خلال الخدمة السابقة بالقوات الجوية يتساءل بعض الزملاء بغرفة الإستراحة، هل سيتم جلب طائرات النقل الاستراتيجي الأمريكية طراز C17 لتصبح ضمن أسراب الجو السعودي؟.. ولا زلت أتذكر تلك الصورة الجميلة لهذه الطائرة بأحد ممرات قسم النقل الجوي التكتيكي بقاعدة الرياض الجوية، ربما وضعها أحد الملاحين الذين يدركون أهميتها ومرونتها.
أما الآن وبعد ربع قرن وهو عمر هذه الطائرة تقريبًا، فأشكر الله تعالى أنها لم تنضم لأسرابنا الجوية، فكيف سيراها الناس بعد أن أصبحت رمزًا للخزي وهي تتحرك بمطار كابل ومئات البشر يمسكون بعجلاتها، وبعد إقلاعها الميمون يتساقط من جوانبها شباب جاهل تعلق بها عبثًا ولا يعلم أنه الموت بأي حال.
كم كانت السيدة C17 مستهينة بحياة البؤساء وهي تتدحرج بغرور أو خوف بينما الأفغان كالنمل يسيرون معها كالعميان غير آبهة بمن تحت جناحيها ومحركاتها الدكتاتورية، وكم كانت أختها C130 أكثر خبرة واحترام للناس منها.
ولن أخفي احترامي للأمة الأمريكية التي استطاعت بناء حضارة ودولة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأمريكية التي أقنعت أو أجبرت العالم بثقافتها وصناعاتها المتفوقة وبتقنياتها المتفردة بجودتها ودقتها، ولكن لن أخفي امتعاضي وذهولي من تصرف هذه الطائرة سيئة الذكر المسماة C17 مع أنها فخر للصناعة والتقدم الإنساني. ولن ألوم أبداً قائد هذه الطائرة الذي أشعل محركاتها الأربعة العملاقة وأقلع بها لأول مرة في التاريخ من على مدرج مملوء بالبشر الأحياء بينما أن القوانين الإنسانية والدولية تحرم مجرد تشغيل محركات أي طائرة ناهيك عن الإقلاع بها من أي مدرج يتواجد به كلب واحد فكيف لو كان يغطيه 300 كلبًا دفعة واحدة؟، أما جموع الأفغان الذين شاهدهم العالم على المدرج فهذا موضوع آخر يحال لفخامة منظمة حقوق الإنسان!. واللوم من جانبي ينصب على حديد الطائرة وعقلها الإلكتروني وأجهزتها الملاحية والإتصالية وليس على قائدها الذي قلبه نسخة من قلب ذلك الضابط الذي وضع وزنه الثقيل من خلال ركبته البيضاء على رقبة جورج فلويد السمراء ليرسل نداءاته الأخيرة المستغيثة “من فضلك لا أستطيع التنفس!” حتى فارق الحياة.
تمنيت على صديقنا السيد الرئيس جوزيف بايدن ومستشاريه السياسيين الإصغاء لبعض حكماء الجنرالات بالبنتاجون حيال إعطاء الأولوية لمهاجمة الإرهابيين وسحقهم وقطع شبكاتهم أينما كانوا والرفق بالمدنيين والنساء والأطفال والضعفاء في أفغانستان وسوريا والعراق واليمن الذين تقتلهم منظمات الإرهاب بعلم وغطاء الخمس دول دائمة العضوية بمجلس الأمن!.
أخيراً ومع أنها أنيقة وعملاقة لكن لا أريد كمواطن مجرد رؤية C17 حتى يبقى هنا شيء من الاحترام لمن يستحقه هناك خدمة لمصالحنا.
التعليقات 2
2 pings
عبدالرزاق الهاشمي
25/08/2021 في 4:21 م[3] رابط التعليق
الأخ العزيز عبدالله
مقالك جميل . وتجمعنا نفس المهنة والاحتراف .ولكن الحرب والدمار لاتن سب الى آلة او طيارة مدفع او دبابة بل الى المستخدم لهذه الالات .ماجرى ويجري في افغانستان سابقا ولاحقا يسأل عنها المجرمون من قادة المليشيات المتناحرة او قوات الاحتلال . ان اكثر قادة افغانستان الهاربين او المتعاونين معهم لهم جرائم في افغانستان واكثرهم كانوا من الذين باعوا المجاهدين العرب للتحالف الغربي المحتل . موضوع السي ١٧ او اي طائرة اخري ويتساقط منها الهاربين ليست مشكلة الطيار او الطائرة. الطيار يعتبر نفسه في حالة حرب وفوضي خارجية غير مسيطر عليها وعليه الاقلاع باي شكل يستطيع .اما تمسك بعض الفارين وجلوسهم علي ابواب العجلات فهو غباء وحمق هذه ليست سفينة وسريان الهواء كما تعرف على الطائرة امر لايستهان به ممكن ان تتطاير منها اجزاء الطائرة احيانا فكيف ببشر متمسكين باطرافها . طائرة السي ١٧ طائرة قديرة وحديثة ومناسبة للنقل التكتيكي والاستراتيجي بدون نزاع حتى مع اختها الهركوليز سي ١٣٠ انها سفن الجو والنقل احببناها في الخدمة ولانزال ..لكم اجمل تحية
(0)
(4)
صالح
30/08/2021 في 1:36 م[3] رابط التعليق
صناعة وسائل القتل والدمار ليست حضارة وهاهي كوريا الشمالية مثال سيئ لئلك الصانعون
(0)
(0)