بجهودكم أصحاب الفخامة والمعالي قادة اليمن تم تمديد الهدنة مجدداً لمدة شهرين، أملاً في أن يحل السلام في بلادكم المنكوبة ويعود الحوثي لوضعه الطبيعي. حسناً.. الهدنة فأل خير .. ولكن .. الجميع يراقب، والكثير يلاحظ أن المنطقة تبدو أمام تحول تدريجي تقوده الرياض بالتعاون مع واشنطن لمواجهة مصادر الإرهاب والتفرغ لبناء حياة الناس ومدارسهم ومشافيهم. هذا نهج السعودية ورغبتها وحقيقة مساعيها. لكن الإدارة الديموقراطية الحالية بالبيت الابيض مصابة بداء العنصرية وتحتاج لفترة طويلة للتعافي وإستيعاب أنها مريضة.
في كل الأحوال وبكل صدق وبعيداً عن متطلبات العمل السياسي وضروراته، لا يوجد لدى الحوثي أي نية صادقة لإنهاء الوضع القائم بصنعاء، ولا يمكنه فك إرتباطه المباشر بالحرس الثوري الإيراني. وحتى الإطفال يدركون أن ثورة إيران والغرب لا يبدو أنهم يرغبون في أن تعود الحياة الطبيعية لليمن كبقية دول الجزيرة العربية.
أنتم تفهمون أصحاب السيادة، أن الحوثي مدعوماً بإيران وبتغاضي أغلب أعضاء مجلس الأمن، قطع شوطاً مهماً في ظل الهدنة لإعادة استعداده وتعبئة وحداته وإعادة ترتيب صفوفه لغرض فرض الأمر الواقع بالقوة والحاق صنعاء بطهران.
أيها السادة قادة اليمن، جولة أخرى من الحرب قادمة لا محالة. والجميع في داخل اليمن وخارجه يراقبكم. البعض يشكك في حزمكم وصلابة موقفكم. والبعض الآخر يرى أن الحوثي مطمئن لنتائج أي هدنة وسيلعب على فترات تمديدها. وهناك من يعتقد أن الجولة القادمة عسكرياً ستكون لصالح اليمن وشعبه بقيادتكم وستخسرها ايران وميليشياها.
الكثير يتوقعها معركة يديرها ويكسبها قادة اليمن الشرفاء أنتم وشعبكم. والكثير أيضاً يظن أنها ستكون نهاية مأسوية لليمن ولشعبه بشهادتكم.
وأياً كانت النتيجة، قطعاً لن تتمكن ثورة خميني ولا الرئيس الحاقد بايدن وسيده أوباما ولا أوروبا العجوز السيئة أن ينالوا سنتيمتراً واحداً من أرض المملكة و الإمارات ولا مثقالاً من سيادتهما ولا فلساً من ثرواتهما وحرية شعبهما.
الجميع يراقب عقارب الساعة. ويفهم أن الحرب قادمة لا محالة ولا حياد عنها. والكل يفهم أن الحرب هي اللغة التي يفهمها الحوثي وتخشى إيران أنها ستكون لكم وإعلاناً لنهاية مشروعها .. اليمن لكم وليس لأحد غيركم .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية.