لن تذرف دمعة أي مخلوق لو أنهارت ثورة الخميني المتطرفة التي تصب عذابها بشكل مباشر على رؤوس الإيرانيين منذ عقود بعلم وتوثيق دول مجلس الأمن الخمس الدائمة. اليوم تقول الولايات المتحدة الأمريكية إن هذه الثورة الحالية “ثورة الحجاب” مختلفة، حيث وحدت طبقات المجتمع الإيراني ضد النظام. حسناً.. قد تكون مختلفة من حيث إستمرارها لأسابيع دون أن يقتلها الحرس الثوري الدموي بشكل سريع كما فعل مع سابقاتها، لكنه يقيناً سينهيها بأي لحظة في حال توقف الإفراج الأمريكي عن إرسال مليارات الدولارات المحتجزة، وفشل موضوع ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية التي تريدها طهران لأهداف إقتصادية وسياسية استراتيجية تقوي مواقف ميليشياتها بدول الشام واليمن، وفي حال أصبح الحوثي في خطر، أما النووي فهو ملف إبتزاز بين طهران ومحاوريها. بكل تأكيد أن الغالبية بالمنطقة وكثير من دول عالم ينتظرون مشهد الساعة الأخيرة لنظام الملالي الذي يهدد الإستقرار الدولي، لكن الأماني شيء والواقع شيء مختلف.. ولن يسقط النظام مهما فعل المتظاهرون في شوارع إيران ومهما اشعلوا الحرائق، ومهما تعاطفت الأمم المتحدة مع الضحايا، والسبب: لأن القادرين الذين تخلوا عن نظام الديكتاتور الشاه ليسقط (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) هم أنفسهم اليوم الذين يمدُّون خامنئي وحرسه بشريان البقاء في الحكم ويتخلون عن دعم هذه الثورة المدنية بالمعلومات والتقنيات وشيء من أموالهم المجمَّدة.
عبدالله غانم القحطاني
باحث دراسات أمنية واستراتيجية