![نهى نهى](https://alraynews.net/wp-content/themes/taranapress/logo.jpeg)
عندما تلامس خيوط الشمس مزرعته بوادي حسوة قرية ( صره ) جنوب محافظة رجال ألمع يسابق المواطن ناصر علي آل صالح الطيور متسلحا بما يعرف محليا بأسم المرجمه وهو حبل متين يصنع من حبال شديدة ويوضع وسطه موقع صغير لتجميع الحصى وقد يسمى لدى بعض المزارعين في جنوب المملكة بأسم المقلاع إضافة إلى المفقاع المرتبط بالمرجمه الذي يصدر دوي صوت قوي بهدف إخافة تلك العصافير لحماية سنابل الدخن وحبوب البيضاء والبجيده وهي إحدى المنتجات الزراعية المعروفة بمسمى الذرة الرفيعة ، وأوضح المواطن آل صالح أثناء حديثه لصحيفة الرأي قائلا نسعى في وادي حسوة جنوب المحافظة إلى الإشراف بهمة وعزيمة لحماية تلك المنتجات الزراعية من اسراب العصافير التي تنطلق على شكل جماعات سريعة لمهاجمة هذه السنابل المثمرة ومضى يقول إن أشهر هذه الطيور عدوانية هي طيور ، ام صعو وأم عفال ( الصعو والعفال طيور صغيرة الحجم تشبه عصفور دخلة القصب المغردة التي تهاجم هذه المحاصيل على شكل جماعات تصل لأكثر من ٢٥ طائر دون هوادة واستطرد يقول إن مزارعي رجال ألمع يبدؤن في تهئية مزارعهم لزراعة الدخن والذرة مع بروز نوء الجوزاء والذي يتميز بشدة الحرارة وكثرة السموم والتي تمكنهم من تنشيف المزارع حتى يتمكنوا من الحرث مضيفا أن زراعة هذا المحصول تستمر ٣ أشهر حتى يتم حصاده وعن كيفية حماية ثمرة المحاصيل من الطيور أوضح أنهم يستخدمون ما يعرف بالحامي الذي يظل يتحرك باستمرار على ضفاف مزارعه او ما يعرف محليا بأسم ( الزبير ) يطوف عليه باستمرار حاملا المرجمه والتي يحمل فيها عدد من الحصى ثم ترمى على تجمع تلك الطيور محدثة دوي وهو صوت قوي لضمان طرد كل الطيور المهاجمه وأكد المواطن آل صالح أن هذه المهنة قد استقاها حرفة من والده المرحوم بإذن الله الشيخ علي آل صالح أثناء مرافقته لمزرعته بوادي حسوة منذ أيام الصبا كما ذكر . وواصل آل صالح ليؤكد أن مزارع والده تعد من أشهر مزارع الدخن برجال ألمع السهل والجبل ،،
هذا ولازال هذا الشاب يواصل جهوده الكبيرة لإحياء هذا الموروث الزراعي الذي فقدته مزارع رجال ألمع في ظل اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي ودهاليز الأنترنت للكثير من قيم الأجداد والآباء وتاريخهم العتيق في مجال الزراعة والحصاد لهذه المنتجات الغذائية الصحية القيمة بعيدا عن تقنية المواد الغذائية الأخرى ، صحيفة الرأي تناشد وزارة البيئة والمياه والزراعة بضرورة مساندة هؤلاء المزارعين بالدعم والتشجيع والوقوف مع هذه النماذج الفاعلة من شباب الوطن لتأصيل ثقافة ارتباط المزارع بالأرض وتحسين مستوى معيشة صغار المزارعين وزيادة الكفاءة والإنتاجية وتحسين نمط الحياة لاسيما بعد اعتماد جمعية الأمم المتحدة لعام 2023 م السنة الدولية للدخن إيمانا من هذه الجمعية بقيمة هذا الكنز الغذائي لحياة البشرية أجمع ،،
جانب من محصول الدخن في مزرعته بوادي حسوة