بقلم — محمد العرب  

فيروس كورونا اصبح الشغل الشاغل للجميع ، هناك سباق حقيقي في التصدي له او تحجيمه او ابطاء حركته ، لاسيما وان العلاج المنتظر قد يتاخر لشهور اضافية ، دول كبرى تترنح نتيجة الضربات الكورونية الخاطفة واخرى تراقصت امامه باستهزاء فبطش بها واخرى تكذب في كل الارقام والتفاصيل وينتظرها مستقبل مجهول ، وهناك دول تجتهد وتقاوم وتنجح ، اما الدول الملهمة فيجب ان تخضع اساليبها للدراسة والبحث والتقليد ايضا ، تجربة السعودية والبحرين والأمارات والأردن كانت مختلفة وحققت لحد الان نتائج طيبة تستحق ان تروى ، شخصيًا رصدت قصتين للنجاح في بلدين احببت ان استعرضها معكم ، نيوزلندا بلاد طائر الكيوي اسرع دولة في الحد من انتشار فيروس كورونا ، رئيسة الوزراء الحديدية اعلنت مبكرا ان الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي هو الحل الامثل حاليا في وقت انعدام العلاج ، حجر منزلي حازم لا يستثني احد اولهم وزير الصحة النيوزلندي الذي ابتعد عن منزله عشرين كيلومتر كاسرا الحجر الاحترازي فدفع الثمن وخرج يعتذر بندم واضح قائلا انا اسف لقد خذلت النيوزلنديين ، الخطة الحازمة جعل المتعافين اكثر من المصابين ولم يتوفى الا شخص واحد لديه امراض مزمنة…
اما اليونان فهي النموذج الثاني الذي يستحق الدراسة لانه ا دولة تتوسط جيران اكثر امكانية ومال واستقرار لكنها اكثر معاناة مع كورونا ، النجاح بسبب عالم الاوبئة تسودراس والذي يلقب شعبيا بعد قيادته انتفاضة مبكرة ضد كورونا بهرقل ، هرقل اليونان ادرك خطورة الجائحة مبكرا وتقدم لحكومة بلاده بخطة نالت دعما شعبيا منقطع النظير، فقد استعان بكتيبته البيضاء المكونة من 26 طبيبا وعالما وانطلقوا في حربهم ضد الفيروس مبكرا ، وتم تجهيز 13 مركز طبي ، واعتممد ايضا خطة حجر منزلي جماعية حازمة واغلاق كل ما يساعد على التجمعات رغم انه حينها لم تسجل الا حالة واحدة قادمة من ايطاليا ، خطوات هرقل الاستباقية جنب اليونان السيناريو المأساوي الذي عاشت فصوله الدول الاوربية المجاورة لليونان رغم تفوقها اقتصصاديا وعلميا علي اليونان ، النموذجان النيوزلندي واليوناني ما كان لينجحا لولا الالتزام الشعبي وكذلك القة المتبادلة بين الحكومة والشعب ، النموذج النيوزلندي والنموذج اليوناني يستحق الاشادة والاحترام…