السيد/ ياسين أقطاي نائب رئيس حقوق الإنسان، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية.. عفى الله عنكم.
السلام عليكم ورحمة الله..
فجأة تسعون للتقارب مجددًا مع السعودية بعد إخفاقكم الاقتصادي وفشلكم السياسي وخيبة مشاريع حزبكم وفخامة رئيسكم. هذا جيد. لكن تعلموا.
السيد المحترم أقطاي، تذكرت تلك “الدسائس” أي رسائل المرشد الرئيس “رجب أردوغان” التي كان يوجهك بكتابتها كمستشار له وتقوم بنشرها عبر الإعلام تحت توقيعك. وكان أشهرها حين خاطبت بصلف وغرور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أعزه الله ونصره، برسالة رعناء مفتوحة خلال إنعقاد قمم مكة الثلاثية في 25 رمضان الموافق 30 مايو 2019م!. وبالطبع هو ليس بكلامك، وإنما كلام رئيسك الغاضب دومًا، الذي توارى حينها عفى الله عنه!، وزج بك في الواجهة ولا فرق فالطبع واحد وربما أنك أقل حقدا وكراهية منه للسعودية. لا عليك سيادة المستشار، الذي فات أنتهى ولن يغيب من ذاكرة شعب المملكة، لكن تعلموا.
السيد ياسين أكتاي، سبحان مغير الأحوال ومحطم الطغيان، اليوم أصبحتم تروننا أصدقاء وتهرولون للرياض مع أن المملكة مواقفها كما كانت ثابتة لم تتغير تجاهكم. واليوم اتضح لكم هل كان الرئيس ومستشاره “حضرتكم” يمتطيان صهوة حصان أوربي ضخم أم فيل فارسي ثقيل جبان، أم على ظهر أتان من سلالة ما قبل مصطفى كمال. ربما أنكم تذكرتم أننا نفهم حقيقتكم وعُقَدكم النفسية أكثر منكم معرفة بها!.، لا ضير.. توبوا واعقلوا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن تعلموا.
السيد ياسين أقطاي، أهلًا وسهلًا بكم وبعودة الأصدقاء لواقعهم المعروف، والحمدلله على السلامة والنجاة من الخبث وأم الخبائث. ويا سيادة المستشار والمؤتمن على حقوق الإنسان وخاصة الطفل السوري “إيلان” الذي اغرقتموه، كنّا ولا نزال معكم صادقين وثابتين، وقلنا لكم كمواطنين عبر الإعلام إن الفرق بين العقل والحكمة وتحمل المسؤولية وبين العنجهية والجموح هو ما تراه عيناك الآن يا سيد ياسين أقطاي، بين حكمة القيادة السعودية التي أتيتم اليها محترمين مُرغمين، وبين القيادة “الأردوغانية” التي تستميت لإنقاذ الاقتصاد والليرة والوضع السياسي المترنح باستجداء أي علاقة مع أي أحد!، ونحن لسنا أي أحد بفضل الله. ونتمنى لكم التوفيق لكن تعلموا.
السيد أقطاي، خجلًا واحترامًا، لم أخاطب فخامة رئيسك السيد رجب الذي أقحمك يومًا رحمك الله لتكيل باسمه التهم وصب الوعيد والتهديد الشديد من خلال توجيه الخطاب للملك سلمان!، كانت أقوالك مُزورة، وقحة ومخجلة لكم. كانت برمضان وتقبل الله صيامكم حين نشرتها واليوم كذلك!. ورحم الله كل من عرف حدوده وأحترم مقام الملوك. ورحم أيضاً من قدّر ظروف الرؤساء بمن فيهم التعساء المتخبطين. لكن تعلموا.
مجرد مواطن سعودي وبلا أي صفة أخاطبك، وأشكرك إن تقبلت رسالتي، فأنت أنت، لسان الرئيس العلم، أمير المؤمنين وربيب المستوطنين بفلسطين وحبيب الإخوان الإنقلابيين ومُغرق السوريين ومُفرق الليبيين السيد أردوغان دام ظله، وأنت أيضاً سيد ياسين، راع أمين لحقوق الإنسان بتركيا!، وفوقها متحدث حزب العدالة والتنمية “قلعة الحرية والديموقراطية لمصلحة الأمة، وأي أمة! خاصة شعب الكرد المسحوق وثلث مليون تركي سجين، وعليها باقتدار شهامتكم حين شحنتم في كرتون الضحية الفلسطيني “زكي يوسف مبارك حسن” إلى عائلته بفلسطين جثة بلا عيون ولسان!، ونتمنى لكم الغفران لكن تعلموا.
السيد المحترم “ياسين أكتاي”، لديكم حرية رأي كما تقولون ظلماً! وأعتقد أنني أفهم مايشعر به المواطن السعودي وأغلب الشعب العربي الخليجي تجاه العبث القيادي بتركيا!، ومع ذلك نرحب بصداقة الشعب التركي الذي يعيش بيننا بكرامة على عكس تعاملكم، ونتمنى علاقات جيدة لبلادنا مع تركيا على أساس المصالح المشتركة لا غير.
وكمواطن عادي أقول لا مرحبا ولا أهلاً بفخامة الرئيس اردوغان المحترم متى ماحلّ ضيفًا على المملكة التي تستقبله كالعادة وتودعه وغيره بأخلاق ملوكها وكرم شعبها ومبادئ شريعتها. حينها سأغادر العاصمة الى أقرب ضاحية حتى يغادرها الرئيس الذي يمثل دولة نحترمها. رحبت به يوماً بكلمات بمقال خلال قدومه للرياض، وثبت كم كنّا منخدعين!. لكن تعلمنا يا مستر ياسين أكتاي المحترم، والعلم نور وليس غرور. فتعلموا أنتم.
تعلموا سيد ياسين أكتاي من فداحة أخطاءكم وفضاعة غروركم ثم إنكساركم.. لقد كان ما كان وليت مافعلتم لم يكن.. تعلموا الصدق ومبادئ العلاقات الدولية وتعلموا احترام الكبار وتعلموا كيف تخدمون شعبكم وتحافظون على مقدراته وصحة ضعفاءه المرضى.. تعلموا التواضع لله أولًا ثم للإنسان والحيوان لترتقوا. ومرحبا بك سيد ياسين وبكل الأصدقاء الترك وبوزير الخارجية الذي وصل بلادنا. أما العدو فسيبقى كذلك وأتمنى أن تخبره أننا نفهمه ليس فيما مضى فذلك أصبح خبر وعبرة، بل ما هو آت والله المستعان.
والسلام عليكم.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية.