بالبداية نرحب بكم في برنامجنا “ضيف الرأي” وضيفنا لهذا اليوم الأستاذ حسن بن محني الشهري أستاذ مرحلتين في الإعلامالسعودي وهو من الجيل الرابع في تاريخ الاعلام كما ورد في كتاب تاريخ الحركة الرياضية للدكتور أمين ساعاتي.
قيادي تقلد مناصب كبرى في جل الصحف السعودية بدءً من الندوة (مكة حالياً) ثم عكاظ ثم المدينة ثم الجزيرة ثم الوطنواخيراً الرياض. ليختتم عمله الإعلامي حالياً معداً للبرامج التلفزيونية في قناة sbc مع الشيخ عادل الكلباني، بالاضافة إلىعمله الصحفي الذي امتد لعقود فهو مؤلف وشاعر وله في ذلك مؤلفات وديوان شعر. باختصار الأستاذ حسن محني الشهري مدرسة إعلامية ومرجعاً توثيقياً لمرحلة هامة في تاريخ الصحافة السعودية.
س/ بداية أستاذ حسن حدثنا عن مشوارك الإعلامي الحافل بالذكريات؟
أهلاً وسهلا ً بكم ومشكور ين على هذه الإستضافة.
وبالنسبة لمشواري الإعلامي فهو ممتد لخمسة عقود من قبل التفرغ للعمل الصحفي عام ١٤٠٠هجري كنت أراسل الصحفوالمجلات المحلية والخليجية وكنت أجد قبولاً فيها في صفحات القراء في عكاظ والجزيرة وبعض الصحف والمجلات الخليجيةكالنهضة واليقظة كان ذلك وأنا في المرحلة المتوسطة، وكان ممن أحتفى ببداياتي عبدالله باجبير في عكاظ وصالح الصالح فيالجزيرة وراشد بن جعيثن في اليمامة وعابد الحربي في مجلة إقرأ وسعيد الصبحي في عكاظ وعبدالعزيز الشرقي فيالملاعب الرياضية.
وفي عام ١٤٠٠هجري بعد تخرجي من الثانوية من مدرسة مكة الثانوية بمكة المكرمة عام ١٣٩٩هجري قررت الإلتحاق بالعملالإعلامي كصحفي متفرغ حيث كنت أشعر بأنني أملك القدرة والإمكانات.. فتقدمت بخطاب رسمي مكتوب للأستاذ حامدمطاوع (رحمه الله )رئيس الندوة آنذاك.. شرحت في الخطاب رغبتي في العمل في أحد القسمين الثقافي أو الرياضي.
وحولني للأستاذ فوزي خياط (رحمه الله) رئيس القسم الرياضي في حينها وكان يعمل معه في القسم الرياضي الأستاذحسني ابو اليزيد (كاتب رياضي مصري)، وقد عمل لي الأستاذ فوزي خياط (رحمه الله) الذي أصبح رئيس تحرير الندوة بعدذلك إختباراً سريعاً في المعلومات وأسلوب الكتابة وطرح الأفكار وكتابة المقالات .. وبفضل من الله إجتزتها لاني من صغريمولع بالإعلام ولي تجربة في الكتابة في الصحف من بعد.
وقال لي :
خلاص ياحسن إذا كنت ترغب في العمل معنا صحفياً متفرغاً مرحباً بك من اليوم فرحت كثيراً وبدأ مشواري العملي من حينهاعام ١٤٠٠هجري.
س/ أدرت عدداً من المراكز القيادية بالصحافة في وقت كانت الصحف في أوج تألقها .. كيف تقوم الصحافة اليوم؟ وماهيأوجه التشابه والإختلاف بين المرحلتين؟
الإجابة على هذا السؤال واسعة .. لأن الحديث عن الصحافة كعلم يمثل تاريخًا يصعب إجتزاءه فهو متسع بإتساع الزمانوالمكان والأحداث، أما عن التقويم للصحافة اليوم .. فإن كنت تقصد الصحافة الورقية فهي في مرحلة موات مُعلن ولايمكنهاإنتشال نفسها من حصار الواقع المرير الذي تعيشه إلا باستجلاب وسائل الإعلام الجديد ليدعم حضورها وتواجدها سيماوهي تملك الامكانات المادية والمباني ..الخ.
الإختلاف كبير بين صحافين الماضي والحاضر ..
وأنا أقصد هنا مفهوم الصحافة كحضور وليس معناها كصحافة ورقية، صحافة الماضي سواء كانت مقرؤة أو مسموعة أومرئية كانت لسان وسمع وبصر القراء والمجتمعات والدول ..وكانت مؤثرة بشكل كبير .
اليوم الصحافة الحالية بتقنياتها المتطورة المذهلة جعلت العالم كله يتواجد في شاشة جهاز في جيبك في غرفة النوم أو فيالسيارة أو في الطائرة أو في البحر أو في البر ، بمعنى صحافة اليوم أصبح كل الناس في كل دول العالم يشاركون فيهاكصحفيين بالخبر وبالصورة المتحركة والمباشرة والثابتة، في ذات الوقت الذي تحدث فيه المناسبة أو يقع فيه الحدث الأختلافكبير ولامجال للمقارنة.
س/ أنت صاحب مقال مستمر منذ عقود وأجريت مقابلات تمثل مراحل إعلامية .. هل تحتفظ بما نشرت.؟ وماهي أهم محطاتكالصحفية؟
من حسن حظي أنني احتفظت بكثير مما كتبت من مقالات وما نشرت من حوارات وندوات ومقابلات .. وساهمت وسائلالتواصل الإجتماعي وتويتر تحديداً من خلال القراء بتزويدي بمنشورات لي ليست لدي إيضاً أدين بالفضل لملك الصحافةالأستاذ الكبير أستاذ الأساتذة تركي السديري (رحمه الله)أحد أبرز الإعلاميين العرب كفاءةً وقيادةً وفكراً ورؤية وطن.
الأستاذ تركي يحتاج إلى مقابلة كاملة للتحدث عنه كمدرسة صحفية سبقت زمنها حيث تحدث برؤى فكرية منذ عقود .. نعيشهااليوم حاضراً مزهراً
في المملكة العربية السعودية.
أفكار الأستاذ تركي النيرة ذات الشجاعة في القرار جعلت جريدة الرياض من أوائل الجرائد والصحف في الخليج توزيعاًوتسويقاً وإعلاناً ومداخيل مادية كبيرة.
وما أريد التحدث عنه هنا أيضاً عن الأستاذ تركي الجانب الإنساني العظيم في تعامله مع منسوبي جريدة الرياض حيثصنع لهم مكانة معنوية ومادية فاقت كل الصحف الأخرى.
كان الأستاذ تركي يتعامل مع الصحفيين في الجريدة في المقر الرئيسي وفي المكاتب كأب.. يتحسس أحوالهم ويتفاعل معأفراحهم ويواسيهم في أتراحهم مادياً ومعنوياً، كان أبا عبدالله يحرص على توفير كافة الأمكانات وأفضل التقنيات من مطابعوكاميرات تصوير بالملايين بما لاتستطيع الصحف الأخرى توفيره.
كان يحرص على تطوير جريدته دون النظر لميزانيات الصرف، وكان هاجسه الرفع من شأن العاملين وإعلاء مراتبهم بالحوافزوالجوائز والعمولات والإبتعاث داخل وخارج المملكة.. فكان الصحفي معززاً مكرماً مرفوع الرأس في عهد تركي السديري،وكانت جريدة الرياض الأعلى والأغلى.
س/ برأيك ماهو العمر الإفتراضي للصحفي.؟
الصحفي لاعمر له .. يموت والقلم بيده.
س/ ظهر بالأونة الأخيرة مجموعة من المشاهير في مختلف برامج التواصل الإجتماعي .. برأيك هل نستطيع أن نطلق عليهممسمى (إعلاميون) ولماذا ؟
المشاهير هم إعلاميو هذه المرحلة الذي هو الإعلام الجديد .. وليس إعلام الفكر والثقافة والمعرفة، فمنهم من يمثل إعلامالتسويق والدعاية والإعلان والتهريج وأحيانا الصفاقة والسخافة.
س/ بعد مشوارك الإعلامي الطويل هل ترى أنك كرمت نظير ما قدمته ؟
الحمدلله .. تم تكريمي على مستوى مؤسسات وهيئات وأفراد وأصدقاء وأندية.
س/ بعيداً عن أجواء الصحافة .. ماهو جدولك الإعتيادي وماذا تغير مع كورونا ؟
كورونا قلبت العالم رأساً على عقب، حولت الدول من برامج منظمة مدروسة لبناء الأمم إلى دول أعلنت جميعها حالة طوارئ .. نحن ضمن هذه المنظومة.
كل البرامج الرمضانية تغيرت .. حتى العبادات اصبحت في المنازل زيارات الأهل .. الأقارب .. تعطلت الأعمال ولاحول ولاقوةالا بالله.
أنا في هذه الأزمة والحجر المنزلي عدت إلى أوراقي القديمة والأرشيف الصحفي والصور قمت بترتيبها وقراءتها من جديدفوجدت نفسي شاباً أواكب أحداث العقود السابقة .. وفي هذا عزاء محدود وتسلية لابأس بها.
س/ ماهي البرامج والمسلسلات التي تحرص على مشاهدتها ؟
في رمضان تكثر البرامج والمسلسلات فيختار البعض أي منها يتابع .. أنا لا أجهد نفسي كوني إعلامي وأعرف الفن والدراماوالتراجيديا والكوميديا عن قرب .. وأعرف نهاية المسلسلات من أول حلقة .. وهذا دليل على ضعف الفكرة وهشاشة الطرحوالإستخفاف بعقلية المشاهد الذي تصدمه برامج من السخف والتفاهة بمكان، هذا الكم الكبير من الغثاء والعبث البصريوالسمعي في رمضان له متابعوه ومريدوه بل وعاشقوه.
أنا برا هذا الإنقياد .. ربما لأنني من جيل سابق، الفنان ناصر القصبي هو من يجعلني أتابع كل مايقدمه هو ورفاقه سواءأيام طاش ماطاش أو سلفي أو مخرج (٧)، وكم أسفت على انفصاله عن الفنان عبدالله السدحان فهما هرمان من أهرام الفنالسعودي الذي أمتعنا وساهما في طرح الكثير من القضايا الهامة والمفصلية في حياة المجتمع السعودي بكل صراحةوشجاعة وصدق وفن ذا رسالة وطنية سامية.
س/ دائما ما تكتب عن نادي النصر السعودي في وسائل التواصل الاجتماعي ماهو حجم العلاقة التي تربطك بنادي النصر؟
أكتب عن نادي النصر كثيراً منذ أربعة عقود وتحديداً منذ أشرقت شمس ماجد عبدالله على الكرة السعودية كلاعب أول ليسفي المملكة ولافي آسيا وإنما في العالم أجمع والحديث عن ماجد عبدالله كظاهرة كروية لا تتكرر كونه أفضل ضارب رأس فيالتاريخ، النصر ليس العشق الأول، سبق وأن عشقت ولازلت نادي الوحدة .. نادي مكة المكرمة التي ولدت فيها ونشأت وشاهدتأمام عيني هذا النادي الجميل أيام النجوم الكبار لطفى لبان ومحمد الفايز وسعود حريري والخطيب وغيرهم، في مرحلة هذاالحب لنادي مكة كنت أراقب نادي الإتفاق في المنطقة الشرقية وهو ضمن أندية الدرجة الأولى في السبعينات الميلادية .. عندماكانت أندية الممتاز ثماني أندية ولم يكن الإتفاق من ضمنها عشقت الإتفاق عن بعد وأنا طالب في الثانوية وشعرت أنه يمثلبرازيل الكرة السعودية حتى لوكان في الدرجة الأولى .. وتابعت مباراة تأهله للممتاز التي كانت بينه وبين النهضة وفاز فيهاالاتفاق ٢/٤.
أحببت الإتفاق وتوقعت نجاحاته وفعلا صعد للممتاز وفاز بأول دوري يلعب فيه بدون أية هزيمة. وتواصلت انتصاراته بالفوزبالكأس وكأس العرب وكأس الخليج، وقد نظمت فيه قصيدة مطلعها :
يافارس الدهناء قلبي في يدي
يهفو لحيث يزغرد الأحباب
وقد حفرت تلك القصيدة على لوحة فنية بالمخمل باللونين الأخضر والأحمر وذهبت بنفسي إلى الدمام وسلمتها لرئيس ناديالإتفاق الأستاذ عبدالعزيز الدوسري أيام كانوا في مبنى النادي القديم.
وأحببت الأهلي لنجومه الأفذاذ أحمد الصغير (رحمه الله )ودابو والخوجلى وفؤاد رزق (رحمه الله )والتاريخيين عبد الرزاق ابوداود وأحمد عيد.
وقد تشرفت بعمل كتاب عن الكابتن الكبير أفضل لاعب وسط في تاريخ المملكة أحمد الصغير (رحمه الله) والذي كان عنوانهالصغير الكبير.
وفهد الهريفي أجمل من لمس الكرة في الملاعب العربية والاسيوية وهاشم سرور الأجمل في العطاء لولا الإصابة التي أوقفتمشواره.
وقبل هؤلاء وبعدهم الأمير الرمز عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) فاكهة الرياضة السعودية.
وجميعهم شرفت بمعرفتهم ومحبتهم .. ولازال تواصلي معهم مستمراً.
بالنسبة للنصر في ثوبه الجديد ونجومه الحاليين .. أعرفهم وربما لايعرفوني .. واتابع عمل الإدرات التي تعاقبت عليه وحققت نجاحات توجت ببطولات .. على رأس هؤلاء الأمير فيصل بن تركي والأستاذ سعود آل سويلم.
النصر إيقونة الجمال والسعادة والزهو .. النصر نادي الإباء والأنفة والشموخ والتحدي المستمر.
س/ من تتوقع يفوز بالدوري هذا الموسم ؟
النصر اذا تم استئناف الدوري وإن كان ذلك صعباً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بالعالم من جائحة كورونا.
س/ كلمة توجهها عبر صحيفة الرأي؟
شكراً لكم من الأعماق وكل عام وأنتم بأمن وأمان وخير وسعادة وحبور وسرور.