما يرضى كافة الأطراف.
كما أوضح وكيل أمارة منطقة عسير المشرف العام على المشروع المهندس عبد الكريم بن سالم الحنيني أن جهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للآثار كان لها دور كبير وبارز في مشروع تأهيل وتطوير البلدة التراثية في رجال المع التي ستصبح بإذن معلم بارز من المعالم السياحية المهمة على مستوى المملكة .
وأضاف قائلا: أن هيئة السياحة اتخذت منهج الشراكة مع القطاع العام والقطاع الخاص و اتضح رسم ملامح تلك الشراكة التي تسعى لها الهيئة والتي أصبحت واقعا ملموسا وأصبحت منطقة عسير تلمس نتائجه في الاستثمار السياحي وفرص العمل واتضح ذلك جليا في توقيع الشركاء من القطاع العام الذين سيبدون بالعمل فورا في المشروع ويقوم الشركاء بتنفيذ إعمالهم في المشروع وتحت إشراف مجلس التنمية السياحية ممثلا بالاستشاري المشرف على المشروع .
من جهتهم أعلن الشركاء في تنفيذ المشروع وهم الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة النقل، وشركة المياه والكهرباء، وشركة رجال ألمع، والمقاول، والمكتب المشرف) أمام سموهما البدء بتنفيذ مشاريعهم بالقرية والتي تقدر تكاليف إنشائها بأكثر من 50 مليون ريال.حضر مراسم حفل التوقيع الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ذات العلاقة ومندوبي المجتمع المحلي، حيث بارك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خطوة الشركاء في التوقيع على محضر بدء العمل في المشروع.
يذكر أن البنك السعودي للتسليف والادخار وشركة رجال للتجارة والخدمات العقارية المحدودة وقعا العام الماضي اتفاقية تمويل لتطوير قرية رجال المع التراثية، حيث تبلغ قيمة تمويل الاتفاقية سبعة ملايين ريال.
تجدر الإشارة إلى أن قرية رجال ألمع تعد واحدة من أهم القرى التراثية على مستوى المملكة وتضم العديد من المنازل القديمة ومتحف ألمع الذي تم إنشاءه عام 1405هـ بمبادرة عامة من الأهالي للحفاظ على تراثهم، وحصلت القرية على جائزة المفتاحة عام 1421هـ، وجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عام 1428هـ، وجائزة الحفاظ على التراث.
وتهدف مبادرة ثمين التي أطلقتها الهيئة وشركائها حيث تنطوي قرية رجال تحت لوائها إلى إيجاد نماذج ناجحة تبرهن على أن الاهتمام بالتراث العمراني وإعادة استخدامه في الأنشطة السياحية وغيرها من الأنشطة، ويوفر مردودا مجزيا لكل من القطاعين العام والخاص مما سيؤدي إلى جذب المزيد من الدعم والتأييد من كافة الشركاء والأطراف المعنية،.