لن يبنيها غيرك ولن يحميها سواك، ومعك أختك وبجانبك أخوك وجارك وابن عمك وصديقك، وريالك السعودي الثمين وعقلك السليم.
كانت بلادك جغرافيا بلا سيادة، بها قبائل وعوائل ممزقة ومتحاربة، تفتك بها الأوبئة والحناشل والخوف والجوع. وبعد بلوغها الحادي والتسعين من إعلان وحدتها الكاملة ها هي لك وحدك كيان قوي وغني تنافس العالم بجمالها وهيبتها ووحدة أرضها ورسوخ قيادتها التاريخية وقوة ووعي شعبها وتحول صحاريها الى واحات علم ومعرفة وحضارة ومدنية.
ابني الشاب الوطني لا تفرط فيها.. تكفى.. فهي أرض ميلادك وستكون بمشيئة الله مقر سعادتك وحياتك ومماتك ومبعثك عند مليكٍ مقتدر.
نعم.. لكلّ طريقته في التعبير عن انتمائه لبلاده ودولته والفرح بها في يومها الوطني وهذا حق لكل أحد، لكن الحقيقة أن من يحبها ويسعى لخدمتها ليس أمامه إلاّ أن يثبت لنفسه قبل غيره أنه يتعلم لأجلها ويتعبد الله بحمايتها ويحافط على عقله وفكره وصحته لمجدها.. هكذا تعلمنا وهكذا فعل الأجداد والآباء..
تكفى.. الابن الشاب أنخاك وأنت في يوم مملكتك الوطني المجيد الحادي والتسعين أن لا تتخلى فيه ولا بعده عن مبادئها ولا عن ثقافتها ولا عن شهامة إنسانها ولا عن تراثها وتاريخها.. وتكفين بنت الوطن مُحبة الوطن ومحبة أخوانك أهل هذا الوطن لا تتخلين عن نواميسها ولا عن ثوابتها ولا عن حياء وعفة أبنتها العربية السعودية، تكفين أيتها الأنثى الوطنية الأصيلة لا تتخلين عن حجابها الرمز العظيم ذو الهيبة والجمال والوقار والقوة والشموخ. وتذكري ابنتي وأختي أن رجال دولتك ومواطنيك سيقدمون أرواحهم لأجل حياتك وتفوقك ولا شيء يفاخرون به هذا العالم أكثر منك. تكفين.. لا تخذلين جنودنا المقاتلين وأنتي عزوتهم وتاج رؤوسهم.. تكفين لا يخيب ظنّهم بك فالعدو الذي يواجهونه بالسلاح يسعى من الخلف لتغيير هويتك الوطنية السعودية الإسلامية العظيمة.
أخيراً.. سلام على أبو تركي الملك عبدالعزيز موحد البلاد وصانع الأمجاد. وسلام لخادم الحرمين الشريفين الملك المُهاب سلمان. وسلام لولي العهد الأمير القوي الأمين محمد بن سلمان. وسلام على تراب الوطن وسمائه وعلى شيوخه وشبابه. وسلام على الرياض ومكة والمدينة وسلام على الشمال والجنوب والوسط وشرق المملكة وغربها وساحلها الغربي والشرقي.. سلام على كل شاب سعودي شجاع وعلى كل أنثى سعودية تصنع الوطن في أحشائها وعقلها وتحميه بروح أخيها وأبنها وأبيها وصاحبها. وسلام خاص لوالدي في عامه 91 وهنيئاً لك يوم بلادك الوطني 91 .
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية