الإجابة على العنوان تبدو سهلة مع أن البعض لا يريد سماعها، فأعداء الأردن بالخارج هم نفس أعداء العرب المعروفين لكن الأخطر هم أعداء الداخل المتبجحين في صوالين النميمة والإفتراءات ومنصات ميديا الشتيمة، فاسدين وسُرّاق ومع ذلك ينتقصون كل أحد داخل الأردن وخارجه وحتى الأموات لم يسلموا من السنتهم. هؤلاء الأعداء يعرفهم كل من يمتلك الحد الأدنى من معلومات خارطة الجماعات والتيارات والأحزاب الناقمة التي لا تريد بقاء الأردن كدولة ملكية آمنة مستقرة مزدهرة ذات سمعة دولية محترمة وذات قيادة وطنية حكيمة ضامنة لكيان الأردن وموثوقة دولياً وعلى حد سواء قريبة محلياً من الجميع وغير محسوبة على أي فئة أو عشيرة أو تيار.
وتاريخياً هؤلاء الحاقدين المستقوين بغيرهم كأمثالهم بدول أخرى، لا يؤمنون بالوطن “الأردن” ولا يريدونه كما هو بوضعه القائم سياسياً وديموغرافياً وأمنياً وبعلاقاته الدولية المميزة. هؤلاء الفاسدين يستخدمون التقية ويصورون أنفسهم أمام الناس على أنهم غيورين على الوطن بينما هم أشد أعداءه وأكثرهم بغضاً لمكوناته وهُم من يسيء له في كل يوم وهُم من يؤذي قيادته ويجرحون ترابه وأطفاله، وحقيقة هؤلاء الأشرار أنهم متسترين بغطاء ديموقراطية الإرهاب الخاصة بهم خارج مفهوم الدولة، ديموقراطيتهم خاصة وضع معاييرها الذين يمولونهم ويشجعونهم بالداخل والخارج ويستخدمونهم كورق الطباعة.
الأردن مملكة معتدلة وناهضة وذات أهمية للأمن العربي والإقليمي ولا يجب السماح للمرفهين والطامحين أن ينالوا من قيادتها وأمنها واستقرارها وحريتها. المملكة الأردنية الهاشمية بموقعها الجيوسياسي المؤثر وبقيادتها الوطنية المعتدلة العاقلة وبشعبها العربي وغير العربي تلعب أدواراً حيوية ترفد أمن المنطقة واستقرارها، وهذه المملكة تؤي على أراضيها ملايين العراقيين والفلسطينيين والسوريين وغيرهم وتتحمل كل ما يترتب على ذلك على حساب مواردها المحدودة. والأردن مملكة معروفة بتوافقها مع عمقها العربي في كل الإتجاهات وخاصة تجاه السعودية وشبه الجزيرة العربية وبقية جيرانها وهذا مزعج لتيارات معروفة مرتبطة بإيران وتركيا وبمؤسسات أوربية تؤيد الإرهاب في المنطقة.
وفي المقابل فإن من يعي حجم التهديدات يدرك أهمية تطوير ورفع جاهزية مؤسسات الأمن بالأردن ودول مجلس التعاون الخليجي إنطلاقاً من حقيقة أن الأعداء ليسوا فقط الذين خارج الحدود بل أصبحوا في شوارع هذه الدول ومؤسساتها الحساسة مع الأسف.
الأردن الشقيق في هذه المرحلة تمكن بفضل الله من إحباط مخطط خطير تاثيره بعيد المدى، رسم مراحله الخبثاء المتربصين ومولوه سياسياً ومادياً وأوكلوه لمرضى أحلام اليقظة “القطط السمينة” للتنفيذ معتقدين أنهم أذكى من الدولة الأردنية أو في مأمن من رصد المخابرات الدقيق وبعيدين عن يقظة الجيش ووعي المواطن، ومتجاهلين للمواقف المبدئية والحاسمة للسعودية ومصر المتضامنتين مع القيادة الأردنية وشعبها.. ومع ذلك فالصراع لن ينتهي والأشرار لن يختفوا بمجرد إفشال هذه المجموعة المرتبطة بالأجنبي لأن العدو ببساطة سيجد جامحين آخرين غير الذين أطيح بهم وكانوا يعتقدون أن من دعموهم وشجعوهم سيحققون أحلامهم المستحيلة أو على الأقل سيحمونهم إذا سقطوا في الفتنة!.
هذا الحدث الإجرامي الأمني والإرهابي السياسي الذي كشفته الأردن بجهود رجالها، وهذا المخطط الذي تزعتمه شخصيات تخريبية ضمنهم أمير وشريف ورئيس ديوان متنفذ سابق لهو فرصة تاريخية سانحة لإعلان الحرب على الفساد بأشكاله، فالفساد هو الذي يسمح لهؤلاء وغيرهم بالتنمر والتوهم بأشياء تفوق حجمهم. أليس الفساد هو مغذي الإرهاب والجريمة وهو الذي يُسمّن الرديء الهامل ليعتقد أنه النمر والصالح المصلح والوطن هو الفاسد بكل مافيه؟!.
إن الحرب على الفساد بأي دولة عربية يعني أن الفاسد لن يصبح رئيس ديوان أو قائد لواء أو مدير لمشفى أو قاضي بمحكمة، والحرب على الفساد ستكشف تدريجياً هويات الفاسدين بمؤسسات الدولة مما يضطرهم للهروب للخارج والعمل المكشوف من هناك ضد بلدانهم وحكوماتهم وهذا أفضل من تخريبهم للأوطان تحت حماية الدولة لهم ومنحهم أعلى الامتيازات!.. أين كان سعد الجبري وأين أصبح .
سلامات للأردن واهله.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية.