دول الخليج بلا حلفاء

بقلم: عبدالله غانم القحطاني

مائة عام تقريباً وهذه المنطقة العربية تبحث عن حليف واحد موثوق يساعدها على الاستقرار وبناء الحياة ومنع مسببات الحروب، بعض العرب وتركيا وإيران اعتقدوا أن أمريكا حليفاً لهم بينما واشنطن ترى أنهم لا يستحقون أكثر من الصداقة المشروطة.
العرب على ضفاف خليجكم، ليس لكم حلفاء محترمين لا في الشرق ولا الغرب، نحن حلفاء أنفسنا شعوباً وحكومات إن رغبنا ذلك وتعلمنا من دروس الماضي، لا أحد يحترم وجودنا في هذا الخليج حتى من جيراننا الأقربين. والمستقبل مؤشراته غير مطمئنة مالم نغير من أنفسنا بشجاعة ونحارب الفساد بمصداقية ونحمل على أكتفانا هم أوطاننا الخليجية ومنطقتنا ومستقبل أجيالنا من خلال جهد جماعي وتعاون مصلحي وتنسيق مؤثر لعلاقاتنا الدولية كما يفكر ويخطط ويفعل سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، خمس سنوات لتغيير وجه المنطقة خاضها هذا المفكر القائد متحملاً ضغوط هائلة إقليمية ودولية لا تزال، هدفها إعاقة مشروعه الحضاري. واجه هذه التحديات بعزم لا يلين وشعب قوي واعي فحقق خلال هذه الخمس سنوات ما يوازي مكتسبات خمسين عام خلت من عمر المنطقة!، والقادم سيتحدث عن نفسه بعون الله.

دول مجلس التعاون الخليجي ومصر استفادوا من علاقاتهم بالغرب في مجالات التنمية والعلم والتقنية والدفاع لكنهم اعتقدوا خطاءً أن هذا الغرب حليفاً لهم وقت الضيق، لم يتوقعوا أنه شريك إنتهازي جشع يخطط لتمزيقهم وإطاحة حكوماتهم ومؤسساتهم بحروب أسماها الربيع العربي!. كان عليهم معرفة ذلك مسبقاً قبل أن يجدوا أوطانهم تحت تهديدات ومشاريع باراك أوباما وبايدن وهيلاري كلنتون وكوندليزا رايس وعلي خامنئي وقاسم سليماني وحسن نصر الله. المقلق أن تتكرر المآسي مجددا.

فخامة الرئيس بايدن تكرم وأنعم بمرتبة حليف خارج الناتو على دولة عربية تحتاج السكينة ونسأل الله أن يلطف بنا وبها وبالمنطقة من أي مشاريع خراب جديدة هدفها تمزيق ما تبقي من تجمعات العرب، محظوظ من له علاقات مصالح قوية وشراكات مع واشنطن للبناء والتنمية والتعليم وبناء المشافي والدفاع عنها، وتعيس من يعتقد من أَلْعَرَب أنه سيكون حليفاً مقرباً لها بلا ثمن باهض سيدفعه بحسرة كما دفعها جارنا الراحل جلالة الإمبراطور التعيس شاهنشاه محمد رضا بهلوي. حكومات ومخابرات أهم دول الغرب لديها تصور دنيء عن الجزيرة العربية ولن يتغير قريبا. لنكن حلفاء لأنفسنا بنهضة جماعية تبني شعوبنا ليحترمنا الغير.