مهند بن جبريل أبو دية هو مخترع سعودي أصوله من منطقة جازان، وهو من مواليد مدينة جدة. ولد في ١٤ جمادى الأولى ١٤٠٧هـ، ووالده هو الإعلامي والمذيع المعروف جبريل أبو دية.
نشأ مهند أبو دية في أحد أحياء مدينة جدة وترعرع فيها، وتلقى تعليمه الابتدائي هناك.
كان طفلًا عاديًا كباقي الأطفال، إلا أنه تميز بحب الاستطلاع الشديد، وولعه بتفكيك الأجهزة الكهربائية والألعاب ومعرفة خباياها، مما أثار استغراب أصدقائه بل وسخريتهم منه.
بعد ذلك اضطر بسبب ظروف عمل والده إلى الانتقال إلى مدينة الرياض، وأكمل المرحلة المتوسطة والثانوية في مجمع مدارس جامعة الملك سعود، والتي كان لها أكبر الأثر في إكمال مسيرته العلمية، فقد كانت له مشاركات في بعض المسابقات المحلية والعالمية في مواد الفيزياء والكيمياء وفي الاخترعات.
وكان من المشاركين في النادي العلمي السعودي، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع 2 وفي الأنشطة اللا صفية.
وبعد أن أكمل المرحلة الثانوية انضم إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتخرج فيها متخصصًا في الهندسة الصناعية مع مرتبة الشرف الأولى.
ولم يتوقف عند ذلك؛ بل كان مع انشغاله بالدراسة الجامعية يستثمر كل وقت لإكمال بعض الاخترعات والتجارب عليها،
بل كوَّن مع مجموعة من زملائه مؤسسة تعليمية لإصدار بعض الدورات التعليمية في الفنون الفيزيائية والإلكترونية على اسطوانات وهي شركة فيزيا ميديا للإعلام العلمي.
الجدير بالذكر أنه أكمل تعليمه الجامعي وهو كفيف، وإحدى ساقيه مبتورة لكن الإصابات لم تعقه عن مواصلة طموحه.
ومن أهم الاختراعات التي قدمها مهند هي اختراع الغواصة التي سماها “بصقر العروبة”، وهي غواصة تصل أعماقها إلى 6525 مترًا تحت الماء، لتكون بذلك أعمق من الغواصة اليابانية شينكاي التي يبلغ عمقها 6500 متر.
وقد أصر على اختراع الغواصة رغم جميع الانتقادات التي تعرض لها، والإحباطات ممن حوله بأنه لن يستطع اختراعها إلا أنه بالتحدي لجميع المستحيلات وفقه الله تعالى إلى هذا الإنجاز العظيم.
ومن أهم الاختراعات التي أبدع فيها: اختراعات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، مثل القفاز الذي يحول لغة الإشارة إلى صوت، والقلم الذي يحتوي في نهايته على مغناطيس لمساعدة الأطفال المكفوفين والذين يعانون من الارتعاش باليد من الكتابة على سطر مستقيم.
كما اخترع سماعة أذن تعمل كمنبه حين يجلس مستخدمها في وضعية للجلوس خاطئة.
كان مهند أبو دية رئيسًا للنادي العلمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الفترة من 2005 إلى 2006، وشارك في صناعة المسرعات النووية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ضمن أول فريق علمي سعودي في هذا المجال.
كما عمل كباحث في المركز الوطني للفيزياء والرياضيات في عام 2005. وأنشأ فرعًا سعوديًا في الجمعية الدولية لطلاب الفيزياء وكان رئيسًا لهذا الفرع.
لديه بعض المؤلفات والمنشورات المتخصصة بمهارات الاختراع الأساسية، وطبع أكثر من 60 ألف نسخة من الكتب، وأعد مجموعة برامج تلفزيونية متخصصة في ثقافة الاختراع.
وكان من مؤسسي جمعية المخترعين السعوديين، وشارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية ليقدم اختراعاته في التقنيات الفيزيائية.
وأصبح أبو دية مدرب مهارات اختراع معتمد عالميًا ومحليًا. وأسس مركز اسطرلاب للتدريب، وهو يترأسه حاليًا، كما قدم أكثر من خمسمائة ساعة استشارية عن الاختراعات وكيفية عملها.
حصل أبو دية على العديد من الجوائز والتكريمات لعل أهمها حصوله على ميدالية الاستحقاق الذهبية من الاتحاد الدولي للمخترعين، وحصل على جائزة التميز لذوي الإعاقة لعام 2012م.
كرمه الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز عن اختراعه لغواصة صقر العروبة. وأعرب خادم الحرمين الشريفين عن اعتزاز السعودية به.