تتبادر إلى أذهاننا دوماً.. ماهية العلاقة بين الطفولة المبكرة والتربية الخاصة؟، فنحن نعلم جميعاً أن كلاً منهما علمٌ مستقل بذاته، إلا أن إجابة هذا السؤال وغيره من التساؤلات بدأت تظهر لنا معالمها حينما قررنا أن نمتلك الجرأة ونجعل كلاً منهما قريب من الآخر، ومنّا.. كقرب العينين!
من هنا، ومن مكاننا الآن بين الطفولة المبكرة والتربية الخاصة، نرى أن العلاقة متداخلة بين المجالين، ونرى في الأفق أن أحدهما سيبادر ويمسك بيد الآخر فتتكامل الجهود، ويثمر العطاء، وتتحقق رؤى التخصصين كليهما، وذلك لأجل (فئة الأطفال ذوي صعوبات التعلم في الطفولة المبكرة) وتتضح لنا معالم هذه العلاقة في أن كليهما يهدف إلى تقديم الخبرات التربوية العالية الجودة للأطفال الأصغر سناً اشتقاقاً من المبادئ والمعايير النمائية الخاصة بنمو الطفل وتربيته، إلا أن هناك اختلافاً في الاستراتيجيات التدريسية لكل منهما، حيث تميل التربية الخاصة إلى أن تكون تقدم تعليمياً صريحاً ومباشراً لمهارات معينة (هالاهان، وكوفمان، ولويد، وويس، 2017).
لا نخفيكم أنه من الصعب علينا تحديد هذه الفئة في مرحلة مبكرة لما يظهر عليهم من سمات تتداخل مع حالات أخرى، إلا أننا نود أن نعبر عن امتنانا وعظيم شكرنا لمن سعى من أجلهم وقدم لنا عدداً من المؤشرات النمائية التي تعد بمثابة النجوم ليهتدي بها المربون في السير نحو وقاية الطفل من الصعوبات الأكاديمية التي من الممكن أن تنشأ لديه في المراحل المتقدمة ومن تلك المؤشرات النمائية التي قد تظهر عليهم اضطرابات في عملية الانتباه وتتمثل في: سهولة التشتت، ضعف القدرة على الإنصات، التردد، صعوبة استكمال الأنشطة، التململ السريع، واضطرابات في عمليتي الإدراك البصري والسمعي كصعوبة تمييز الأشكال البصرية، صعوبة الثبات على السطر أثناء الكتابة، صعوبة التمييز بين الأصوات القريبة والبعيدة، بالإضافة إلى اضطرابات في عملية التذكر كصعوبة تذكر مسميات الأشياء في البيئة، صعوبة في اتباع التعليمات، كما تظهر لديهم اضطرابات في التفكير وحل المشكلات تتمثل في صعوبة تصنيف الأشياء والمقارنة بينها، قلة طرح الأسئلة، صعوبة في استخدام مهارات التفكير العليا كاتخاذ القرارات البسيطة (الحديدي والخطيب، 2018).
أخيراً.. معكم وبكم، سنرقى بمستوى عالي الجودة من خدمات الوقاية والتدخل المبكر لهذه الفئة، وذلك بالعمل المستمر على توطيد العلاقة بين المجالين، وبالتعاون والتكامل بين الأخصائيين في صعوبات التعلم والمربين في الطفولة المبكرة، لصالح كل طفل معرض لخطر صعوبات التعلم، أملاً أن تكون هذه التطلعات واقعاً.. تقرّ به تلك العينان.