قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة، سيرصد بسماء السعودية والوطن العربي مساء يوم الإثنين 26 أبريل 2021 القمر البدر لشهر رمضان المبارك، وسيمثل القمر العملاق الأول هذا العام، حيث سيكون حجمة الظاهري أكبر بنحو 14 % وإضاءته أكبر بنحو 30 % عن المتوسط وهي فرصة مثالية للتصوير.
والقمر العملاق وصف يُطلق على القمر سواء في الاقتران أو البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومتراً، وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية (قمر الحضيض) ويقصد به وقوع القمر في أقرب نقطة من الأرض، وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357.378 كيلومتراً.
وينتظر أن يشرق مع غروب الشمس وسيكون مكتسياً لوناً ضارباً في الحمرة أو برتقالي، نتيجة للغبار وغيره من العوالق في الغلاف الجوي حول الأرض التي تبعثر الضوء الأبيض المنعكس عنه وتتشتت ألوان الطيف الأزرق ويتبقى ألوان الطيف الأحمر الذي نراه، ولكن بعد ارتفاعه وابتعاده عن الأفق سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد وهذا يحدث في كل شهر، وسيبقى يزين السماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق شمس الثلاثاء.
بشكل عام يمكن القول إن القمر سيظل بدراً طوال الليل، ولكن علميا نطلق تسمية القمر البدر عند اللحظة التي يكون القمر واقعاً بزاوية 180 درجة من الشمس والتي ستحدث صبيحة يوم الثلاثاء الساعة 06:31 صباحاً بتوقيت السعودية (03:31 صباحا بتوقيت غرينتش) وسيكون قد قطع نصف مداره خلال شهر رمضان، يتبع ذلك وصوله إلى نقطة الحضيض (أقرب نقطة في مدارة إلى الأرض) بنحو 12 ساعة عند الساعة 06:22 مساءً بتوقيت السعودية (03:22 مساءً بتوقيت غرينتش).
القمر البدر سيكون قطره الزاوي (عرضة الظاهري) 33.41 دقيقة قوسية، مقارنة بالمتوسط 31 دقيقة قوسية، والدقيقة القوسية هي واحدة على ستين من الدرجة، لذلك فإن معظم الناس لن يلاحظوا اختلافاً بين البدر العملاق والأقمار البدر الأخرى، حتى اختلاف إضاءته يمكن تشتيته بسهولة بوساطة الغيوم أو أضواء الشوارع، والأهم من ذلك أن القمر عندما يكون عالياً في السماء لا توجد هناك نقطة مرجعية تجعلنا ندرك الاختلاف في حجمه الظاهري.
ووفق “فلكية جدة”، فقمر رمضان العملاق لن يكون له تأثير ذو أهمية على كوكبنا باستثناء ظاهرتَي المد والجزر، وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس وهذا يسبّب مداً وجزراً واسع المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي وفي اليوم نفسه يحدث أخفض جزر على نحو استثنائي، ونظراً لأن القمر البدر سيكون قريباً من نقطة الحضيض فسوف يبرز المد في ظاهرة تسمّى المد العالي الحضيضي.
ونظراً لأن الاختلاف الناتج عن قمر رمضان العملاق سيكون محدوداً، فلن يكون هناك تأثير على توازن طاقة باطن الأرض، لأنه يحدث مد وجزر كل يوم، لذلك لا يُتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية.
جديرٌ بالذكر أن هذا الوقت من الشهر القمري مثالي لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر مقارنة ببقية التضاريس التي تبدو مسطحة وتكون ظلالها قصيرة جداً، لأن وجه القمر واقع بالكامل في نور الشمس.