ينثر موسم الشتاء هُوية سياحية خاصة لمركز السر جنوب محافظة الطائف, حيث تزهو الأرض باللون الأخضر الذي يغطي الأودية والتلال، ويكسبها نموًا متزايدًا لمختلف الأشجار البرية المتناثرة، لتكون مقصدًا لأهالي المحافظة وللسياح وعشاق المكشات، ورواد الرحلات الذين يضعون الطائف وجنوبه ضمن الخيارات الأولى والمميزة خلال موسم الشتاء الاستثنائي, الذي يحظى باستمرار هطول أمطار الخير والبركة.
وتشهد الطائف والمراكز التابعة لها موسم الخصب أو كما يطلق عليه موسم “الحيا” الذي يضفي البهجة والفرح بين الشباب والعائلات للاستمتاع بمناظر الطبيعة، ومشاهدة جريان الأودية وانحدار السيول من سفوح الجبال وتساقط رذاذ المطر، مكونة بذلك مخزون جوفي ثمين، وأيام منعشة تتحول فيها الأرض إلى واحة تأسر الأنظار بلوحة خلابة تحتفي بمكونات الطبيعة وتعزز استدامة البيئة، تأخذ على إثرها الزوار في رحلة إلى قلب الطبيعة النابض بالحياة، ليشاهدوا أشجار الطائف الغناء بأنواعها مثل العرعر والسدر والطلح، وغيرها من شجيرات الزهور الزاكية.
ويضم مركز السر جنوب محافظة الطائف العديد من مظاهر الحياة الطبيعية والجمالية التي تتمثل في البيئة الساحرة, التي تزينها التضاريس المتنوعة ونقاء هوائه العليل، وما يصاحب المنطقة من مشاهد حيّة للمنازل القديمة الأثرية التي سكنها الآباء والأجداد بألوانها العتيقة التي تفوح بعبق الماضي، والمزارع المحيطة التي تعكس جمال الطبيعة في أبهى صورها، مشكلة مع الأودية والسدود نظامًا بيئيًا يتميز بالثراء الطبيعي.
ويلاحظ كثيرًا في هذه الأيام خروج الشباب والعائلات إلى مناطق الطائف الخصبة والمراكز التابعة لها، التي أدت إلى تغيير طبيعة هذه الأماكن، محسنة في جناباتها الغطاء النباتي من خلال نمو العديد من الأعشاب البرية النادرة.