في ظل ثورة المعلومات وانتشار التكنولوجيا التي أصبحت بمتناول أيدي الجميع من مختلف الفئات العمرية، انتشرت العديد من المعلومات المغلوطة والتي تسمى “بالشائعات” وأنا أتساءل كثيراً من الذي يزرعها ويسقيها ويعتني بها كل هذا الإعتناء لتثمر ويقطفها ويوزعها على الجميع ! الجميع يمتلك ثمرة كاذبة في هاتفه لا يعرف مصدرها و لا مصداقيتها ليتداولها بين العديد من الناس الذين قد يتأثرون بها ليصبحوا بحالة رثة، خائفين من تلك المعلومة المُرعبة التي أرهقت عقولهم.
أخي وأختي المتعلمين الناضجين كم هي مشينه بحقكم أن تأتي لكم معلومة مغلوطة من شخص لا نعرف تعليمه وثقافته ولا حتى عمره، قد يكون الذي وراء انتشار الشائعات طفل أو مراهق لا يعي حجم الخطأ الذي ارتكبه لنساعده نحن الكبار الواعين على انتشارها وتعرض الناس لها مما ينتج عن تصرفنا إختفاء المعلومة الصحيحة وقلة المعرفة، ولا يقتصر فقط كلامي على الفئة المذكورة أعلاه فللأسف هناك كبار يكون أكثر الشائعات من خلالهم.
كما أن الشائعة كذبة والكذب كبيرة تجر صاحبها مما يعني أننا لا نرتكب خطأ فقط بالمساعدة على انتشارها إنما نأثم على تداول الكذب بيننا، عن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم، وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ) السلسلة الصحيحة.
نحن الآن لسنا كالسابق جمهور يستقبل فقط، بل نستقبل ونرسل ونتفاعل ونبحث، نبحث عن المعلومة الصحيحة والتأكد من مصداقية ما يصل إلينا قبل المساعدة على نشره، فكلنا مسؤول والمسؤولية لاتقع على فئة وتسقط عن فئة أخرى، الجميع مسؤول عن كل معلومة يتداولها وفي حين كنت المصدر الرئيسي بانتشار شائعة ما فلن تفلت بفعلتك، نحن نعيش بدولة صارمة يحكمها دين وقانون ولا تسمح بهذا التسيب واللعب بعقول الناس وتزعزع أمنها وأمانها، نعم الشائعة خطرة لدرجة أنها قد تؤثر على أمن الدولة.
يقول ألدوس هكسلي: ” الكذب لايخفي الحقيقة، إنما يؤجل انكشافها” لا تجعل الحقيقة تتأجل أكثر وإقضي على الشائعات بالمعلومات الصحيحة.
التعليقات 1
1 pings
h
12/04/2020 في 10:08 م[3] رابط التعليق
صحيح كلامك ، واصلي إلى الأعلى أنتي قدها وان شاء الله اشوفك اكبر اعلاميه ،
(0)
(0)