يتعرض العالم لأزمة غير مسبوقة سُميت جائحة “كورونا”، هذا الفيروس العابر بسرعة القطار، أفرز عدة أزمات دولية شائكة، نعم هو زلزال شامل هز الدنيا، وهو حدث عظيم وقع خارج حسابات السياسيين وأجهزة المخابرات والمخططين وإن ادّعى بعضهم العكس.
فكيف كان آداء الدولة السعودية في مواجهة هذه الأزمة العالمية منذ بدايتها، وكيف سيكون ذلك الآداء لو توفرت مسبقاً المعطيات والمعلومات الصحية الدقيقة منذ الأسبوع الأول لظهور الفيروس في الصين، ومنذ أن تفشى المرض وأنتشر بشكل خطير في إيران، وبعد ذلك كيف ستكون مواجهته لو تعاون بعض الأصدقاء لكشف قيام ثورة الخميني بتسفير”الفيروس” سراً الى المملكة عبر “دراويش” جهلة زاروا بؤر الوباء بطهران، قم، ومشهد، مخالفين بذلك أنظمة البلاد، وبتواطئ جهات ميدانية صديقة؟.
هذه التساؤلات أصبحت من الماضي وليس لها قيمة، لكن يكفينا أن حكومات وسفراء العالم يشهدون بتميز المعالجة السعودية وبتفاعلها السريع والحازم لحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها. والأمم المتحدة تشهد كذلك بحجم إسهام المملكة الفعّال مع المجتمع الدولي في ظل هذه الأزمة الخطيرة. بل يكفي أن المعنوية العالية للشعب السعودي هي الشاهد الأبرز على كفاءة حكومته التي جعلته فقط محل اهتمامها ورعايتها وضحَّت وأنفقت بكل شي لأجله، وهو والله يستحق ذلك من قيادته التي لم تخذله عبر التاريخ.
لكن لنتصور أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بأمر من الملك لم يُجهز الدولة ويعيد هيكلة مرافقها، ووزاراتها، ووحداتها الأمنية، ومؤسساتها الاقتصادية. لنتصور أن الأمير لم يبدأ قبل سنوات مشروع التحديث والتطوير الشامل، ولم يؤهل المسؤولين ويغربل الوظائف وشاغليها، لنتصور أنه لم يضرب الفساد ويلاحقه ولا يزال، لنتصور أنه لم يطور ويُفَعل خدمات الدولة الكترونياً وبأحدث الطرق التقنية.
وكيف سيكون الحال لو لم يهندس الأمير بفكره إدارة ثروات المملكة وعوائدها وبناءً على ذلك كيف سيكون وضع خزينة الدولة التي مُلئت بالخير ويتم الإنفاق منها حالياً وبسخاء على المواطن وفي نفس الوقت تحظى هذه الخزينة بموثوقية دولية عالية.
لنتصور أن كل ماسبق ذكره غير موجود، وأن الترهل الإداري القديم مستمر، والفساد في مأمن من المطاردة والعقاب، وأن كل مؤسسة حكومية ووزارة تشتري ما ترى انه يناسبها دون تحكم مركزي في استراتيجية المشتريات الحكومية وعقودها وصيانتها وتعويضها والتدريب عليها!.
لا شك أن الأجوبة معروفة، وأن الله تعالى بمشيئته رحيم رؤوف بهذا الوطن وبقيادته وشعبه، فله الحمد والثناء، وها نحن نقطف ثمار جهود ولي العهد التي جعلتنا بعد الله في الطليعة وفي مكانتنا الطبيعية، ولا شك أننا سنحتاج لجهود إستثنائية لنكمل مسيرة البناء والتمنية.
أنقل هنا من كلام للزميل والصديق، اللواء الأردني سمير باكير، لصحيفة “عمون نيوز” حول مواجهة وباء كوفيد19. يقول سمير باشا، إن (صانعي القرار يواجهون وبشكل مستمر بروز بعض الأمور غير المتوقعة التي تأتي بشكل حاد، فتضغط الظروف القاسية على القادة وعلى الإستراتيجيون ليتصرفوا بشكل أسرع وبأساليب غير عادية ولكن ذلك يتطلب منهم التجهيز المسبق وإعداد قيادات جديدة تتمتع بمهارات عالية بناءً على رؤية مرنة بما يكفي، ويتطلب الأمر إستذكار أن القيادة عملية إنسانية وليست مجرد منصب، كما يتطلب عدم التشبث بالأساليب والخطط القديمة، والنزاهة هنا تكون أكثر أهمية (إنتهى كلامه).
وجدت في الطرح الإستراتيجي المتقدم للزميل سمير باشا، ما ينطبق على الاستعدادات المسبقة التي تمت في بلادنا، فأوجدت المتطلبات الأساسية للجهوزية الجيدة قبل وباء “كورونا”.
هذه الجاهزية الشاملة أتت بفضل الله، ثم بفكر صاحب الرؤية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وأجزم أنه حالياً ورجاله يطورون الرؤية وإجراء التعديلات المناسبة. وبكل ثقة سيتم مراعاة كل المتغيرات وسنتجاوز قريباً هذه الأزمة ومن ثم اكمال المسيرة والتفوق بعون الله تعالى.
التعليقات 2
2 pings
Abu abdalaziz
15/04/2020 في 9:20 م[3] رابط التعليق
الحمد لله
هي السعودية العظمى
(0)
(0)
د.فوزية القحطاني
15/04/2020 في 10:57 م[3] رابط التعليق
تشكر سعادة اللواء عبد الله القحطاني على هذا المقال النوعي التحليلي الذي يتضمن وصف واضح وجلي لدور مملكتنا الحكيمة في مواجهة أزمة كورونا وكيفية محاولة حلها في اسرع وقت ممكن كما كان الاحتراز لها قبل وصولها وتنحية كل الشؤون الأخرى جانبا والتركيز على صحة المواطن وسلامته اولا فلولا حكمة الله تعالى ثم رؤية 2030 الثاقبة وملامحها الواضحة التي تجلت بارزة في مواجهة هذا الحدث الجلل – وهي لم تنته بعد ولا زال الاعتكاف عليها قائما – ولولا النظرة السديدة والحنكة الرشيدة والإدارة الحكيمة والسياسية السليمة والمعرفة العلمية التي بدأ في تأسيسها الأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بناءا على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ورعاهما كما أشار لذلك سيادتكم لما كان هذا الإنجاز الرائع والإبداع المتناغم في مكافحة الوباء بكل سلاسة وانسياب وبدون اخلال واقلال في نواحي الحياة الأخرى..
(0)
(0)