نظمت الجمعية التاريخية بفرعها في منطقة عسير بالتعاون مع اللجنة الميدانية لمبادرة نشامى عسير بمركز الشعف (مشروع فخرنا) وبمشاركة ثلوثية النُصب، لقاء بعنوان “عسير والعثمانيون” في قرية آل ينفع التراثية بتمنية ضمن فعاليات احتفاء المنطقة باليوم الوطني التسعين للمملكة، بحضور عدد كبير من المؤرخين والمؤرخات، والمحاربين القدامى والمفكرين والأدباء، وطلبة الجامعة، والمشاركين في السلم المجتمعي.
وتناول اللقاء عدد من المحاور حول أسباب استهداف العثمانين للمنطقة من الطائف إلى عسير قبل وصولهم إلى الدرعية، وما صاحب ذلك من معارك لمواجهة العدوان قادها الفرسان بدءًا من وادي بسل حيث شارك في الدفاع عن المنطقة عموم السكان.
وشارك في لقاء “عسير والعثمانيون” كل من الدكتور محمد آل زلفة، والدكتورة لطيفة العدواني، والدكتورة فاطمة القحطاني، والدكتور أحمد آل فايع، والكاتب محمد الساعد، حيث استمع الحضور إلى خمس أوراق عمل تاريخية، تضمنت البطولات والمآثر التاريخية التي سطرها التاريخ أثناء الحروب التي عاصرت قيام الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة.
وتحدث الدكتور محمد آل زلفة عن الوجود العثماني في عسير الذي استمر ما يزيد على مئة عام انتهت بطردهم بعد بطولات سجلها التاريخ بدماء الشهداء والأسرى.
عقب ذلك تحدثت الدكتورة لطيفة العدواني عن توافق القيادة للمقاومة من الطائف إلى عسير والتي قادها عثمان المضايفي تحدثت فيها عن جهوده المتمثلة في مرحلتين وهي تعاونه وتنسيقه مع القيادات في عسير خلال مرحلة ضم الحجاز إلى الدولة السعودية ، وتعاونه وتنسيقه في مرحلة الدفاع عن الحجاز وعسير ضد الامتداد العثماني، فيما تحدث الكاتب محمد الساعد عن بطولات التحرير التي قادها الفرسان السعوديون في جنوب السعودية ، متطرقًا إلى معركة “البسل” التاريخية بين قوات الدولة السعودية الأولى والجيش العثماني بقيادة محمد علي باشا، لافتًا إلى تميز عدد من القادة في الجيش السعودي ومنهم بخروش الزهراني وطامي بن شعيب، وتناول الدكتور أحمد آل فائع خلال مداخلته شكوى أهالي أبها من المتصرف العثماني سليمان شفيق باشا وبين أحوال الناس وشدة حاجتهم خلال حصار مدينة أبها لمدة سبعة أشهر، كما تطرق إلى قيام الدولة السعودية الأولى، وأثر ذلك في استعادة الجزيرة العربية لوهجها.
وتناولت الدكتورة فاطمة القحطاني في مداخلتها عن وقوف عسير مع الدرعية في مواجهة العثمانين، وتمحورت ورقتها حول الدور البارز للدولة السعودية الأولى لاتساع نفوذها في عدد من المناطق، وقالت إن أول مشاركة لعسير مع الدرعية في مواجهة العثمانيين هي حروب توحيد الحجاز وضمها في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد ومن بعده ابنه الإمام سعود.
وعلى هامش اللقاء أقيم معرض للوثائق واللوحات والمكتبات والعرض المرئي، وعرض القصص التي تُحكى من هذه القرية ومقاومتها للعدوان وتغلبها عليه بجهود أبنائها ماجعلها نموذجًا مشرفًا في ذلك.