هبوب العاصفة ضد الإرهاب الحوثي بصنعاء كان في يوم 25 مارس 2015م، وأُعلن نهايتها في 21 إبريل من نفس العام بطريقة ذكية لتحاشى التصادم مع قوى دولية عظمى تريد بقاء أذرع الثورة الإيرانية في المنطقة لتخريب إستقرار السعودية والدول العربية.
لكن الحقيقة أن العاصفة لم تتوقف عملياً ولم تترك اليمن “الجمهورية اليمنية” ليصبح وضعه بأكمله أسوأ من وضع لبنان اليوم الذي يهيمن عليه ميليشيا تابعة لدولة أجنبية عينها دوماً على إستعمار اليمن ليصبح جزءاً من ممتلكاتها ومنطلقاً لتخريب أمن البجر الأحمر. العاصفة أفشلت هذا الهدف وكادت تنهي الإنقلاب الحوثي لولا تدخل القوى الدولية المعارضة لذلك، فتموضعت العاصفة سريعاً وجعلت الإنقلاب محدوداً في رقعة معينه ومؤقتة محورها صنعاء، وطمأنت الشعب اليمني وأنه ليس وحيداً في مواجهة الغزو والإرهاب وعليه عمل مايستطيع حتى يزول الإنقلاب بالكامل، وقدمت العاصفة كل شيء ممكن لإنسان اليمن، وسنرى نتيجة ذلك في قادم الأيام ضمن تسويات يصبح الحوثي مجرد مشاركاً بالحكم، وبطبيعة اليمن سيلي ذلك إنقلابات داخلية تعيد رسم الخرائط اليمينية.
الحركة الحوثية جزء من مشروع أجنبي كبير يستهدف المنطقة والغاء سيادة الدول العربية، وكان إفشال هذا الجزء من المشروع هو الأصعب لكنه تحقق بنجاح بدليل أن الجنوب بمساحته كاملاً أصبح قوياً ومستقلاً عن دويلة الحوثي ويستطيع لعب أدواراً مختلفة على أرضه وخارجها لإمتلاكه عناصر القوة التي لم تكن موجودة قبل عاصفة الحزم وما أحدثته في كافة الإتجاهات. وتمت محاصرة الحوثي والتحكم بحركته ومنع الإعتراف به دولياً.
وبما أن الحديث عن صنعاء فلا يمكن أغفال جزء آخر ذو صلة بما حدث بصنعاء وهو الحرب القائمة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023م. ولا بد من التذكير بأن ألذي أسس الإنقلاب الحوثي هو نفسه الذي دبّر طوفان غزة الذي نتيجته تدمير القطاع أمام أعيننا بشكل همجي لم يتوقعه أحد.
الحوثية حركة عقائدية منهجها واضح وهو القيام بأي عمل يحقق أهداف ومصالح مرجعيتها في قم. وهي ليست الحركة الإرهابية الوحيدة التي تؤدي نفس الوظيفة وتحمل نفس الفكر والمعتقد. وهناك ايضاً بجانبها عدة منظمات إرهابية أخرى موازية وتؤدي دوراً مسانداً كتنظيمي داعش والقاعدة حيث تربطهما علاقة تخادم ومصالح مع نفس مرجعية تنظيم الحوثي وحزب الله اللبناني.
هذا المشروع التخريبي الكبير الذي شتته عاصفة الحزم، نرى حالياً نتائج تلك البعثرة والعصف الخشن وضمنها عودة العلاقات بين الرياض وطهران بضمانة الصين، وتحييد كافة المليشيات الإرهابية المرتبطة، ووضعت العاصفة أعداءها بواشنطن ولندن وتل أبيب يستقبلون مسيرات الحوثي وهُم الذين أنقذوا الحوثية ورغبوا أن تحكم الجمهورية اليمنية بأكثر من قاسم سليماني ضد السعودية!. أين هذا اليوم؟!. العاصفة فضحت نفاق دول كبرى واثبتت لهم خطأ مواقفهم وبالأصح فضحت تآمرهم.
نعود للكتابة بزاوية العاصفة بعد سنوات من بدايتها والعاصفة العسكرية والسياسية بتحالفها حققت أبعاداً إستراتيجية كبيرة لصالح المنطقة والأمن العربي والإقليمي، وافشلت المشروع التدميري الممنهج الخطير في جزءه الجنوبي، وأضعفت بشكل كبير جزءه الشمالي الذي يتصارع اليوم فيما بينه بالعراق، وجعلت جزء المشروع بسوريا غير قابل للنجاح كقاعدة للهلال الشيعي. العاصفة اقنعت من قامت ضدهم بالمنطقة أن القادم ليس لمصلحتهم إذا لم يشطبوا المشروع العقائدي الإستعماري وبدلاً منه يسيرون في ركب مشروع صاحب عاصفة الحزم وإعادة الأمل الذي هدفه بناء نهضة الشرق الأوسط بما يخدم الجميع. العاصفة جعلت حسن نصر الله وحزبه يتجرد من كل اشكال التقية ويصرح بعداءه للسعودية، وتمت محاصرته إقتصادياً وأمنياً حتى عاد يستجدي إتقاذ لبنان!. هذه حقائق والمزيد في لقاء قادم.
كتبه: عبدالله غانم القحطاني
@Gen_Abdullah1
التعليقات 1
1 pings
ابو عادل
06/12/2023 في 2:15 ص[3] رابط التعليق
احسنت .
ولاكن ماهي اهداف التخادم الرباعي الامريكية
والاسرائيلي والايراني والتركي . في صراع البحر الاحمر
فهل لسيطرة على المعابر البحرية التجارية وجعل منطقة الشرق الاوسط منطلق صراع الدول العظمى وساحة لتصادم؟
وماهي الاهداف من جلب البوارج العسكرية الامريكية لجهة البحر الاحمر الجنوبية ؟
(0)
(0)