مع الإحترام وحفظ الألقاب لقادة المجلس الرئاسي اليمني ، رشاد العليمي. عيدروس الزبيدي. سلطان العرادة . فرج البحسني. عثمان مجلي. عبدالله العليمي. طارق محمد عبدالله صالح. عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي. شاء الله سبحانه أن يكون اليمن ومستقبله تحت مسؤوليتكم في هذه المرحلة الخطيرة.
لا شك أنكم تدركون صعوبة الموقف وحدّة التقلبات الدولية، وسرعة المتغيرات. وحتماً كفريق رئاسي ستغادرون المشهد يوماً وسيأتي غيركم، لكن ستبقى بصماتكم إما شاهدةً لكم أو عليكم. وها أنتم تشاهدون بصمات الذين سبقوكم.
بلادكم شمالاً وجنوباً تريدها ثورة إيران بلا سيادة وبلا حكومة وطنية وبلا تنمية لتبقى ساحة مفتوحة للإرهاب والإحتراب الداخلي تحت الإدارة المباشرة للحرس الثوري كما يفعل حالياً بالعراق وسوريا. أنتم تعلمون صحة ذلك يقيناً.
بلادكم بلغت حد الإرهاق وأصابها الإرهاب بقوة نتيجة لتراكمات قديمة تعرفونها، سياسية وأمنية ومناطقية ومكايدات حزبية وولاءات ونزاعات غذّاها مسؤولين كبار لأجل مصالح ضيقة وطموحات شخصية. وللإنصاف، فإن أعضاء هذا المجلس الرئاسي ليسوا من فعل ذلك أو تسبب به، بل هم كالبقية يدفعون الثمن وربما يدفعون الحياة.
المجلس المحترم، الجميع يعلم أن التحالف العربي بقيادة المملكة وبمؤازرة الأشقاء في الإمارات يقفون معكم ويدعمون جهودكم، ومن الواضح أنهم باقون على ذلك ما بقيتم تحملون همّ اليمن ومستقبله. وبطبيعة البيئة لا الحال فإن العربي يستطيع جلب الماء للجِمال لكنه لا يستطيع إجبارها على شُربه مهما بلغت قوته ومهما بلغت درجة إيمانه بحاجتها للتزود بالماء لأجل البقاء على الحياة في رحلة شاقة عبر الصحارى الجرداء المقفرة. ورحلتكم مع بلادكم أيها القادة طويلة ومضنية وستكون مهلكة إن أختلفتم.
الصادق مع اليمن يتمنى عليكم في المجلس الرئاسي أن لا تختلفوا فيما بينكم، فذلك ما تراهن عليه ثورة إيران وعصاباتها في لبنان واليمن، وهو ما تتمناه مجموعات المصالح بالأمم المتحدة وبعض السيئيين في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الحاقدين من العرب.
إن أختلفتم بالمجلس الرئاسي كقادة لليمن لاسمح الله في هذه المرحلة فستخسروا كل شيء ولن يحصل أياً منكم ومجموعته على مايريد، وستتذكرون حينها الزعيم والقذافي وصدام وبشار بن حافظ وعلي محسن وراشد الغنوشي. هذه قراءتي التي لم تخطىء يوماً تجاه اليمن!. بلادكم مُتعبة ومستقبلها مرهون بتفكيركم ونواياكم الثُّمانيّة.
المجلس الرئاسي اليمني الموقر، عليكم يتمنى كل متوجس من الإنهيار، أن تقرؤا بتمعن مرحلة الرئيس علي عبدالله صالح “رحمه الله” واستخلاص العبر والدروس من سيرة الرجل من أول ساعة جاء به القدر للسياسية إلى آخر دقيقة في حياته ثم ما بعد مقتله. إن قرأتم أحداث اليمن في عهد الزعيم فستجدون أن الأمر يتطلب منكم التضحية وتوسيع الافق وتوحيد الرأي لأجل بلادكم وشعبكم، وما عدا ذلكم سيكون تكرار لنفس المآسي السابقة ولسوء التقادير القديمة، وارتكاب لنفس الأخطأ في الحسابات كما فعل من كان قبلكم.
كمواطن عربي سعودي يحب لكم الخير ويعي صعوبة الوضع باليمن ويفهم توحش البيئة الإستراتيجية الدولية، ليس أمامكم أيها القادة الثمانية غير العمل الجاد نحو إخراج بلادكم من هذا النفق المظلم وإنهاء الإنقلاب بالسياسة أو السلاح أو بهما معاً وهذا يتطلب منكم التضحية الشخصية ونكران الذات لضمان سلامة بلادكم، أو فقدان مستقبلكم كقادة وضياع مستقبل من تمثلونهم.
شعبكم سيحكم عليكم ومعه العالم من خلال مصداقية عملكم السياسي وتوحيد جهودكم، ومن خلال نتائج عملياتكم العسكرية في المواجهات القريبة مع الإنقلابيين بصنعاء الذين استعدوا لملاقاتكم جيداً في الجولة القادمة وقد تكون الأخيرة للحوثي أو لكم!، وأرجو أنها الفاصلة بهزيمة الحوثي.
فرصتكم فريدة، وحيدة ،تاريخية ولن تعود. إستثمروها. والسلام عليكم.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية.