أوضح المتحدث الرسمي للوزارة د/ محمد العبدالعالي بأن الإجراءات الاستباقية والسريعة التي اتخذتها المملكة تؤكد مجدداً بأن المملكة تجعل من صحة الإنسان في أولوياتها، مؤكداً على أنه بحمد الله حتى الآن تحور فيروس كورونا لم يُرصد في المملكة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الثلاثاء، بمشاركة الدكتور عبدالله بن مفرح عسيري استشاري الأمراض المعدية الوكيل المساعد للصحة الوقائية، والأستاذ الدكتور احمد حمدان الجديع أستاذ الصيدلة الإكلينيكية الوكيل المساعد للخدمات الطبية المساعدة، والدكتور عبدالله بن رشود القويزاني استشاري الأمراض المعدية ومكافحة العدوى والوبائية المدير العام التنفيذي للمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها
ونوه متحدث الصحة إلى أن كل الإجراءات التي اُتخذت استباقية؛ لإتاحة المجال للتقييم، وفرصة مهمة للاطلاع على الدراسات وتحليلها، وبعدها التقييم للإجراءات النهائية المناسبة للأوضاع
وأضاف يجب أن نكون على ثقة لكل ما يتخذ من خطوات فلدينا لجان علمية وخبراء يتابعون ويرصدون كافة المستجدات المتعلقة بهذه الجائحة والفيروس وكيفية التعامل معه بالطرق العلمية والعملية على المستوى العالمي. مطالبا جميع من قدموا من السفر خلال الـ3 أشهر الماضية وبالذات من الدول التي قيمت من قبل مركز وقاية وهي أوروبا وأستراليا وجنوب إفريقيا عليهم الخضوع للحجر المنزلي خلال هذه الفترة وإجراء الفحص المخبري وتكراره كل 5 أيام وكذلك الحال لمن كان لهم قدوم او مرور من تلك الدول.، مشيرا الى أن فترة الحجر مدتها 14 يوما.
فيما أكد الوكيل المساعد للصحة الوقائية استشاري الأمراض المعدية الدكتور عبدالله مفرح عسيري, أن الطفرات ترصد باستمرار في الفيروسات عموماً وأن فيروسات مايسمى بـ(RNA) من أكثر الأنواع التي تشهد الطفرات وهي جزء من دورة حياتها ومنها فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي حدثت فيه طفرات متعددة خلال الجائحة.
وأشار إلى أنه على الرغم مما رصد مؤخراً من طفرات وتحورات لهذا الفيروس في المملكة المتحدة، وما حدث بعدها من إشارات وبائية إلا أن هذه الطفرات والتحورات ربما أدت إلى زيادة في قابلية الفيروس للانتقال بين الناس رغم أن هذه البيانات لاتزال بيانات أولية ولا يمكن أن يعتد بها كدليل قاطع على أن الفيروس أصبح ذا قدرة على الانتشار بشكل أكبر.
وقال الوكيل المساعد للصحة الوقائية: “إن هذه الطفرات لم تغير طريقة الفيروس وقدرته على إصابة الإنسان بالمرض الشديد حيث لم يثبت للآن بأنه أكثر ضراوة من السلالات السابقة التي ترصد في بقية فيروسات كورونا”, مبيناً أن هذه التغيرات هي في جزء بسيط من الفيروس رغم أنها طفرات متعددة إلا أنه لا يتوقع أن تؤثر طريقة التعامل مع الفيروس من خلال مكافحة العدوى ومن ناحية الإجراءات الوقائية، وأيضاً من ناحية البروتوكولات العلاجية واللقاحات.
في حين أكد وكيل الوزارة المساعد للخدمات المساعدة الدكتور أحمد الجديع أن الفيروسات المتحورة تحدث عدة طفرات في بروتين الحسكة Spikes (البروزات السطحية البصلية الكبيرة) في الفيروس المتحور، بما في ذلك في موقع ارتباط المستقبل في الخلية بسبب عملية التنسخ أو التكاثر
وقال أن هذه الطفرات تحدث عادة في كثير من فيروسات ال RNA مثل الإنفلونزا والبرد ولا تعني بالضرورة زيادة في خطورة أو ضراوة الفيروس أو مقاومته للأدوية واللقاحات، بل بالعكس قد تؤدي إلى ضعف الفيروس في كثير من الأحيان.
وأكد أنه حتى الآن لا يوجد بيانات عن الأنماط الظاهرية لهذا الطفرات الجينية ومدى تأثيرها على تأثير الأجسام المناعية المضادة على معادلة الفيروس المتحور
وبين أن التوصيف المستضدي antigenic characterization للفيروس المتحور مستمر حاليا، ومن المتوقع ظهور النتائج في الأسابيع القليلة القادمة بإذن الله.
وطمأن الجميع بأنه لا يوجد حتى الآن ما يدعو للقلق بشأن عدم فعالية اللقاحات الحالية ونحن مستمرون بمتابعة الأبحاث الخاصة بهذا الموضوع وما يصدر من الجهات الصحية في البلدان التي انتشر بها هذا النوع.
كما تحدث د/ عبدالله القويزاني المدير العام التنفيذي للمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها عن الطفرات الجينية في الفيروسات مبيناً أن الفيروسات تتغير بإستمرار من خلال الطفرة التي تؤدي إلى ظهور متغيرات جديدة.
وأضاف أنه لوحظ تنوع في فيروس كورونا المستجد بسبب عمليات التطور والتكيف على مستوى العالم ومن المتوقع أن يحدث مع الانتقال المستمر للفيروسات بشكل عام وفيروسات RNA بشكل خاص.
لافتاً أنه لم تسبب معظم الطفرات التي تظهر ميزة إنتقائية للفيروس وأنه مع ذلك فقد تزود بعض الطفرات أو مجموعات الطفرات الفيروس بميزة انتقائية، مثل زيادة قابلية الإنتقال من خلال زيادة إرتباط المستقبلات أو القدرة على التهرب من الإستجابة المناعية أو زيادة شدة العدوى.
وفيما يتعلق بالتأثير الإكلينيكي والوبائي أوضح أنه لا يوجد ما يشير في هذه المرحلة إلى أن هذه السلالة لها علاقة بضراوة الفايروس أو أنها تسبب ارتفاع معدل الوفيات.
وأما يخص التأثير المحتمل على مطابقة اللقاح وفعاليته فقد أبان أنه لا يوجد أي بيانات حالياً تشير إلى أن السلالة الجديدة قد تؤثر على اللقاحات أو فعاليته ولكن الأبحاث والتقصي جاري حالياً للتأكد من ذلك.
وتطرق القويزاني إلى الدور الذي يقوم به المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها في وجود السلالة الجديدة من خلال إستمرار البرنامج الوطني لدراسة تسلسل الجينوم الكامل للفيروس المسبب لـ” كوفيد-19“
إضافةً إلى عمل التسلسل الجيني للحالات الإيجابية للقادمين من الدول الأوروبية أو من أي دولة ظهر فيها الوباء، وكذلك أستمرار متابعة الوضع الوبائي عالمياً لمدى إنتشار السلالات والطفرات الجديدة للفايروس وأيضاً إستمرار دراسة ومتابعة أثر التحور في الطفرات على الوضع الوبائي والإكلينيكي ومدى تأثيره على اللقاحات والأدوية والفحوصات المخبرية، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة ومضاعفة الجهود لملاحظة أي تغييرات محلية أو عالمياً في شدة المرض أو سرعة الانتقال للفايروس.