الأغلبية الساحقة من البشر يشعرون بالأمان وهم يقلدون الآخرين في المجتمع الذي يعيشون به ، لأنهم يعتقدون ان خروجهم عن دائرة نفوذ المجتمع وخصائصه قد يعرضهم للخطر او الفشل…!
القليل والقليل جدا من البشر يقرروا مبكرا ان يكونوا مختلفين ، ان تكون مختلف لا يعني هذا ان تتمرد على المجتمع او تقوم بمحاولة تغيره بالعنف ولا حتى الهروب منه ، لانك تنظر اليه بعين الاختلاف بل ان تحاول ان تكون مختلفا بالشكل الإيجابي للاختلاف ، القائد مختلف ، القيادة لا تعني أن تكون الرئيس ، يمكن لخباز الحي ان يكون قائدا او الخياط او الطبيب او المعلم ، لأن القيادة لا تعني الرئاسة ، القيادة أسلوب أو فن التأثير على القوة البشرية المحيطة بك واقعيًا اًو افتراضيًا وتوجيهها توجيها سليما للحصول على نتائج أفضل تخدم الجميع ، اما الرئاسة فهي منصب إداريا يحصل عليه الفرد بعد سنوات من العمل الجاد في مجال معين بعد امتلاك الخبرات والمقدرة على التفكير بأفق واسع لأن مهمته ستتمحور حول قدرته على توجيه من يرأسهم ، لذا يمكن لكل انسان ان يكون قائدا بالمجتمع ، كل انسان مشروع قائد ، إذا تعلم انه لا أحد اخر لديه نفس الدماغ التى لديه ، بنفس الافكار التى لديه ، ونفس ردود الفعل التى لديه لان البشر يختلفون في أساليب التعلم والقدرة على فهم ما تعلموه ؟ وأسلوب تطبيق ما تعلموه….؟
النصيحة هنا قبل ان تفكر بقيادة محيطك جد نفسك أولا ، كن نفسك ، من اجل أن تكون مختلفا قدر الامكان ، ببساطة عليك ان تكون انت , وليس نسخة بالكربون من شخص اخر , اذا كنت لا تعرف من انت , فان هذه العملية تبدو مخيفة بعض الشىء , من اجل ان تكون نفسك عليك ان تجد نفسك اولا ، ومن المهم ان تحب نفسك أيضا وتتقبلها وتعمل على إصلاح مكامن الخلل فيها وفقًا لأحلامك ، إذا لم تكن مستريحا مع نفسك فسوف ينتهى بك الامر لا محالة في محاولة ان تكون شخصا اخر او على اقل تقدير شخصا لا تعرفه لإسعاد الآخرين…!
نصيحة اقضى بعض الوقت بمفردك لاكتشاف نفسك لأنه من الطبيعى فى وقتنا الحاضر ان تكون محاصرا باستمرار بالمؤثرات سواء كان ذلك بسبب الاعلام او الناس من حولك , لذا لتصل لمعرفة من انت , و ما الذى يجعلك مختلفا , اقضى بعض الوقت بمفردك , انفصل عن كل شىء لتكتشف اهم شيء ، وهو من انت ..؟
وتـصالـح مـع نـفسك ، نـعم كـن واضـحا مـع نـفسك ، اعـرف نـفسك وعـرفـھا لـحواسـك ، اكـتشف ضـعفھا وقـوتـھا ، نـفسك لا یـعرف اسـرارھـا احـد اكـثر مـنك ، فـان ضـعت فـي دروب الـحیاة ودھـالـیزھـا واضـطرتـك ظـروفـھا لـدخـول فـضاءات غـیر فـضاءاتـك فـلا بـأس بـدقـائـق كـل یـوم تـكون فـیھا الـخصم والـحكم تـخصصھا لـلترمـیم الانـسانـي، عـلیك ان تـتعلم ان احـتراف تـطبیق الخـلوة الـفكریـة مـھم جـدا ضـع الـف خـط احـمر عـریـض تـحت كـلمة جـدا ، لـذا حـدد لـنفسك وقت يوميا لتخـلو فيه إلـى نـفسك ، اعـد شـریـط ذاكـرة الـیوم، نـاقـش الـنتائـج والمتسـببات لـكل فـعل صـدر مـنك فـي ذلـك الـیوم ، ثـم نـاقـش تـبعات تـلك الافـعال عـلى المسـتقبل ، ولعل الحجر المنزلي الكوروني الإجباري هذه الفترة مناسب جدا لتفعل هذا …؟
السلوك البشري في اَي مجتمع يربي الانسان منذ طفولته بأن يقال
له ماذا يرتدي , وماذا يأكل , وماذا يقول, وماذا يشبه , وكيف يتصرف , وماذا يقرا, وماذا يشاهد وفي بعض المجتمعات ، يقال له من يصادق ومن يتزوج وأي فريق كروي يشجع …. ؟
وفجأة يجد الانسان نفسه عندما يكبر بلا مساعدة مستمرة ، لان الآخرين لديهم أيضا حياتهم الخاصة وهم غير متفرغين ليخبروه ماذا يفعل..؟
هنا انصحك نصيحة المليار اعرف ماذا تريد…؟
وتعلم كيف تريد أن تكون مختلفا…؟
وحتى تعرف كيف تكون مختلفا يجب أن تأخذ في الاعتبار بيئتك ، أعرافها ، قوانينها ، خطوطها العريضة وخطوطها الحمراء…!
أكرر ان تكون مختلفا لا يعني ان تكون متمردا على المجتمع او ساخطا عليه او مستهجنا له ، انصحك خذ خطوة إلى الوراء من محيطك و لاحظ فقط كيف يتصرف الناس..؟
كيف يتفاعلون مع بعضهم البعض…؟
وتقبلهم جميعًا لان العيش بسلام حق للجميع ، وهنا تستطيع أن تقوم بتغيرات صغيرة على سلوكك لتكون مختلفا مسالما فاعلا بالمجتمع ولتنطلق من سلوكك مع الآخرين , فعندما يأتيك نادل المقهى مثلا ليسألك ماذا تحب ان تشرب…؟
فبدلا من الجواب بوجه متجهم او جامد تستطيع الرد مبتسما ماذا تقترح علي ان أتناول لقد نصحني صديق ان ازوركم..؟
اشعر النادل بإنسانيته ورغبتك في الحديث معه واهتمامك وامتنانك لانه يقوم بتقديم خدمة لك وان كانت خدمة مدفوعة الثمن ، ستلاحظ انك ستحظى غالبا بخدمة أفضل وتعامل افضل ولا تنسى ان تكافئه بكلمات شاكرة وبترك بقشيش يستحقه ، تجربة المقهى سينتج عنها صديق يستقبلك بابتسامة في المرة القادمة وهكذا مع كل من يتعامل معك ..
وابحث عن الجديد المفيد فنحن البشر عادة ننشىء كجزء من المجموعة ومن يكتشف الجديد يكتسب أحقية القيادة بسبب أسبقية المغامرة والاكتشاف ، البشر يتكتلون حول للأشياء التى وافق الأخرون عليها من حولهم…
من سن مبكرة جدا والأطفال يخضعون لتجربة غسيل الدماغ لتتلائم مع مجتمعهم , يرتدون انواعا من الملابس ، يأكلون فى أنواع من الأواني , ويذهبون للمدرسة لدراسة انواعا من المعارف والعلوم , ويفعل كل فرد في المجتمع أشياء تتناسب مع جنسه ولونه وثقافته وتعليمه , لذا يعتقد الطفل الانسان عندما يكبر انه من الصعب الخروج منه التجارب المتوارثة والتي تعلمها لذا يصبح نسخة من محيطه ويخشى خوض تجربة الاختلاف ، وهنا أكرر الاختلاف لا يعني التمرد ولا يعني احتقار المجتمع ولكنه محاولة إنسانية مشروعة لاكتشاف المحيط والأشياء والمفاهيم بعيدا عن مدلولاتها المتوارثة ، وعليك عزيزي المختلف أن تكون ودودا مع كل شخص وكن صادقا تجاه أولئك الذين تشعر أنك غير ميال إلى أن تكون و دودا تجاههم لتكون عندها مختلفا في حالة الانسجام او التنافر ، وتأنق لنفسك بالمظهر والجوهر ، ولا تكن حبيس فكرة المثل القائل كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس لانه مجرد مثال لا يعرف صاحبه وفيه تعدي على استقلاليتك ، أكرر الاختلاف ليس التمرد والقائد هو المختلف لأن العالم ليس بحاجة للمزيد من النسخ…!