مسؤولين عرب بدول منهارة يمتعضون من نصح نظراءهم السعوديين بقصد الخير والمصلحة، هكذا قال الإعلام سابقاً. أما إذا كان الناصح مواطن سعودي عادي كالعبد الفقير لله، يشعر بمعاناة الأطفال والحرمان الذي يعيشونه والمستقبل الأسود الذي ينتظرهم باليمن وغيره، فهذا يراه البعض معادي. وتابع لجهة أخرى يكرهونها وهي من دفعه ودفع له مقابل موقفه!. لا يريدون أي إشارة لسوء أعمالهم. وبإصرار يريدون مستقبل أوطانهم إمتداد لنفس عهود قادتهم الراحلين الذين حكموهم بالشعارات وسقوهم الحقد والكراهية وغذوهم بالأوهام.
قرأت سابقاً أن المملكة نصحت صدام حسين وعلي عبدالله صالح ومعمر القذافي ومحمد سياد بري “رحمهم الله” وعمر البشير وبشار الأسد وغيرهم، فكان رد أحدهم بصواريخ “سكاد” على الرياض، والبعض كابر وتجاهل، وأحدهم أستكبر “القذافي” وخطط لإغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز “رحمه الله”. والآخر سلّم مفاتيح عاصمة بلاده لميليشيا عقائدية ولائية معتقداً أن الرقص مع الثعابين بعاصمته يمكن فعله خارج الحدود مع دُول تفهمه أكثر من فهمه لنفسه، أما الرئيس الشاب فرأى أنه المنظر والمثقف، ومن واجبه إلقاء المحاضرات على كِبار قادة العرب بجامعتهم!، وبعد خطبتين عصماء فقدت دولته السيادة وربع مساحتها وجزء من هويتها وأصبح جيشها تحميه ميليشيات أجنبية. هذه حقائق.
شعب اليمن طيب ويحب الحياة، لكن ظروفه قاسية على الدوام. ومصائبه لا تنقطع. أبتلاه الله عبر تاريخ طويل بقادة من عرقيات عنصرية وعقائدية مُتخلفة، حكمته بالشعارات الزائفة وجَهّلَتْهُ وعزلته، كعائلة الحوثي، وأخريات فاسدة سبقتها، جميعها مارست الدجل والكذب والنهب وجعلت من هذا الشعب الطيب كارهاً لكل من حوله، وبالطبع يأتي تحت هذه الطبقات الحاكمة عدة دوائر فاسدة خربت حياة الناس وضربت المجتمع ببعضه.
هؤلاء الذين خرّبوا حياة اليمن، مصابين بداء الكراهية لأهل السعودية من منطلق عقائدي شيعي بغيض، وآخر قبلي سياسي هجين متخلف، فيبتزون البسطاء ويوهمونهم بخطر قادم إسمه الوهابية ضد معتقدهم الزيدي/الشيعي، ويقنعونهم أن المملكة لها أطماع قديمة في ثرواتهم وأرضهم!، وقبل ذلك ومعه وبعده يؤمنون أنه لا يوجد من سيقف معهم ويسعفهم غير السعودية!، والمضحك المبكي أنهم يعلمون إنكشافهم ولا يخجلون. يتخلى عنهم من حرضهم مثل القذافي وبعض من أعضاء مجلس التعاون العربي المنهار، وجناح فكري يساري وشريكه المجوسي بدولة خليجية، وأخيراً كتائب ميليشيات إيران بعموم المنطقة، وبعد كل هذا يطلبون النجدة من الرياض ويتجهون إليها!. هذه حقائق قليل من يقولها صراحةً، وها أنا أطرحها ناصحاً لهم كمواطن يحب الخير لليمن لكنه يتوقع الأسوأ له ولهم بأيديهم ومن داخلهم في المدى المنظور، إن لم يتداركهم الله برحمته ثم ببعض عقلاءهم ومساعدة جيرانهم.
لليمنيين الأصدقاء والكارهين، لا أعتقد ولا أتصور بأي حال أن هناك أحد سيقف معكم كما في السابق مالم تغيروا أساليبكم ومفاهيمكم وعقائدكم العنصرية الموروثة والمستوردة. عليكم قراءة المواقف والمتغيرات بعقل راجح وعناية صادقة، إفهموا متغيرات وضوابط العلاقات الدولية الحديثة بين المملكة وجميع دول العالم المبنية على مبدأ الشفافية والمصداقية والعمل الجاد لتحقيق المصالح ولا غيرها، ثم لاحظوا تجاهلها لكل من لا يتعامل معها على هذا الأساس ومحاربة التطرف والفساد. تذكروا أن هذه قراءتي الشخصية كمواطن، ولا تعتقدون أنه يمثل رأي حكومة. “قليل من يفهم قصة السعوديين وطبيعة حياتهم كمجتمع وقيادة ومؤسسات”.
لليمنيين المنشغلين بالشأن السياسي والحزبي والقبلي والمناطقي والآخرين الممتهنين للتهريب وإدارة الأسواق السوداء، يلزمكم تغيير أساليبكم القديمة والحالية التي دمرتكم وتسببت في أن تكون بلادكم متخلفة في شتى مناحي الحياة رغم ما قدمته السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول العالم من دعم ومساعدات. إفعلوا أو لا تفعلون هذا شأنكم، لكن شعبكم يستحق الحياة.
للسياسيين وزعماء القبائل والحزبيين باليمن خارج إطار الشرعية التي يقودها فخامة الرئيس رشاد العليمي. والمقصود أولئك المنتظرين بفارغ الصبر لتولي السلطة ونهب الثروة وبيع المساعدات بالتخادم مع زعيط ومعيط في صنعاء وخارجها، إن لم تتغيروا كأشخاص وتغيروا منهجكم وتفكيركم القديم المتجدد الذي لم يعد له مكان في عالم اليوم فستجدون أنفسكم محاصرين بتصرفاتكم ولن يلتفت إليكم أي أحد وستدخلون في صراع داخلي خطير، أنظروا للقتال المؤسف بالسودان بين أقطاب قادة البلاد أي الجيش والتدخل السريع، وهناك خلف كل منهما أحزاب وأنصار ومهرجين وداعمين. لستم ببعيد، لكن هل ظروفكم وواقعكم أفضل من السودان سابقاً وحالياً؟. بصراحة لا.
لليمنيين الطيبين والآخرين، مستقبلكم في خطر والجميع بالمنطقة مصالحهم قد تتطلب نفض اليد عنكم وترككم لمصيركم والإبتعاد عن مشاكلكم لأنه لا أمل فيكم، ياقوم العالم يتقدم وأنتم تعيشون الماضي وشعاراته. التذاكي ومحاولة إبتزاز جيرانكم أضرت بكم. ولن ينفعكم من يستخدمكم لأهدافه بل سيبتعد عنكم بمن فيهم إيران وأذرعها وتيار الإخوان وبقايا اليسار العربي المتهالك، ولا حتى الإرهابيين متطرفي عقيدة التضليل والتدليس واللطميات والبكائيات فقد انكشفوا من قُم إلى النجف إلى هيرات ومزار شريف إلى كل مكان يوجد به معمم.
أعتقد أن دول مجلس التعاون لن تتعامل معكم من منطلق ماكان منكم تجاه بلادكم سواء بالأمس البعيد أو القريب، خاصةً إذا كانت نتائجه ستلحق الضرر بحياة اليمنيين في طول البلاد وعرضها. ولن يتعاطف معكم أو يدعمكم أي أحد بالمنطقة على حساب الشعب اليمني الطيب الذي ينشد الحياة كغيره من شعوب العالم، وعلى الأقل حقه في التعليم وتلقي العلاج. فتغيروا.
رفقاً بأبناءكم أيها الطيبين من السياسيين والناشطين والحزبيين بصنعاء وتخومها، كل شيء يتغير ويتقدم إلاَّ أنتم. إحذروا الركون للماضي التعيس وشعارات الزعامات الفاشلة وتحالفاتهم القاتلة، تلك أيام خلت ليس لها مكان في عالم اليوم، فإن كررتموها فأنتم وقودها في مواجهة مجتمعكم، ولن يهتم بكم أحد. وتذكروا أنه بعد سنوات قليلة لن تكون المنطقة بشكلها الحالي الذي تشاهدونه، أفيقوا، وضعوا لأنفسكم وبلادكم مسار حديث جيد يخدم مستقبل أطفالكم. إتحدوا وتوحدوا مع من تشاؤون ويقبل بكم، هذا من حقكم لكن ما الفائدة وبلادكم غير آمنة ومنهارة وطاردة للتنمية.
كل المؤشرات تدل على أن هناك ماهو أسوأ ينتظركم بصنعاء إن لم تتغيروا سريعاً، إنه الإقتتال الداخلي مالم تمنعوه وتقرؤا المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية. لا تنخدعوا بعنتريات إعلامكم التابع للحوثي وأتباع التيارات وأحزاب الشعارات، ولا تظلموا اليمن بنشوة مقيال القايلة وغثاء منصات التواصل الإجتماعي، كل هذه مخدرات ومنشطات حقيقية ووهمية خدعت شبابكم ودمرتهم ولن تبني مؤسسات بلادكم ولا حتى غرفة متهالكة من الزنك “صندقة” كمستوصف طبي بقرية في مغارات صعدة.
نصيحة أخيرة وصادقة، لمن تجاوزوا الستين وتتلمذوا بمدارس الحوثي والمؤتمر والإشتراكي وصوالين الإخوان وأحزاب الفشل من بعثية وناصرية وقبلية وغيرها باليمن ومن المنتفعين بالتهريب والتخريب وتجارة المخدرات، أتركوا العمل السياسي والأمني لغيركم فلن تنجحوا ولن تستطيعوا بناء دولة بمؤسساتها، أنتم لن تتغيروا بحكم الماضي والعناد، والطبع يغلب محاولة التطبع، استريحوا في مدنكم بكرامة أو على حسابكم بالقاهرة والرياض وجدة ودبي ومسقط والدوحة، وراقبوا العصف القادم الصعب بقيادة غيركم ممن يرجى نفعهم وإخلاصهم لليمن. وتأكدوا أن لا أحد يثق بكم، والكثير يفهمكم جيداً ويعلم خفاياكم.
بألم ومصداقية ومودة: القادم أخطر وكل الدول حولكم باليمن أنصرفت للبناء والعلم والتطوير ونسج علاقات المصالح مع العالم، ولن يهتم بكم أحد مالم تبادروا لتقويم أنفسكم والسعي لبناء مجتمعكم ومؤسساتكم والتضحية بمصالحكم الضيقة والتخلص من الأنانية الفاضحة لأجل مستقبل أبناءكم.. حفظكم الله واليمن.
كتبه: عبدالله غانم القحطاني
@Gen_Abdullah1